في إطار الحد من السلوكيات غير المجتمعية قررت أمانة باريس قبل أيام تشديد عقوبة رمي أعقاب السكائر في الشارع
لكنها قبل الاقدام على قرارِ منعٍ كهذا فإنها عمدت إلى توفير ما يكفي من (منفضة الجيب) ووزعتها مجاناً على الراغبين بها من سكان العاصمة الفرنسية وزائريها.
قبل (منفضة الجيب) التي لم أرها حتى الآن كنت أنا شخصياً، وكلما سرتُ في واحد من شوارع أوروبا أو أميركا وليس
باريس حصراً؛ أحرص دائماً على أن أحتفظ في حقيبتي أو جيبي بعلبة سكائر فارغة، وكانت هذه العلبة هي (محفظة جيبي) قبل أن تُعرف هذه المحفظة.
كنت بهذا أريد الإنسجام مع (الذوق العام) هناك والذي من النادر أن يُكسر برمي أحدهم عقب سيكارته في الشارع.
وفي أوروبا وأميركا كثيراً ما أقرر أن التزم بهذا السلوك حين أعود وأكون في بغداد أو في أي مكان آخر لا يجد عيباً في رمي
النفايات الشخصية برصيف عام.
كنت أريد لعلبتي الفارغة (منفضة جيبي) أن تكون جزءاً من طباع شخصية.
وبالفعل ألتزم بهذا الطبع ليوم أو يومين لكني لا ألبث بعدهما حتى أعود لأنسجم مع (ذوق عام) يرى في الشارع منفضةً جماعية كبيرةً.
المشاركة الجماعية الايجابية في الحفاظ والصيانة تظل
غائبة بغياب مبادرات السلطات من أجل خلق بيئة خدمية وتربوية وقانونية تحد من المشاركة الجماعية السلبية والتدميرية.
وخلق هذه البيئة لا يأتي بالقسر، لا يأتي بالقوة وبالتعسف في استخدام الصلاحيات والقانون.
تمدين الحياة والسلوك عمل حضاري ولا حضارة تبنى بالفرض والقسر.
تفخر فرنسا بأنها بلد الحريات. وهذا ما دفع بسلطات المدينة إلى توفير البدائل (منفضة الجيب) حيث لا يجوز لأية سلطة التفكير بالمنع من دون تيسير السبل التي تجعل المنع ممكناً وقابلاً للتطبيق بلا تعسف.
قبل أيام ، وقد امتلأت الحاوية المنزلية واحتشدت جنبها أكياس نايلون كثيرة بالنفايات، اضطررت للخروج بها ورميها جميعاً في الشارع العام مثلما اضطر لذلك جميع الجيران.
فحين تغيب سيارة جمع النفايات لأكثر من أسبوعين عن المرور بالأزقة فلا خيار سوى هذا.
خصوصاً أن البلد يعاني وباء خطيراً ولا أحد يريد لمنزله أن يكون مضيفاً للجراثيم والبكتريا.
هكذا استحال الشارع إلى سلة نفايات جماعية كبيرة،
والمسؤول عن ذلك هو السلطة البلدية في الحي التي يبدو أن بعض موظفيها ينتظرون هذا الحال لتظهر في الشوارع الرئيسة (شفلات أهلية مؤجرة) وهي ترفع وتحمّل النفايات في باصات حمل قديمة مؤجرة هي الأخرى.
رائحة الفساد تختلط برائحة النفايات.
اللبنانيون واقعيون أكثر منا حين تخلوا عـــن الشعارات الكبيرة واستعاضوا عنها بتظاهــــراتهم بشعــــار واحد… (طلعـــــت ريحتكن).
لكنها قبل الاقدام على قرارِ منعٍ كهذا فإنها عمدت إلى توفير ما يكفي من (منفضة الجيب) ووزعتها مجاناً على الراغبين بها من سكان العاصمة الفرنسية وزائريها.
قبل (منفضة الجيب) التي لم أرها حتى الآن كنت أنا شخصياً، وكلما سرتُ في واحد من شوارع أوروبا أو أميركا وليس
باريس حصراً؛ أحرص دائماً على أن أحتفظ في حقيبتي أو جيبي بعلبة سكائر فارغة، وكانت هذه العلبة هي (محفظة جيبي) قبل أن تُعرف هذه المحفظة.
كنت بهذا أريد الإنسجام مع (الذوق العام) هناك والذي من النادر أن يُكسر برمي أحدهم عقب سيكارته في الشارع.
وفي أوروبا وأميركا كثيراً ما أقرر أن التزم بهذا السلوك حين أعود وأكون في بغداد أو في أي مكان آخر لا يجد عيباً في رمي
النفايات الشخصية برصيف عام.
كنت أريد لعلبتي الفارغة (منفضة جيبي) أن تكون جزءاً من طباع شخصية.
وبالفعل ألتزم بهذا الطبع ليوم أو يومين لكني لا ألبث بعدهما حتى أعود لأنسجم مع (ذوق عام) يرى في الشارع منفضةً جماعية كبيرةً.
المشاركة الجماعية الايجابية في الحفاظ والصيانة تظل
غائبة بغياب مبادرات السلطات من أجل خلق بيئة خدمية وتربوية وقانونية تحد من المشاركة الجماعية السلبية والتدميرية.
وخلق هذه البيئة لا يأتي بالقسر، لا يأتي بالقوة وبالتعسف في استخدام الصلاحيات والقانون.
تمدين الحياة والسلوك عمل حضاري ولا حضارة تبنى بالفرض والقسر.
تفخر فرنسا بأنها بلد الحريات. وهذا ما دفع بسلطات المدينة إلى توفير البدائل (منفضة الجيب) حيث لا يجوز لأية سلطة التفكير بالمنع من دون تيسير السبل التي تجعل المنع ممكناً وقابلاً للتطبيق بلا تعسف.
قبل أيام ، وقد امتلأت الحاوية المنزلية واحتشدت جنبها أكياس نايلون كثيرة بالنفايات، اضطررت للخروج بها ورميها جميعاً في الشارع العام مثلما اضطر لذلك جميع الجيران.
فحين تغيب سيارة جمع النفايات لأكثر من أسبوعين عن المرور بالأزقة فلا خيار سوى هذا.
خصوصاً أن البلد يعاني وباء خطيراً ولا أحد يريد لمنزله أن يكون مضيفاً للجراثيم والبكتريا.
هكذا استحال الشارع إلى سلة نفايات جماعية كبيرة،
والمسؤول عن ذلك هو السلطة البلدية في الحي التي يبدو أن بعض موظفيها ينتظرون هذا الحال لتظهر في الشوارع الرئيسة (شفلات أهلية مؤجرة) وهي ترفع وتحمّل النفايات في باصات حمل قديمة مؤجرة هي الأخرى.
رائحة الفساد تختلط برائحة النفايات.
اللبنانيون واقعيون أكثر منا حين تخلوا عـــن الشعارات الكبيرة واستعاضوا عنها بتظاهــــراتهم بشعــــار واحد… (طلعـــــت ريحتكن).