
شدد عدد من الاوساط السياسية، ان «داعش» هو العدو الوحيد للشعب العراقي، محذرة من استمرار تفاقم الازمات السياسية التي يمكن ان تتيح مزيدا من الثغرات للارهابيين في استهداف ابناء البلد، وفيما دعت تلك الاوساط الحكومة الى التعامل بحكمة مع مطالب المتظاهرين، شددت على ضرورة الحفاظ على حرمة المؤسسات والنظام والممتلكات العامة. رئيس ائتلاف الوطنية، اياد علاوي، قال: انه «وفي الوقت الذي نؤكد التزامنا بمشروعية مطالب المواطنين السلمية وحقهم في التعبير عنها ضمن الاطر الدستورية والقانونية، نؤكد ايضا ضرورة الحفاظ على حرمة المؤسسات والنظام والممتلكات العامة والخاصة التي هي ملك الشعب المنتفض» مشيرا الى ان «الاخلال بالتوازن بين هذين العنصرين لا يخدم ايا من مصالح الشعب او موقع السلطة». ودعا علاوي الحكومة الى «التحاور مع المتظاهرين وعدم استخدام العنف ضدهم» مطالبا بـ»اطلاق سراح المعتقلين، مع الاستجابة العاجلة للممكن من مطالبهم المشروعة وتحقيق ما تبقى من المطالب وفق سقوف زمنية محددة». وتابع ان «المتظاهرين مطالبون بسلمية الاحتجاجات وواقعية المطالب بما يلحظ اوضاع البلد الاقتصادية والامنية، واحترام المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة». بدوره، اكد رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية، النائب كاظم الشمري، ان الوضع في العراق وصل الى مراحل تنذر بخطر كبير. وقال الشمري في بيان صحافي: ان «الوضع في العراق وصل الى مراحل تنذر بخطر كبير، في وقت استبشر الجميع خيرا في ظل الانتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة على ارهابيي داعش» مبينا ان «الشعب هو مصدر القرار، والجميع مجبر على الوقوف معه لانه هو من اوصل كل السياسيين الى ماهم عليه من مناصب». واضاف الشمري «نؤكد على سلمية التظاهرات كمظهر للديمقراطية كي لا يتم استغلالها من الجماعات الارهابية لتنفيذ اعمال اجرامية او تخريبية او استغلال تلك الجماعات لانشغال القوات الامنية في مواقع التظاهرات لكسب ثغرات في مناطق اخرى للقيام بعمليات ارهابية تجاه الابرياء» مطالبا رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ»اهمية الاحتكام الى المنطق والعمل على التحاور مع المتظاهرين». الى ذلك، اكد الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، أن البعض يحاول سحب عناصر المنظمة الى حرب «شيعية شيعية» وفيما دعاهم الى الحذر وعدم «الانجرار الى أي صدام آخر» شدد على ان المعركة الحقيقية هي مع «الارهاب». وقال العامري مخاطباً عناصر منظمة «بدر» في بيان صحافي: إن «البعض يحاول سحبنا الى معركة جانبية شيعية شيعية وهو محرم علينا» مطالباً اياهم بـ»الحيطة والحذر وعدم الانجرار الى أي صدام اخر». وأضاف العامري، أن «معركتنا الحقيقية مع الارهاب واستعدوا لمعركة الفلوجة ولا تلهكم اي امور اخرى». وعقب الصدامات التي حدثت جراء اقتحام عدد من المتظاهرين امس الاول الجمعة المنطقة الخضراء، ودخولهم الى دوائر حكومية مهمة، حاول مئات المحتجين الغاضبين اقتحام ديوان محافظة البصرة في ساعة متأخرة من الجمعة على السبت، الا ان قوات فض الشغب تدخلت ومنعتهم باستخدام المياه الساخنة والغاز المسيل للدموع، فيما قررت خلية الأزمة الأمنية بعد منتصف الليل فرض حظر للتجوال في جميع مناطق المحافظة. وذكرت تقارير صحافية، ان «مئات المواطنين الغاضبين احتشدوا قرب ديوان محافظة البصرة في ساعة متأخرة من الليل للاحتجاج على طريقة تعامل الحكومة مع المتظاهرين في بغداد».