وسط استعدادات كبيرة تبذلها جميع الجهات المعنية لانجاح زيارة اربعينية أبي الاحرار الامام الحسين (ع)، تتواصل اعداد الزوار المحليين والعرب والاجانب بالارتفاع يوما بعد اخر قبيل الزيارة، اذ توقعت محافظة كربلاء ان تكون الاكثر عددا هذا العام في وقت منحت فيه وزارة الخارجية اكثر من مليوني تأشيرة لدخولهم الى الاراضي العراقية. يأتي ذلك في وقت تستمر فيه الاف المواكب المنتشرة على طول الطرق المؤدية الى كربلاء بتقديم الخدمات المختلفة للزوار، مع قيام الوزارات بمهام نقلهم وتوفير الخدمة العلاجية لهم وتعزيز اجراءات حمايتهم. الزيارة الأكثر عدداً توقع محافظ كربلاء عقيل الطريحي في حديثه لمراسل “الصباح” علي لفته، ان تكون زيارة الاربعينية هذا العام من اكثر الزيارات عددا، لذا وضعت المحافظة جميع ملاكاتها وامكانياتها بهدف انجاحها، على الرغم من الضائقة المالية التي تمر بها، داعيا الحكومة الى تخصيص مبالغ بهدف تقديم الخدمات للزوار. واضاف الطريحي ان ادارة المحافظة دعت ايضا رئيس الوزراء لمنع دخول المسؤولين للمحافظة خلال ايام الزيارة بطريقة المواكب والحمايات لان المدينة ستشهد زحامات واختناقات مرورية. بدوره، قال مدير اعلام شرطة كربلاء العقيد علاء الغانمي لـ”الصباح”: ان اكثر من 35 الف عنصر امني و 2500 عنصر نسوي سيشاركون بالخطة الامنية للزيارة الاربعينية التي ستكون شاملة ومرنة ومستفيدة من خطط الاعوام الماضية. واشار الى تنفيذ عمليات استباقية لالقاء القبض على المطلوبين للقضاء، منوها بتقسيم المدينة الى محاور وقطاعات عدة ستكون تحت امرة ضباط اكفاء. من جانبه، لفت مدير صحة كربلاء الدكتور صباح نور هادي الموسوي خلال حديثه لـ”الصباح” الى نشر 91 سيارة إسعاف و41 مفرزة طبية مع تهيئة 10 مستشفيات وكذلك استنفار جهود ملاكات مستشفى الزهراء (ع) المتنقل وجعله مرابطا على طريق (كربلاء ـ النجف) مع فتح مفرزة طبية في مركز السيدة زينب الكبرى (ع) الجراحي التخصصي، اضافة الى تهيئة 31 فرقة صحية لمراقبة مياه الشرب والأغذية المقدمة للزائرين وفتح مراكز طوارئ في مركز المدينة القديمة تحتوي على ردهة للطوارئ وصالة للعمليات الصغرى وتجهيزها بالأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية الخاصة بالطوارئ.

منح سمات الدخول وفي السياق نفسه، اعلنت وزارة الخارجية منح سمات دخول الى الاراضي العراقية لأكثر من مليونين ومئتي ألف زائر إيراني، متوقعة أن يصل عدد الزائرين الإيرانيين في العام الحالي الى ثلاثة ملايين. وقال المتحدث باسم الوزارة احمد محجوب في بيان صحفي: ان سفارتنا وقنصلياتنا ومكاتبنا الـ 16 العاملة في ايران تستمر بمنح سمات الدخول الى الأراضي العراقية لأداء الزيارة الأربعينية، اذ بلغت لغاية امس الاول الجمعة مليونين ومئتين وثلاثين ألف سمة دخول، فضلا عن السمات الممنوحة للزوار من البلدان الإسلامية الأخرى. واضاف ان العمل ما زال يجرى بوتيرة متصاعدة، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الزوار الإيرانيين هذا العام عن العام السابق الذي بلغ مليونين وثمانين الف زائر إلى ثلاثة ملايين زائر، علما أن العراق يستحصل 40 دولاراً عن كل تأشيرة.  وتابع محجوب ان هذا الجهد الذي تضطلع بِه القنصليات العراقية وخاصة المنتشرة في إيران يعد استثنائيا وغير مسبوق في العمل القنصلي من حيث الكمية والسرعة والانسيابية، كما وتتابع الوزارة مع الجهات المعنية انسيابية حركة الوافدين لتأمين الحماية اللازمة وضمان انجاح مراسيم الزيارة الاربعينية.

6 آلاف موكب بالنجف تقدم الخدمات وفي النجف، لا تقتصر الاستعدادات لاستقبال زوار اربعينية الامام الحسين (ع) على الدوائر الرسمية فقط، بل ان الاستعدادات الشعبية لها الدور الابرز في هذه المناسبة العظيمة، فمنذ مطلع شهر صفر يبدأ نصب السرادق على جوانب الطرق المؤدية الى كربلاء لتقديم خدماتها للزائرين المتجهين مشياً على الاقدام الى قبلة الاحرار الامام الحسين بن علي (ع). يقول رئيس الهيئة العليا للمواكب الحسينية في النجف زكي جريو لمراسل “الصباح” حسين الكعبي ان عدد المواكب الحسينية التي تنصب سرادقها على الطرق لتقديم الخدمات للزوار يقترب من الستة الاف موكب، مشيراً الى انها تمتد من حدود النجف مع الديوانية جنوباً لتتجه على طول الطريق الواصل مابين النجف وكربلاء شمالاً، اضافة الى الطريق ما بين النجف والكوفة شرق مدينة النجف وكذلك الطرق المؤدية الى الاقضية والنواحي. ويضيف جريو بالقول: “تعد هذه المواكب اماكن لاستراحة الزوار القادمين من المدن والمحافظات الجنوبية، وهي توفر للزائر الطعام والشراب والمأوى واماكن المبيت اثناء الليل”،  لافتاً الى ان اهالي النجف اشتهروا بهذه المواكب منذ زمن بعيد، اذ انهم يقدمون مختلف الخدمات لزوار العتبات المقدسة. من جانبه، قال عباس السيلاوي وهو صاحب موكب بطلة كربلاء ان تاريخ المواكب يعود الى عشرات السنين، الا انها تراجعت في سبعينيات القرن الماضي عندما بدأت سلطات حزب البعث المقبور تحارب المواكب الحسينية”. وبين ان الكثير من اصحاب المواكب تم اعدامهم في تلك الفترة، لذلك اخذ اصحابها يقدمون الخدمات للزوار سراً مابين المزارع التي تقع على طريق كربلاء، لان الزوار كانوا يسلكون الطرق الزراعية بعيداً عن انظار السلطات التي تترصد كل من يحاول الذهاب مشياً الى كربلاء. واضاف السيلاوي قائلا “بعد سقوط النظام المباد عادت المواكب الحسينية بقوة واصبح الزوار يسلكون الطرق الرئيسة المؤدية الى كربلاء وباعداد كبيرة، ونحن نقدم الان مختلف الخدمات مثل وجبات الطعام والماء والشاي واماكن المبيت والخدمات الصحية ايضاً”. تسهيل تفويج الزوار الى ذلك، زار وزير الداخلية قاسم الاعرجي امس منفذ زرباطية الحدودي مع ايران للاطلاع على الخدمات المقدمة للزائرين. وذكر الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في تصريح صحفي، ان الاعرجي قام بزيارة المنفذ والاطلاع على الخدمات المقدمة للزوار الوافدين من ايران وعملية عودتهم. واضاف ان الوزارة سهلت الاجراءات المتبعة خلال الايام الماضية وقامت بتسيير الامور وفق التعاون المشترك لانسيابية دخول الزوار. واشار الى العمل الذي قامت به مديرية الجنسية العامة في زيادة عمل البوابات للدخول والخروج ومنح “الفيزا”، مبينا انه لم يكن هناك أي دخول للزائرين الوافدين الا من خلال التأشيرة  الاصولية.

توافد الزائرين العرب والأجانب من جانبه، كشف رئيس هيئة المنافذ الحدودية الدكتور كاظم العقابي عن توافد اكثر من نصف مليون زائر اجنبي عبر منفذ زرباطية الحدودي في واسط، فيما اكد ان العدد الكلي للزائرين الاجانب عبر منافذ البلاد تجاوز المليون و185 الف زائر. وقال العقابي خلال مؤتمر صحفي عقده في منفذ زرباطية الحدودي بحضور محافظ ايلام الايرانية وقائد شرطة الحدود الايراني وحضره مراسل “الصباح” حسن شهيد العزاوي:ان زيارته الى منفذ زرباطية تأتي لاع الميداني على واقع الخدمات لزوار اربعينية الامام الحسين (ع) ومدى التسهيلات المقدمة من قبل الجانبين العراقي والايراني وآلية انسيابية دخولهم، مشيرا الى لقائه بمدير المنفذ والاستماع لشرح مفصل عن الية الدخول والايعاز بتجاوز العقبات وتذليلها لغرض ديمومة تفويج الزائرين الايرانيين. واوضح العقابي أن العدد الاجمالي  الذين يرومون زيارة اربعينية الامام الحسين (ع)  بلغ حتى الان مليوناً 185 الفا و727 وافدا عربيا واجنبيا، موزعين بواقع 537 الفا و 626 زائرا عبر منفذ زرباطية و215 الفا 273 زائرا عبر منفذ الشيب و331 الفاً و976 زائرا عبر منفذ الشلامجة و12 الفا و622 زائرا عبر منفذ سفوان و88 الفا و225 عبر مطار النجف الدولي، منوها بان صة الاكبر من الزائرين كانت عبر منفذ زرباطية الحدودي الذي من المؤمل ان يستقبل اكثر من ثلاثة ملايين زائر اجنبي.

نقل الوافدين عبر الطائرات وفي الملف نفسه، اعلنت الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية نقل اكثر من ثلاثة الاف مسافر على متن طائراتها لغرض اداء الزيارة الاربعينية. وقال مدير عام الخطوط الجوية العراقية ميران فريد في بيان صحفي: ن الخطوط الجوية قامت بنقل 4 رحلات من مدينة مشهد على متنها 550 مسافراً ومن طهران 9 رحلات على متنها 1480 مسافراً من بيروت 3 رحلات على متنها 670 مسافرا ومن اصفهان رحلة واحدة على متنها 160 مسافرا ومن الكويت رحلة واحدة على متنها 204 مسافرين. واضاف ان مجموع المسافرين على متن طائرات الخطوط الجوية وصل حتى الان الى 3064 مسافرا بهدف اداء مراسيم زيارة الاربعينية لهذا العام.

زيادة العربات في قطارات نقل الزوار وفي الشأن ذاته، اوعزت الشركة العامة للسكك الحديد بتوفير عربات اضافية خلال ايام الزيارة الاربعينية. وذكر بيان صحفي لاعلام وزارة النقل، ان مدير عام الشركة العامة لسكك حديد العراق سلام جبر، عقد اجتماعا موسعا ضم الملاكات الهندسية والفنية والتشغيلية الملازمة مع القطارات الصاعدة والنازلة الخاصة بنقل الزائرين من محطة بغداد الى كربلاء المقدسة. واوعز جبر بحسب البيان باتخاذ الاجراءات اللازمة لتهيئة العربات ورصف القطارات العاملة على خطوط السكك بغية فسح المجال لانسيابية حركة السير وفق نظام التتابع للوصول الى كربلاء بأوقات مناسبة لتأدية مراسيم الزيارة.  وشدد جبر بحسب البيان ايضا على ضرورة توفير اكثر عدد من العربات وتهيئة قطارات الزائرين وتوزيعها بين خطوط السكك القريبة على رصيف المسافرين لغرض نقلهم بعيدا عن التزاحم.  وبين ان السكك تعمل بكل طاقاتها وجهدها الاستثنائي على مدار الساعة لنقل الزائرين على متن قطاراتها الصاعدة والنازلة لمحوري بغداد كربلاء والبصرة مرورا بالمحافظات الجنوبية وبدون توقف لحين انتهاء مراسيم الزيارة.

فتح محور جديد بدورها، افتتحت الشركة العامة للمسافرين والوفود محوراً جديداً نقل الزائرين من كربلاء المقدسة باتجاه طويريج وذلك بسبب الكثافة العالية للزائرين الوافدين. وقال رئيس اللجنة المركزية لنقل الزائرين، مدير الشركة العامة للمسافرين والوفود في بيان لوزارة النقل: ن هذا العمل جاء تنفيذا لتوجيهات وزير النقل كاظم فنجان الحمامي بسد الثغرات وتقديم افضل الخدمات للزائرين. واضاف لعيبي ان اسطول الشركة العامة للنقل البري تكفل بجهد النقل في المحور الجديد بين كربلاء المقدسة وطويريج بعدد مركبات تجاوز 300 مركبة مختلفة.

خطة امنية في بابل في بابل، افاد نائب رئيس مجلس المحافظة حسن فدعم في تصريح لمراسلة “الصباح” جنان الاسدي، بان اكثر من 23 الفاً من عناصر الحشد الشعبي سيشاركون بالخطة الامنية لزيارة الاربعينية عبر انتشارهم في منطقة واسعة تمتد من حدود الانبار مع بابل وحدود بابل مع كل من جنوبي بغداد شمالا وناحية الصويرة في محافظة واسط شرقا وكذلك حماية الزوار عبر محاور جنوبي بابل. وبين ان خطة الزيارة اعدت بالتنسيق مع هيئة الحشد الشعبي والقيادات الامنية في بابل وكربلاء والانبار والنجف، اذ تضمنت فتح طرق جديدة تمر من شمال بابل وتأمينها بشكل كامل من القوات الامنية، الى جانب استخدام وسائل تكنولوجية حديثة ومتطورة تسهم في الكشف الموقعي عن حدث اي خرق امني لغرض السيطرة عليه. واشار فدعم الى تأمين كامل الحدود بين محافظتي الانبار وبابل ونشر القوات الامنية وعناصر الحشد الشعبي على طول الخط الحدودي بين المحافظتين لمنع تسلل الارهابيين وضرب اهداف تابعة للخلايا النائمة.