عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

ملتقى قصيدة النثر

المقالات 14 سبتمبر 2017 0 240
ملتقى قصيدة النثر
+ = -

 

5 views مشاهدةآخر تحديث : الخميس 14 سبتمبر 2017 – 9:22 صباحًا
 
د. حسين القاصد

تجري هذه الايام فعاليات ملتقى قصيدة النثر في البصرة ، وهي الدورة الثالثة لهذا الملتقى ، وقد لفت انتباهي شيء جميل في الدعوات ، وهو اشتراط ارسال القصيدة المشاركة الى لجنة المهرجان ، بحسب ماقرأت في احدى بطاقات الدعوة المنشورة في صفحات التواصل الاجتماعي ، وقد راق لي هذا الاشتراط لأنه دليل حرص على الهوية الابداعية للملتقى كي لا يتحول الى مهرجان للتعارف كما هو سائد في المهرجانات التي اقيمت في السنوات الأخيرة ، لكن وعلى الرغم من الاجراء الاستباقي الذي قامت به اللجنة المنظمة، يبدو ان بعض الذين طرأت اسماؤهم على المشهد الشعري مؤخرا، قد تسللت اسماؤهم الى الملتقى بدورته الحالية ، وبعيدا عن المشاركين ، قريبا من قصيدة النثر ، لابد من وقفة جادة عند قصيدة النثر العراقية ونضجها وتلكؤ بعض شعرائها ، وما الى ذلك مما يخص قصيدة النثر التي تعد آخر عملية جراحية على جسد القصيدة العربية . كتب مسؤول الشؤون الثقافية في اتحاد ادباء البصرة الشاعر علي الامارة موضوعا مطولا جاء في حلقات بعنوان ( قصيدة النثر على المحك ) ولم يخفِ مخاوفه من استسهال الدخول اليه من باب قصيدة النثر ، وقد أبحر الامارة ـ بصفته معنيا بهذا الجنس الادبي ـ في تاريخ قصيدة النثر وتمرحلها واستقرارها ، لكن فاته أن يذكر ان ريادة قصيدة النثر كانت للشاعر حسين مردان بشهادة د. علي جواد الطاهر ود. محمد حسين الاعرجي ، واغلب اساتذتنا الكبار ، مع ان مردان اطلق عليها اسم النثر المركز ؛ لكن هل يشترط ان يكون لكل شكل شعري ملتقى خاص به ، وهل وصل صراع الاشكال الشعرية الى هذا الحد من التوتر ، ثم ان شعراء النثر يشتركون في المربد وفي كل المهرجانات ، فهل سيلجأ شعراء التفعيلة لاقامة مهرجان خاص بهم ، مع ان مهرجان السياب حين كان يقام لم يشترط فيه شكل القصيدة . يقول الشاعر علي الامارة عن قصيدة النثر (اذا كانت في الستينات جزءا من الموجة الصاخبة فانها في نهاية الثمانينات صارت الموجة كلها) ومع اني اتفق مع الزميل الامارة على هيمنة الصخب النثري بصفته ضدا نوعيا لقصيدة الحرب العمودية ، لكن لم يفكر حتى الستينيون ان يقيموا مهرجانا انفصاليا كهذا ، بل خضعوا للجنة من السلفية الشعرية في مؤتمر الادباء العرب الذي اقيم بغداد عام نهاية الستينيات وهم في أوج بيانهم ، وكانت اللجنة مكونة من الجواهري ومصطفى جمال الدين وشاذل طاقة ، وهو الأمر الذي ازعج جماعة شعر 69 ، لذلك لايوجد أي تأصيل لمهرجان معني بشكل شعري دون غيره ، ولا جذور له ، وكل ما نخشاه ان تتبنى محافظة اخرى مهرجانا للشعر العمودي ، مع امنياتنا الخالصة للملتقى بالنجاح ودوام الابداع .

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار