اكدت وزارة الموارد المائية ان كميات مياه السيول والامطار التي هطلت خلال الاسبوع الماضي اسهمت في رفع مناسيب الانهر والبحيرات وخزانات السدود في البلاد، مشيرة الى ان الكميات اسهمت في انجاح رية الانبات لمحاصيل الموسم الشتوي.
وعد مدير الهيئة العامة للسدود والخزانات بالوزارة مهدي رشيد مهدي في تصريح خاص ادلى به لـ»الصباح»، كميات السيول والامطار التي هطلت خلال الاسبوع الماضي في معظم محافظات البلاد «كبيرة جدا»، ما اسهم في رفع مناسيب المياه في احواض الانهر كما عزز الخزين الستراتيجي في خزانات السدود، كاشفا عن ان الكميات اسهمت في انجاح رية الانبات الخاصة بالمحاصيل الشتوية.
يشار الى ان بغداد ومعظم المحافظات شهدت يومي الأربعاء والخميس الماضيين، هطول أمطار غزيرة، في معظم محافظات وسط البلاد وجنوبها.
واضاف مهدي وهو مستشار الوزارة ومتحدثها الرسمي ايضا، ان كميات المياه الممررة في نهر الزاب الذي يغذي حوض نهر دجلة، ارتفعت من 60 الى 300 متر مكعب بالثانية، كما ارتفعت كمياتها الممررة الى سد الموصل من 100 الى 600 متر مكعب بالثانية، كاشفا عن وجود تحسن كبير في الاطلاقات بحوض نهري دجلة والفرات، لاسيما ان تلك الكميات عززت ما فقدته خزانات السدود خلال الاشهر الماضية.
وكان وزير الموارد المائية محسن الشمري قد اكد ان كمية الأمطار التي هطلت مؤخراً في بغداد وعدد من المحافظات وفرت أكثر من مليار متر مكعب، وهذا ما سيسهم في تغطية الحاجة المائية لما يقرب من ستة ملايين دونم للموسم الشتوي.
وبحسب مختصين بالشأن المائي، فان هطول كميات كبيرة من مياه الامطار سيعزز من مخزون المياه الجوفية ويحسن نوعيتها كما سيرفع من نسبة غمر الأهوار، ويؤمن دفع اللسان الملحي القادم من الخليج العربي الى شط العرب وصولا الى مدينة البصرة.
الخبير بشؤون المياه قيس البياتي اوضح بهذا الشأن في تصريح خاص لـ»الصباح»، ان احتياجات العراق المائية من الشرب والزراعة والصحة والصناعة، تتجاوز الـ 50 مليار متر مكعب، مقابل ايراداته الحالية البالغة اقل من 37 مليار متر مكعب، مبينا ان نسبة العجز بمياه الانهار المشتركة الواصلة للعراق من ايران وتركيا وسوريا ستصل الى أكثر من 33 مليار متر مكعب بحلول 2030 اذا لم يتم التوصل الى قسمة عادلة معها خلال المدة المقبلة.
الى ذلك، دعا وزير الموارد شركات فرنسا ومستثمريها الى التوسع في الاستثمار داخل البلاد، لاهمية تلك الشركات في اعادة تأهيل البنى التحتية لقطاع الري، بحسب بيان للوزارة تسلمت «الصباح» نسخة منه.
وعد الشمري خلال استقباله سفير فرنسا المعتمد في بغداد (مارك باريتي)، العلاقة بين بغداد وباريس، ستراتيجية قائمة على التعاون في جميع المجالات، مشيرا الى ان فرص الاستثمار مفتوحة امام الشركات الفرنسية.
واضاف الشمري بحسب البيان، ان الحكومة بدأت تتأقلم مع الوضع المالي الحالي الذي يمر على البلاد من خلال اتباع سياسة الدفع بالآجل للشركات المستثمرة في البلاد، مبينا ان الوزارة تطمح الى التعاون بشكل كبير مع الشركات الفرنسية بالمجال الاروائي وامكانية اقامة انظمة انذار مبكر للسدود.