عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

الخيارات العراقية بقلم: محمد صادق جراد

المقالات 11 أكتوبر 2015 0 213
الخيارات العراقية بقلم: محمد صادق جراد
+ = -

 

 الوضع الجديد في الحرب على الإرهاب ودخول الطرف الروسي بقوة يفرض على الحكومة العراقية ان تحسن التعامل مع المتغيرات الجديدة وحسن التعامل هنا يكمن في ان يكون العراق أمام خيارين، الأول هو مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بتفعيل الاتفاقيات بينها وبين العراق والتعامل بجدية في ضرب الإرهاب والا فان العراق مطالب بأن يذهب باتجاه التحالف الآخر الأكثر جدية وعدم البقاء في الوسط فلا يمكن الوقوف على الحياد في ظل المتغيرات لان التحالف الروسي الإيراني السوري سيعمل على تنظيف الأراضي السورية من المجموعات الإرهابية بجميع مسمياتها وهناك خطر حقيقي بأنها ستتجه الى العراق وسيتم لاحق تدريبها وتزويدها بالسلاح لتشكل خطرا كبيرا على محافظات عراقية آمنة.
المتغيرات الجديدة في الحرب على الإرهاب تجعلنا أمام محور دولي كبير يجمع أطرافا متناقضة للحرب ضد الإرهاب ما يفتح الأبواب على أسئلة كثيرة أهمها, هل نحن مقبلون على حرب حقيقية لدحر الإرهاب ام انها مجرد عملية تقاسم النفوذ في منطقة الشرق الأوسط بين هذه الأطراف المتنازعة؟. ونحن نبحث عن أجوبة لا بد ان نعترف اولا بأن تداعيات الإرهاب والعمليات العسكرية أصبحت تشكل عبئا كبيرا على الدول الغربية لا سيما قي قضية اللاجئين والمهاجرين الهاربين من جحيم داعش والتنظيمات الإرهابية الاخرى إضافة الى خوف الدول الأوروبية من خطر وصول الإرهاب إليها او الى الدول الحليفة لها في
المنطقة.
ومن جانب آخر يجب ان لا نغفل حقيقة مهمة وهي ان التحالف الرباعي الجديد بين العراق وروسيا وإيران وسوريا قد شكل ورقة ضغط كبيرة على التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية حيث أصبحت أصابع الاتهام توجه الى أميركا بعدم الجدية في محاربة الإرهاب وعدم جدوى ضرباتها الجوية ولم تكن هذه الاتهامات بعيدة عن الداخل الأميركي الذي وجه تساؤلات للرئيس اوباما عن دقة ومصداقية التقارير العسكرية عن جدوى تلك الضربات الجوية التي لم تسهم في تحرير اي شبر او مدينة من يد داعش لا سيما في المعارك التي يقودها الجيش العراقي وأبطال الحشد الشعبي وابناء العشائر في الرمادي والموصل
وبيجي.
نحن نرى ويرى الكثيرون معنا بأن الطرف الروسي هو الطرف الأكثر جدية في محاربة الإرهاب وهو يتعامل مع جميع التنظيمات المسلحة في سوريا او العراق بانها مجموعات إرهابية ويساعد الدولة السورية وجيشها النظامي في مواجهة تلك التنظيمات بينما يميز الطرف الأميركي بين تلك المجموعات الناشطة في المشهد السوري فيصنف بعضها بالمعتدلة في سوريا ويعمل على تسليحها فيما يؤجل ضرب البعض الآخر منها كما يصنف بعض التنظيمات الإرهابية في العراق على انها معارضة وتمثل مكونا معينا.. ومن جانب آخر نجد ان الطرف الروسي هو الأقرب للموقف العراقي في ضرورة إيجاد مخرج سياسي للازمة السورية بعيدا عن الحلول العسكرية. كل هذا يجعلنا أمام اتخاذ خيار ستراتيجي لاختيار التحالف الذي يخدم قضية مكافحة الارهاب في العراق.

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار