بقلم: حسن عبدالحميد
يلخص قول الإمام علي (ع):( يحيا المُؤمن بين أمرين/عسر … ويسر/وكلاهما “نعمة” لو أيقن… ففي اليسر يكون الشكر/وسيجزي الله الشاكرين/ وفي العسر يكون الصبر/إنمّا يُوّفي الصابرون أجرهم بغير حساب)الكثير من معاني القدرة على التحمّل وشّد الأزر تجاوزا وتحدياً للصعوبات والمحن،ليس على صعيد الإنسان-الفرد فحسب،بل على صعيد المجموع-أيضا- ففي النائبات والظروف العامة الصعبة،يتطلّب مثابرات الجد وتحليات الصبر والتسامح والتفاعل والإنسجام سعيا وصعودا في تعبيد الطرق المثلى نحو برّ الأمان،هنا… وأنا أطلق سهم تسمية(المتفرّجون الثوريّون) مجازا للمندفعين جدا في الدفاع عن حاضر ومستقبل العراق من خارج حدوده،لا أنوي أن ألوم أو نال من أحد بخصوص ما يحصل،وما حصل من ظروف ومصاعب ومتاعب وعجائب ما أنزل بها الله من سلطان-كما يقولون- في عراق اليوم،كما لا أسعى لأن أُلزم أحدا بعدم التصريح عما يدور و يختلج في صدور كل أبناء العراق،أين ما كانوا في داخله أم في خارجه،فكلهم ينضوون تحت مظلة الوطن-الرحم والملاذ وقوافل الحنين و(النوستالوجيا)-أي مرض الحنين الدائم للوطن-،فثمة قول لشاعر يتهجى به ألق هذه الحروف:(عندما تشتاق الروح يُؤلمها الحنين ويُدميها البُعد والفراق)يكشف عما أقصد وأُعلل،خلاصةً،فيما بُتنا نلمح ونسمع ونقرأ عبر مواقع التواصل الإجتماعي-الآن بالتحديد-،بعد تصاعد موجات ومناسيب التظاهرات التي عمّت وضربت أغلب مدننا ومحافظاتنا وهي تهتف مطالبة بإيجاد الحلول للكثير من المشكلات والإزمات،ليس-فقط- فيما يخص محنة ومعضلة شيء أسمه (الكهرباء)،بل تعدت صوب مشاكل وتفاقمات كثيرة وكبيرة،هي حاصل نتاج وتظافر سوء تقديرات وقصر نظر المسؤولين والقائمين على إدارة شؤون البلاد وتمشية أمور وأحوال العباد،طيلة سنوات تجاوزت العقد بعاميين،لم نحصد فيها غير ما نحن فيه من آلالام قهر الماض وتراجع الحاضر والغموض مستقبلاً.لا ننوي بخس كل صوت هتف أو دعا للتظاهر وشد الأزر والعزم،وساهم في كشف المستور عما كان يدور في أقبية وممرات ودهاليز صفقات وعمولات،وغيرها من عوامل أسهمت في تردي أحوالنا إلى هذا الحد الذي وصلنا إليه،وبما جعل الكيل يطفح في نفوس وعقول وهواجس وتطلعات كل من دعا الداعين من الأحرار للتظاهر تحت نصب الحريّة في قلب الحبيبة بغداد،كونها سُرة الوطن وعنوان وجوده الحضاري والنفسي،لكننا نقف مستغربين من حرارة حناجر تلك الأصوات البعيدة وهي تتفرّج علينا من بُعد،وتنادي بالثورة،الثورة على كل مظاهر الحيف وحالات الفساد وتبديد الثروات الطائلة من دون طائل يعيننا في الوقوف على أرجلنا برسوخ وثبات،وتقديم كل ما يديم حياتنا التي نحلم ونطمح ونريد ونسعى،فضلا عن مقارعة الإرهاب البغيض ودحر كل أشكاله وتعددات أساليبه القذرة التي فاقت حدود العقل وتجاوزت التصوّر،نعم نحن مع كل من يقف معنا-ولو كان ذلك الموقف حتى في قلبه،فذلك من باب أضعف الإيمان-لكننا نعتب و نًذكّركل من يكتفي بالتصريح والإعلان عن موقفه عبر تلك المواقع ،دون تفكير عملي يشي بإقامة تشكيلات وفرق من أنباء جالياتنا المتوزعة في مدن العالم،لكي تحضر وتقف الى جانب أبطال ساحة التحرير،وليس ذلك بكثير على العراق .!