عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

قوات التحرير على مشارف تلعفر بانتظار ساعة الصفر

الامن 23 يوليو 2017 0 194
قوات التحرير على مشارف تلعفر بانتظار ساعة الصفر
+ = -

 

41 views مشاهدةآخر تحديث : الأحد 23 يوليو 2017 – 9:32 صباحًا
 

بغداد / متابعة الصباح

 فيما يواصل العراقيون احتفالاتهم بالإنجاز الكبير الذي حققته قواتنا الباسلة بتحرير مدينة الموصل والقضاء على معقل {خرافة داعش}، تتجه الأنظار والقلوب إلى قضاء تلعفر الذي يعتبر المحطة الأخيرة المتبقية في محافظة نينوى لتحريره وتخليصه من رجس {الدواعش}.

ومع تأكيد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أنه جرى إعداد الخطة الكاملة لتحرير تلعفر بانتظار تهيئة الظروف والأمور اللوجستية المناسبة، سلطت وكالات الأنباء الدولية الضوء في تقارير موسعة على القوات العراقية المحررة التي تتجهز على مشارف تلعفر بانتظار ساعة الصفر.

وتؤكد المعلومات الاستخبارية الموثقة من داخل القضاء أن {داعش} يستعد لهزيمته الجديدة في تلعفر بتكليف قادة معروفون بهزائمهم السابقة لإدارة معركته الخاسرة بمواجهة قواتنا البطلة، فيما أفاد مصدر أمني أن أعداد الإرهابيين في تلعفر والنواحي القريبة منه “المحلبية” و”العياضية” لا تتجاوز 1250 إرهابيا، وأن معركة التحرير لن تأخذ مدة طويلة، كما أكدت المعلومات الواردة من داخل القضاء أن “داعش” اضطر إلى “تصفير” العديد من سجونه في القضاء بعد تفشي الأوبئة القاتلة بين عناصره المعتقلين داخلها.

قادة {دواعش} مهزومون وكشف المحلل الأمني هشام الهاشمي، عن أن “أغلب قادة عصابات “داعش” الارهابية التي ستحاول مواجهة المعركة المنتظرة من قبل القوات الامنية لتحرير قضاء تلعفر غرب الموصل معروفون بالهزيمة في المعارك السابقة”، وأشار إلى أن “عصابة “داعش” لا تمتلك داخل تلعفر دروعاً بشرية الا عوائلهم”، متوقعا أن “تشبه معركة تلعفر معارك شرق تكريت وتكون غير معقدة”. ورجح الهاشمي، “وجود ما بين 600 الى 700 “داعشي” في تلعفر، و400 في ناحية المحلبية ومن 100 الى 150 في ناحية العياضية القريبتين من تلعفر”، وقال: إن “”أسماء القيادات الداعشية التي يظن أنها سوف تدير معركة تلعفر بالضد من القوات المحررة العراقية، هي قيادات يائسة من الحياة”، وأضاف، “بعد دراسة تأريخها الاجرامي ظهر لدي أنها لا تملك اي تاريخ بالانجازات، وأن كل مواجهاتهم مع القوات العراقية كانت تنتهي بالهزيمة، وكل ما كان عندهم هو التوحش القذر والجبان بالضد من العزل الايزيديين”. وذكر الهاشمي أسماء هؤلاء القادة المنهزمين وأغلبهم محليون وهم: ” المدعو (ملا هاشم فرحات) من العراقيين الأفغان، وهو المشرف العسكري المكلف بمعركة تلعفر وأطرافها، و(يونس ذنون) الشهير بـ(حجي خميس) القائد العسكري لولاية الجزيرة في “داعش” التي لم يبق منها الا تلعفر والعياضية، و(قاسم آل قلچي) المكنى بـ(ابو حبيب العفري)، مسؤول ملف الأمن”. وتابع، “كما أن من بين هذه القيادات (عباس الهلابيك) ويُعرف بـ(ابو الوليد العفري)، مسؤول كتيبة الانتحاريين والانغماسيين، و(عدي العفري) المشهور بـ (حجي محمود) مسؤول ملف المالية والإدارية، و(أكرم القرة باشي) الشهير بـ (ملا ميسر) مسؤول ملف القضاء والهيئات الشرعية، و(محمد آل شرو) مسؤول السجون واقامة الحدود والتعزيرات، و(عادل عبوش العفري) مسؤول المضافات والحدود في ولاية الجزيرة، و(خالد آل هزو) مسؤول ملف التطوير والتصنيع العسكري، و(مقداد التركي) الملقب بـ (أبو عبيدة) مسؤول ملف الاستخبارات والمعلومات”.

تصفير السجون من جانب آخر، قال مصدر محلي في نينوى: إن “تنظيم “داعش” قام بتصفير بعض سجونه في تلعفر غرب الموصل والتي تضم معتقلين بتهم مخالفة تعاليم التنظيم بعد انتشار غير مسبوق لأمراض الجرب والسل الرئوي”، وأضاف المصدر، أن “العديد من سجناء “داعش” لقوا حتفهم بسبب انتشار مرض السل الرئوي في بعض السجون خاصة تلك الموجودة تحت الأرض”، لافتا الى أن “التنظيم لا يزال يحتفظ بالعشرات من السجناء بينهم عناصر من التنظيم بتهم مختلفة”.

تقرير روسي وبعد أيام من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي وقيادة عمليات “قادمون يانينوى” عقد العزم على تحرير تلعفر، نشرت وكالات الأنباء الدولية تقارير موسعة عن استعدادات القوات العراقية لتحرير القضاء الذي يعد المنطقة الأخيرة للتنظيم الإرهابي في محافظة نينوى، ونشرت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء تقريراً أعده مراسلوها الميدانيون الذين رافقوا وعايشوا قطعات الحشد الشعبي والقوات الأمنية المرابطة على مشارف تلعفر بانتظار ساعة الصفر. وقالت “سبوتنيك”: “يشكل التركمان غالبية سكان مدينة تلعفر المحاذية لجبل سنجار، والحدود التركية، ولم يخرج منها سوى القليل من النازحين، وتترقب المدينة أياما ربما تكون قليلة قبل بدء عمليات التحرير، وهي المرحلة الرابعة والأخيرة من العمليات العسكرية التي يقودها الجيش العراقي لتحرير أرضه التي استباحها الإرهابيون”. ويتابع التقرير الميداني الروسي عن تلعفر: “أقصر مسافة آمنة تفصلنا عن القضاء الذي أصبح آخر المناطق تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، كانت تلك السواتر، وهي عبارة عن كميات من التراب والرمال التي أقامها المقاتلون من الحشد الشعبي على شكل هرمي، وتتحصن خلفها قوات الحشد الشعبي التابع للحكومة العراقية، والتي تستعد خلال هذه الأيام لمعركتها المرتقبة لتحرير مدن وقرى “قضاء داعش الأخير” في العراق”.

أبطال الحشد سلكنا الطريق أولا باتجاه مركز قيادة اللواء 17 “سرايا الجهاد”، أحد المكونات الرئيسة للحشد الشعبي، والمسؤول عن تأمين منطقة واسعة طبيعتها الجغرافية بين التلال والوديان والسهول، وأراضيها منبسطة ومفتوحة، ما يسهل كشف الجانبين، في الاتجاه المقابل للساتر الترابي الذي أقامه مقاتلو الحشد الشعبي “سرايا الجهاد”، تقبع ناحية المحلبية، التابعة لقضاء تلعفر، والواقعة تحت سيطرة “داعش”، على بعد نحو 1500 متر فقط، وبامتداد عرضي كبير، خلفها جبل سنجار، ما استدعى سيرنا على الطريق الترابية بسرعة كبيرة تفاديا للقناصة الإرهابيين المتواجدين على أعلى مباني الجهة المقابلة. يقول آمر اللواء 17 “أبو كاظم المياحي”: إن “المنطقة المحيطة لا تزال في يد العدو إلا أنها محاصرة من الحشد أيضا”، يوضح المياحي أن “رؤية الجيش بتأخير عملية تحرير تلعفر إلى ما بعد تحرير الموصل، أتت بسبب ستراتيجية هذه المنطقة”، متابعا، “القادة العسكريون الكبار رأوا أنه إذا بدأت عمليات تحرير تلعفر فإن عناصر “داعش” قد يتراجعون إلى مدينة الموصل، لتصبح المواجهات هناك أصعب؛ وبالتالي جرى شطر المساحة عسكريا، لتبدأ عمليات الموصل، من ثم يعزز الجيش صفوفه للإجهاز على “داعش” في تلعفر”. يستقبل اللواء التابع للحشد الشعبي بين الحين والآخر فارين من داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، وقال القائد الميداني: إن “أعداد داعش داخل المناطق المقابلة ليست كبيرة جدا، ولا يستطيعون مراقبة حدود مناطقهم بنسبة 100 بالمئة، وبالتالي يتمكن البعض من التسلل إلى خارج المدينة للجوء إلينا”. يروي القائد العسكري الميداني “المياحي” قصصا مروعة رصدتها كاميرات المراقبة على الساتر الترابي لنازحين أعدمهم التنظيم الإرهابي على الملأ بعدما ألقى القبض عليهم أثناء محاولة هروبهم، قائلا: “كانت امرأة مع أبنائها الثلاثة تحاول الهرب، وما إن اكتشف عناصر “داعش” أمرهم حتى بدأوا بإطلاق النيران، لم تستطع حمل أبنائها الثلاثة، اختارت حمل الولد لأنها اعتبرته سندا، تعرفون هذه الأفكار للمجتمعات الشرقية، فيما تركت بنتين إحداهما تبلغ سنتين، والأخرى 6 أشهر”، ويضيف، “وصلت السيدة في حالة يرثى لها بين البكاء والذهول، واعترفت بأنها تركت بنتيها وراءها لأنها لم تستطع حمل الثلاثة، وانهارت من البكاء تريد العودة لبناتها، إلا أن جنود الكتيبة قرروا النزول إلى أرض العدو لاستعادة الفتاتين اللتين فقدتا الوعي من هول الموقف، واستعادوهما بعد مواجهة مسلحة خطيرة”، وفقا للمياحي. ومن حسن حظ المدنيين أن التنظيم في هذه المناطق لا يمتلك كاميرات حرارية للمراقبة الليلية، علاوة على أن الظلام يخيم عليها مع مغيب الشمس لانقطاع التيار الكهربائي، لتبقى كمائنهم في الطريق من دون إضاءة، وهو ما يحول دون إحكام السيطرة عليها ليلا، ويسهل أيضا مهمة الجيش والحشد الشعبي.

وسط الميدان يضيف تقرير “سبوتنيك”، على بعد كيلومترات من ناحية المحلبية، تقف قناصة “داعش” على مداخل قرية الحمراء المجاورة، سرنا خلف الساتر الترابي للحشد الشعبي، وسط اراض منبسطة، من أمامنا “داعش”، ومن خلفنا صحراء لا نعلم ما تحمله لنا، إلا أن كل تلك المساحات الشاسعة باتت مفروشة بالقمح الممتد على مدى البصر من كل النواحي. “أبو جهاد البزوني” آمر فوج 35 قوات “الشهيد الصدر”، التابعة للحشد الشعبي، المسؤول عن تأمين وإسناد القوات الممتدة على عشرات الكيلومترات في مواجهة قرى “داعش” وهي: المحلبية، والشيخ إبراهيم، وتل الواح، والحمراء، يقول: إن “داعش يتواجد بشكل مكثف في قرية الحمراء، وبسبب وجود الوديان، أصبحت التعرضات من جانبهم أمرا اعتياديا، وقواتنا تصد هجماتهم المتتالية ببسالة، وسقط شهداء عدة في هذا الساتر، نتيجة هجمات العدو”. يحتمي “الدواعش” بالمدنيين الذين يطبقون الحصار عليهم داخل هذه القرى، كما يقول “البزوني”، مستكملا حديثه: “حسب معلوماتنا فإنهم يجوعون الناس داخل القرى، وعندما يصل إلينا النازحون نقدم لهم الحماية والعون والعلاج لأنهم أهلنا”. على السواتر الترابية يقف الجنود محتمين بـ “أجولة الرمل”، يقفون طوال النهار متأهبين خلف أسلحتهم، في درجات حرارة وصلت إلى 54 درجة مئوية، ما استدعاهم لتغطية الأسلحة الفولاذية والحديدية ببطانيات كي لا تظل معرضة لأشعة الشمس الحارقة كل تلك الساعات.

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار