استذكر العراقيون، بحزن والم بالغين، الذكرى السنوية السابعة عشرة لاستشهاد “المرجع الديني الشهيد محمد محمد صادق الصدر “قدس” الذي تعد ذكرى رحيله بمثابة “ملحمة بطولية ضد الظلم والطغيان” وثورة انسانية وقفت بكل صلابة وحزم امام “جور واجرام البعث” وشتى اشكال الاستعمار الاقتصادي والثقافي والسياسي.
واغتيل الشهيد “الصدر الثاني” على ايدي جلاوزة النظام البائد في يوم الجمعة، الرابع من شهر ذي القعدة، الموافق للتاسع عشر من شباط 1999، حينما استهدفه “ارهابيو البعث” وولديه مؤمل ومصطفى، وهي الحادثة التي ادمت قلوب العراقيين، وساهمت في انطلاق ثورة شعبية عارمة ضد ازلام النظام الدكتاتوري البائد.
الشيخ صلاح العبيدي، الناطق الرسمي باسم، زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، يرى ان ذكرى استشهاد السيد محمد الصدر “قدس” تعد حافزاً لتغيير الكثير من المفسدين، لاسيما ان العراق يمر بفترة مخاضات عديدة للمطالبة بتغيير المفسدين وانهاء تلك الظاهرة الخطيرة.
وقال العبيدي في تصريح خص به “الصباح”: ان الشهيد محمد محمد صادق الصدر “قدس سره” اول من دعا الى الاطاحة بالمفسدين، حينما صدحت حنجرنه من مسجد الكوفة بتغيير الكثير من المفسدين وبتصحيح مسار المؤسسات التي عانت في تلك الفترة المظلمة من حكم البعث، من استشراء الفساد، مشيراً الى أن الفقيد، طالب من على المنبر بمعالجة القطع المتكرر للكهرباء واطلاق سراح السجناء والمعتقلين الابرياء، وتحدث عن الفساد والمخالفات الشرعية والقانونية.
وتابع العبيدي، ان “البلد اليوم احوج مايكون الى الاستشهاد بحكم السيد الصدر، لاسيما ان الفقيد علم الجميع كيفية كسر حاجز الخوف والتحدث بشجاعة عن التغيير النافع دون مناكفات ومحاولات للتسقيط وايذاء الاخرين.من ناحيته، المح القيادي في سرايا السلام، الحاج سالم عايش، الى ان ذكرى استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر”قدس” تتجدد كل عام ليعود بنا الزمن الى صوت الحق الكبير الذي هدر وصدح من على اعواد مسجد الكوفة المعظم وقال “كلا للباطل” و”كلا للشيطان” و “كلا للاستعمار” واحدث ثورة اصلاحية في المجتمع العراقي بعد ان تكالبت على هذا المجتمع قوى الظلم والضلال المتمثلة بادواتها البعثية في ذلك الزمان.وأضاف عايش في حديث لـ”الصباح” ان “الشهيد الصدر “رحمه الله” استطاع بعمله وفطنته ان ينخر تلك الدولة العفلقية الظالمة التي كانت تحكم الناس بالحديد والنار وقدم ما قدم من المعارف العلمية والفيوضات الالهية، واصبح المجتمع بارادة قوية، معتبراً ان ذكرى استشهاده “قدس” تمثل دافعاً قوياً لكلمة الحق والاصلاح.
وأوضح عايش، بأن منهج السيد الشهيد كان وحدويا وسعى الى جمع نسيج المجتمع العراقي، وكان هدفه ان يعود الناس الى الحوزة الشريفة ويريد لهذا المجتمع الخير والصلاح، وكان يكره الظلم والظالمين ويندد دائما بهما.
وأكد ان استشهاد السيد الصدر، ترك في قلوب ونفوس العراقيين، حرارة واثراً كبيرين، مشيراً الى ان سماحته ندد وحذر من الطائفية قبل اكثر من 40 عاماً في كتيب “الطائفية في نظر الاسلام” كما صرح بالتمهيد لدور الامام المهدي “ع” وتطرق في موسوعته المهدوية الكبيرة الى موضوع التمهيد لدولة الحق الالهية، وهيأ المؤمنين الى استقباله واستقبال الموت من خلال تأدية جميع حقوقهم امام الباري عز وجل.
في تلك الاثناء، عد برلمانيون، ذكرى استشهاد الصدر المقدس، بمثابة “ملحمة ثورية ضد الظلم” داعين جميع الكتل السياسية، الى استلهام العبر من ثورة الشهيد الراحل، للتمسك بوحدة العراق والنهوض بواقعه.النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي اكد، ان ذكرى استشهاد السيد محمد صادق الصدر “قدس” تعد انعطافة كبيرة في تاريخه البطولي، مؤكدا ان الاعمال البطولية التي قام بها الفقيد في الاصلاح والتوعية، تعد صورة مشرقة وناصعة في تاريخ العمل الجهادي.وقال الطرفي لـ”الصباح”: كانت شخصية الصدر الشهيد، مميزة وظهرت في وقت استثنائي من تاريخ العراق، لاسيما انه جمع بين الشباب بمختلف فئاتهم في وقت كانت عين الدولة البوليسية القمعية على مثل هكذا حركات، مبينا ان استشهاد السيد في تلك الفترة كان نتيجة نمو التيار الاسلامي ضد كل انواع الظلم.وتابع: ان الفقيد سار بكل وثوق وشجاعة بدرب الشهداء والثائرين، مقتبساً من بطولات جده الحسين “عليه السلام” عندما قال كلمة “لا” للظلم والطغيان، وكما اطلقها الشهيد الصدر بوجه البعث الدموي.
الى ذلك، دعا النائب عن كتلة بدر، رزاق محيبس، جميع العراقيين الى استذكار رحيل الفقيد الصدر، والسير على نهجه في مقارعة الظلم والطغيان، لاسيما انه اول من ارتدى الكفن وصرخ رافضا اساليب البعث المباد.
وقال محيبس لـ”الصباح”: اننا نستذكر العبر والدروس من استشهاد محمد الصدر، وفي مقدمتها الروح الثورية التي تمتع بها، حينما نجح بشكل تام في تعبئة الشارع وتوجيهه نحو الانتفاض بوجه الظلم والطغيان.