ما يريده الامام الحسين (ع) قاله في العاشر من محرم الحرام لسنة 61 للهجرة وايضا قاله قبل هذا التاريخ وعلى امتداد سيرته وعمره الشريف , اي اننا باطلاعنا على سيرته المباركة (ع) ونهجه سنتعرف على ما يريده منا سلام الله عليه ولكن في ما يخص الاستفهام الثاني , ما الذي يريده الامام الحسين (ع) منا نحن ؟ هنا يكمن مورد الاشكال والاستفهام الكبير والصعب بنفس الوقت , اذ ان هذه المساحة من الاستفهام شاسعة بمقدار الزمن الذي يفصلنا عن الامام الحسين (ع) اي نحو (1376سنة) وبمقدار التيه الذي نعيشه وبمقدار فهمنا البعيد والضبابي لما يريده الامام منا , وفي هذا المضمار ثمة تساؤلات كثيرة منها : ما ملامح التغيير الاجتماعي التي ارادها الامام الحسين؟ وهل نجحنا في استثمار الشخصية الحسينية مجتمعيا؟ وما القراءة الدقيقة لهذا الملمح الحسيني المتمثل باعادة التشخيص لدى الامة وماهية الدور الحركي الذي اراده الامام من خلال نهضته وما مصاديق الفهم الجماهيري العملي لمفردات النهضة الحسينية كدرجة من درجات بناء المجتمع ؟ من الثابت ان الامام الحسين (ع) نظر الى الاستفهام التالي نظرة مسؤولة وعميقة (كيف سيؤول حال المجتمع الذي يحكمه من لا يعتقد باساسيات قيام حضارته) فما القراءة لهذا الاستفهام وكيف لنا ان نثوره في واقعنا الحالي ؟ لاشك ان حزمة الامور الايجابية التي صدحت بها النهضة الحسينية هي كثيرة ولكن مسألة اعادة قابلية التشخيص لدى هذه الامة التي كادت تفقدها اثر تراكم سياسة التجهيل هل تم استثمارها؟ ولايمكن لنا ان نغفل الدور الحركي الذي اراده الامام من خلال نهضته ببنائه لوعي جمعي يدرك مفهوم الرسالة , مرة اخرى كيف يتأتى لنا تثوير بناء الوعي الجمعي في مجتمعنا الحالي ؟ من المعلوم ان توهين الاهداف واللامبالاة في اصول الاسلام والثورة وفهم كل الامور والتعامل معها بذهنية مادية سوف يصل بالمجتمع الى حالة دنيوية صرفة , الامام الحسين تعاطى مع اسلوب التوهين باساليب مختلفة تتماشى مع ثقافة ذلك العصر , والصورة اليوم لا تختلف , هل نجحنا في ابتكار تعاط مع منظومة توهين الاهداف يتلاءم مع الثقافة الحالية ؟ الشروط الاساسية المعتبرة في نجاح كل ثورة من منظور اسلامي هي خمسة شروط (البعد الالهي للثورة , البعد الانساني فيها , البعد التخطيطي للثورة , البعد العاطفي , البعد الجماهيري) , فالنهضة عندما تكون بعيدة عن فهم الجماهير ووعيها يكون هناك نقص حاد في بنائها ,ونهضة الامام الحسين انطلقت من هذا الفهم والوعي . فلنتحدث عن مصاديق الفهم الجماهيري العملي لمفردات النهضة الحسينية كدرجة من درجات بناء المجتمع كما الفطرة المتواضعة حين تلتحق ببحر زاخر فتصبح عظيمة النفع كذلك الفرد حين يندمج بتيار المجتمع فيصبح اعظم واقوى وملحمة عاشوراء بوتقة تعد الافراد ليتلاحموا ويصبحوا قوة هائلة , من خلال هذا كيف تقرؤون المعادلة التي رسمها الامام الحسين بين السير وفقا للارادة الالهية وبين واقع المجتمع انذاك وكيفية الاستفادة منها معاصراتيا وان حدث ذلك فهذا يعني اننا في كبد قصدية معرفة ما يريده الحسين (ع) منا؟ عند الادعاء بزعم كل فرد بانه قد بلغ اداء الواجب ولكن عندما يستشرف على ملحمة عاشوراء ويراجع نفسه يعرف ان عطاءه محدود جدا , هل ثمة ديمومة لدينا لهذه المراجعة؟ حوافز البشر وعزائمه هي وقود مسيرته الصاعدة , الامام الحسين (ع) قرأ منظومة الحوافز والعزائم التي تعمل على تحريك المجتمع , والاستفادة من هذه القراءة لا شك تفتح لنا العديد من الابواب لمعرفة ما يريده منا سلام الله عليه؟ والاسئلة عديدة وكثيرة ومفتوحة .
4 views مشاهدةآخر تحديث : الخميس 2 نوفمبر 2017 – 7:36 صباحًا