من ضيع العراق؟
بقلم: محمد عبد الجبار الشبوط
عنوان هذا العمود هو في نفس الوقت عنوان مادة نشرها توماس ريكس في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية مؤخراً. ومع ان العنوان يثير الكثير من الإشكالات فان الجواب الذي قدمه يثير إشكالات اكثر.
هل ضاع العراق؟ هذا سؤال تتباين حوله الإجابات. صحيح ان العراق يمر بظروف صعبة ربما لم يشهد مثلها منذ عام ١٢٥٨، اي منذ سقوط بغداد على يد المغول.
فداعش تفرض تقسيما قسريا على العراق حيث احتلت اغلب المناطق السنية فيما لا زالت الخلافات بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة اقليم كردستان قائمة.
ويعاني الوسط والجنوب مشكلات كثيرة تجعل في المحصلة الاخيرة نوعية الحياة غير مناسبة.
قد نختلف هنا مع الكاتب ونرفض السؤال وجوابه جملة وتفصيلا ونقول ان العراق لم يضع.
من ضيع العراق؟ هنا الاشكال الاكبر. توماس ريكس يزعم ان الشيعة هم الذين ضيعوا العراق. فمع انه يذكر انهم كانوا مضطهدين الا انهم، كما يزعم، لم يحسنوا التصرف حين أصبحوا حاكمين.
ربما يقوم بعض القراء بذكر أمثلة على ذلك من خلال مشاهداته اليومية. لكن يمكن لنا القفز على هذا الاحتمال. ونرفض القول بان الشيعة ضيعوا العراق.
قد يقول شخص متابع ان العراق لم يضع… حتى الان. لكنه من الممكن ان يضيع اذا لم يتمكن من حل مشكلاته وتجاوز أزماته.
ربما يقول الشخص ان العراق على وشك ان يضيع. وهذا إنذار مرعب.
القول بان الشيعة ضيعوا العراق فيه تحامل كبير، كما قد يرى البعض. فما الشيعة الا جزء من شعب هذا البلد. يتحملون مع غيرهم مسؤولية ما يحصل وسوف يحصل لهذا البلد.
ليس هناك من يتحمل المسؤولية عن المصير اكثر من اهل البلد انفسهم.
فالعراقيون هم من يفترض ان يحافظوا على بلدهم. واذا لم يفعلوا يحق للكاتب ان يقول ان العراقيين من ضيعوا العراق، لا سمح الله، اذا حصل هذا. وعند ذاك لا ينفع الندم. ألم يضيع الأندلسيون الأندلس؟
عنوان هذا العمود هو في نفس الوقت عنوان مادة نشرها توماس ريكس في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية مؤخراً. ومع ان العنوان يثير الكثير من الإشكالات فان الجواب الذي قدمه يثير إشكالات اكثر.
هل ضاع العراق؟ هذا سؤال تتباين حوله الإجابات. صحيح ان العراق يمر بظروف صعبة ربما لم يشهد مثلها منذ عام ١٢٥٨، اي منذ سقوط بغداد على يد المغول.
فداعش تفرض تقسيما قسريا على العراق حيث احتلت اغلب المناطق السنية فيما لا زالت الخلافات بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة اقليم كردستان قائمة.
ويعاني الوسط والجنوب مشكلات كثيرة تجعل في المحصلة الاخيرة نوعية الحياة غير مناسبة.
قد نختلف هنا مع الكاتب ونرفض السؤال وجوابه جملة وتفصيلا ونقول ان العراق لم يضع.
من ضيع العراق؟ هنا الاشكال الاكبر. توماس ريكس يزعم ان الشيعة هم الذين ضيعوا العراق. فمع انه يذكر انهم كانوا مضطهدين الا انهم، كما يزعم، لم يحسنوا التصرف حين أصبحوا حاكمين.
ربما يقوم بعض القراء بذكر أمثلة على ذلك من خلال مشاهداته اليومية. لكن يمكن لنا القفز على هذا الاحتمال. ونرفض القول بان الشيعة ضيعوا العراق.
قد يقول شخص متابع ان العراق لم يضع… حتى الان. لكنه من الممكن ان يضيع اذا لم يتمكن من حل مشكلاته وتجاوز أزماته.
ربما يقول الشخص ان العراق على وشك ان يضيع. وهذا إنذار مرعب.
القول بان الشيعة ضيعوا العراق فيه تحامل كبير، كما قد يرى البعض. فما الشيعة الا جزء من شعب هذا البلد. يتحملون مع غيرهم مسؤولية ما يحصل وسوف يحصل لهذا البلد.
ليس هناك من يتحمل المسؤولية عن المصير اكثر من اهل البلد انفسهم.
فالعراقيون هم من يفترض ان يحافظوا على بلدهم. واذا لم يفعلوا يحق للكاتب ان يقول ان العراقيين من ضيعوا العراق، لا سمح الله، اذا حصل هذا. وعند ذاك لا ينفع الندم. ألم يضيع الأندلسيون الأندلس؟