ينتفض الكثيرون عندما يسمعون رأيا يقول ان الإمام الحسين (عليه السلام) توجه الى الكوفة قاصدا السلطة ولم يأت ليستشهد وإن الشهادة جاءت نتيجة اعتراضه من قبل جيش ابن زياد الذي كان مكلفا بمنع وصوله الى الكوفة لإقامة الخلافة فيها، واضطراره الى الحرب مفضلا الموت بكرامة.
الرافضون لهذا الرأي يستنكرون ان يكون الإمام الحسين طالب سلطة لكن أصحاب الرأي الآخر يقولون إنه لم يكن يطلبها لذاتها وطمعا في مصالح دنيوية إنما من أجل امتلاك وسائل القوة التي تمكّنه من انجاز الاصلاح الذي خرج من أجله عندما قال «لم أخرج أشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي».
هذا يعني انه لم يخرج الى الموت كهدف إنما للاصلاح من خلال السلطة (الخلافة) التي رأى الإمام عدم أحقية يزيد بها فضلا عن أن الاخير أخذ يخرّب العقيدة من خلالها, هنا يكون الطريق الصحيح هو استعادة الخلافة وتصحيح المسيرة من
خلالها.
دليل هؤلاء أيضا أن الإمام تحرّك بناء على بيعة أهل الكوفة له من خلال ابن عمه وسفيره الى الكوفة مسلم بن
عقيل.
يستند الرافضون لهذا الرأي الى ثقافة تعتبر السعي الى السلطة منقصة، وأن المؤمن الورع التقي لا يسعى اليها، ويستندون في ذلك الى مجموعة روايات تحتاج الى اثبات صحتها، مقابل روايات أخرى تشير الى عكس
ذلك.
هذا النقاش يمثل جانبا من نقاش أوسع يدور بين تيار تقليدي وبين تيار تحديثي يحاول اعادة قراءة حركة الإمام الحسين بمنظار حركي علمي بعيد عن الصورة النمطية المتوارثة عن هذه الثورة. طبعا النقاش ليس جديدا لكن تفاصيله
تتطور.
ليس السعي الى السلطة بحد ذاته عيباً بل يكمن العيب في أن يكون الهدف غير مشروع. وفي علم السياسة فان الحزب السياسي شأنه أن يسعى الى السلطة من خلال الوسائل والآليات المشروعة ولا يستحق التنظيم اسم «الحزب السياسي» اذا لم يكن هدفه الوصول الى
السلطة.
هنا السلطة ليست هي الهدف النهائي، إنما هي وسيلة لتحقيق هدف آخر هو تنفيذ برنامج الحزب الذي يراه الافضل لادارة البلاد أو لإصلاح وضع قائم سياسياً أو اقتصادياً. وفق هذا المفهوم يمكن النظر الى حركة الإمام الحسين وقبله الإمام الحسن الذي عقد اتفاقا مع معاوية يقضي بعودة الخلافة اليه بعد موته، قبل ان يدسّ الاخير السمّ للإمام الحسن ويفتح طريق الخلافة أمام ولده
يزيد.
القول بأن خروج الإمام الحسين كان للاستشهاد وليس للسلطة ومن خلالها الاصلاح، ينبع من ثقافة تعتبر الاستشهاد هدفاً بحد ذاته بينما يرى الرافضون لهذه الثقافة ان الهدف هو تحقيق ما تصبو اليه الجماعة من ثورة للاصلاح والتغيير وفق مقاييس مشروعة، واذا ما تعرض الساعون في ذلك الى القتل فهم شهداء.
من هنا يقال ان النتيجة هي إحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة.
الرافضون لهذا الرأي يستنكرون ان يكون الإمام الحسين طالب سلطة لكن أصحاب الرأي الآخر يقولون إنه لم يكن يطلبها لذاتها وطمعا في مصالح دنيوية إنما من أجل امتلاك وسائل القوة التي تمكّنه من انجاز الاصلاح الذي خرج من أجله عندما قال «لم أخرج أشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي».
هذا يعني انه لم يخرج الى الموت كهدف إنما للاصلاح من خلال السلطة (الخلافة) التي رأى الإمام عدم أحقية يزيد بها فضلا عن أن الاخير أخذ يخرّب العقيدة من خلالها, هنا يكون الطريق الصحيح هو استعادة الخلافة وتصحيح المسيرة من
خلالها.
دليل هؤلاء أيضا أن الإمام تحرّك بناء على بيعة أهل الكوفة له من خلال ابن عمه وسفيره الى الكوفة مسلم بن
عقيل.
يستند الرافضون لهذا الرأي الى ثقافة تعتبر السعي الى السلطة منقصة، وأن المؤمن الورع التقي لا يسعى اليها، ويستندون في ذلك الى مجموعة روايات تحتاج الى اثبات صحتها، مقابل روايات أخرى تشير الى عكس
ذلك.
هذا النقاش يمثل جانبا من نقاش أوسع يدور بين تيار تقليدي وبين تيار تحديثي يحاول اعادة قراءة حركة الإمام الحسين بمنظار حركي علمي بعيد عن الصورة النمطية المتوارثة عن هذه الثورة. طبعا النقاش ليس جديدا لكن تفاصيله
تتطور.
ليس السعي الى السلطة بحد ذاته عيباً بل يكمن العيب في أن يكون الهدف غير مشروع. وفي علم السياسة فان الحزب السياسي شأنه أن يسعى الى السلطة من خلال الوسائل والآليات المشروعة ولا يستحق التنظيم اسم «الحزب السياسي» اذا لم يكن هدفه الوصول الى
السلطة.
هنا السلطة ليست هي الهدف النهائي، إنما هي وسيلة لتحقيق هدف آخر هو تنفيذ برنامج الحزب الذي يراه الافضل لادارة البلاد أو لإصلاح وضع قائم سياسياً أو اقتصادياً. وفق هذا المفهوم يمكن النظر الى حركة الإمام الحسين وقبله الإمام الحسن الذي عقد اتفاقا مع معاوية يقضي بعودة الخلافة اليه بعد موته، قبل ان يدسّ الاخير السمّ للإمام الحسن ويفتح طريق الخلافة أمام ولده
يزيد.
القول بأن خروج الإمام الحسين كان للاستشهاد وليس للسلطة ومن خلالها الاصلاح، ينبع من ثقافة تعتبر الاستشهاد هدفاً بحد ذاته بينما يرى الرافضون لهذه الثقافة ان الهدف هو تحقيق ما تصبو اليه الجماعة من ثورة للاصلاح والتغيير وفق مقاييس مشروعة، واذا ما تعرض الساعون في ذلك الى القتل فهم شهداء.
من هنا يقال ان النتيجة هي إحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة.