اعطت عصابات داعش اشارة اعتراف مسبق ودليلا يؤكد توقعها تلقي هزيمة منكرة باستعجالها في حفر خندق جنوب الشرقاط المواجه لقاطع بيجي مع انطلاق المرحلة الثانية من عمليات «لبيك يا رسول الله» الخاصة بتحرير ما تبقى من شمال صلاح الدين حيث تم تحرير منطقة الربيع واقتراب قواتنا من ناحية الصينية غرب بيجي، الامر نفسه الذي فعلته فلول داعش الهاربة من الرمادي بحفر خنادق وانفاق داخل ثلاث مناطق غربي المدينة لتختبئ من ضربات القوات المندفعة.
رافق ذلك الكشف عن بدء قواتنا بقصف مواقع ارهابيي داعش باعتماد معلومات خلية التنسيق الاستخباراتي الرباعية. حيث اكد ذلك رئيس لجنة الدفاع والامن البرلمانية حاكم الزاملي، امس، مبينا ان الخلية ومقرها بغداد تضم ستة ممثلين عن كل من روسيا وإيران وسوريا والعراق وبدأت العمل منذ اسبوع تقريباً.
اختباء الارهابيين
وقال عضو مجلس انقاذ الشرقاط عبد الكريم الملا: ان عصابات داعش حفرت خندقا يحيط بمدينة الشرقاط من جهة جنوب غرب المدينة المقابلة لبيجي، في الوقت الذي تندفع فيه قواتنا بهجوم واسع باتجاه المدينة، موضحا لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي) ان الإرهابيين يحاولون من خلال ذلك الاختباء تلافي القصف الجوي ونيران القوات الامنية والحشد الشعبي التي تتقدم بشكل كبير، مؤكدا ان الاعلان عن تحرير صلاح الدين بصورة كاملة بات قريباً. اذ تمكنت تلك القوات امس من تحرير قرية الربيع والاقتراب من ناحية الصينية، الى جانب السيطرة على مجمع القصور الرئاسية غربي بيجي. وبينما كشف مصدر امني عن ان النائب هادي العامري يسهم ميدانيا في عمليات تحرير بيجي والصينية والمصفى، زار معتمد السيد السيستاني مكي الصافي قضاء بيجي وتحديداً لـواء علي الاكبر لنقل توجيهات المرجعية للمجاهدين، الذي قال على لسان المرجعية: صبر قليل ونصر قريب ووجوب الحفاظ على روابط الاخوة والتلاحم بين فصائل الحشد كافة والحفاظ على ممتلكات المواطنين.
عمليات تكتيكية
ولفت المتحدث باسم احد فصائل الحشد الشعبي جعفر الحسيني الى ان العمليات التي انطلقت امس الاول تكتيكية وتهدف الى الحد من تحركات المسلحين وتوجيه ضربات دقيقة لنقاط ارتكازهم بناء على معلومات وفرتها استخبارات كتائب حزب الله، كاشفا عن الاستعداد لانطلاق عمليات (صولة الاباة الثالثة) في صلاح الدين بمشاركة جميع فصائل الحشد الشعبي وطيران الجيش، لتحرير بيجي ومحيطها وانهاء تواجد داعش في المحافظة واعلانها محررة بشكل كامل، مذكرا ان اساليب مسلحي داعش لم تتغير باعتمادهم اساسا على العجلات المفخخة والانتحاريين والعبوات والمنازل المفخخة.
القوات الخاصة
وابدت القوات الخاصة الثانية على لسان قائدها اللواء الركن معن السعدي الاستعداد لتنفيذ اي عمليات نوعية ودقيقة ضد قطعان داعش في محافظة صلاح الدين. واضاف لـ(المركز الخبري) ان قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ابدت جاهزية عالية لخوض معارك استكمال تطهير ما تبقى من الأراضي المغتصبة في المحافظة، ومعنويات عالية لمواصلة تنفيذ المرحلة الثانية للعمليات. وتابع ان عصابات داعش تكبدت خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات ضمن قواطع العمليات الجارية بالمحافظة.
عشائر الصينية
وافاد (المركز الخبري) بان عشائر الصينية المناهضة لعصابات داعش تمكنت من قتل ما يسمى (مسؤول الافتاء في الناحية الارهابي عبد العليم الفارس) وهو قيادي في حزب البعث المنحل بدرجة عضو شعبة. ونقل عن عضو مجلس ابرار الصينية موفق ادهم الكربولي قوله: ان هذا الارهابي قتل عصرا وسط سوق المدينة على يد قوة من اربعة اشخاص تنتمي لعشائر الصينية المناهضة لداعش، مبينا ان مجلس شيوخ الصينية شكل قوة لاغتيال قيادات داعش البارزة في الناحية، التي تشكل المحور الأساس لقوة داعش في قضاء بيجي.
انتحار قادة داعش
وعلى اثر تلك الاحداث تكررت حالات الانتحار بين قيادات داعش في الشرقاط بينهم ما يسمى (المفتي)، حيث ابلغ عضو مجلس اعيان الشرقاط جلال العبيدي (المركز الخبري) ان اربعة من قيادات داعش وجدوا منتحرين في منزل يعود لقيادي في حزب البعث المنحل في حي المعلمين بينهم (مفتي داعش الارهابي ابو علاء السوري). لافتا الى ان انتشار ظاهرة الانتحار ياتي على خلفية قيام داعش بقتل الذين يحاولون الهروب منه في الشرقاط، مذكرا ان عصابات داعش في الشرقاط ترسل مجاميع ارهابية الى مصفى بيجي بهدف دعم اقرانهم الذين ما زالوا محاصرين في بيجي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها انباء انتحار قيادات داعش سجل الاحداث في الحرب ضد تلك العصابات حيث سبق ان انتحر والي الشرقاط الارهابي (ابو جبر الاندلسي) وهو ابرز المشاركين في جريمة سبايكر في منزله وسط المدينة في 11 أيلول الماضي. كما وجد قائد (كتائب انصار الاسلام محمد فوج الله مغربي الجنسية) منتحرا يوم السبت الماضي.
الفرار من الرمادي
وفي قاطع عمليات الرمادي لجأت فلول داعش التي هربت على مدى الأيام الماضية الى مناطق اخرى بالمدينة وبدأت ايضا بحفر خنادق وانفاق في تلك المناطق. وقال قائد صحوة المنطقة الغربية عاشور المحلاوي لـ(المركز الخبري): ان الدواعش الذين هربوا على مدى الأيام الماضية من المعارك في مدينة الرمادي لجؤوا الى مناطق البو نمر والطرابشة والبو عساف واستقدموا حفارات عديدة وبدؤوا بحفر الأنفاق داخل تلك المناطق بهدف الاختباء من الضربات الجوية والبرية بعد تغطيتها بصفائح حديدية للتمويه. واجبرت تلك العصابات على مدى الأيام الماضية على الفرار من اطراف الرمادي باتجاه الجزيرة ومنها إلى قضاء هيت بعد تقدم القوات الأمنية على محاور عدة.