أثر السايلو..!
بقلم: د. مظهر محمد صالح
لماذا تفشل بعض منــــــظـمات الاعــــــــــمال وتــــــخـــــتفي كيــــاناتها كظــاهرة مــــــــــــــــستمرة على الدوام في حراك الاسواق التنافسية ؟هذه العبارة اطلقتها الكاتبة البريطانية جيليان تيت صاحبة العمود الدائم في الصحيفة اللندنية (ذي فاينانشيال تايمز) في كتابها الاخير الذي حمل عنوانا اسمه :(أثر السايلو). ابتدأت الكاتبة وهي تتطلع الى برهان نظريتها في علم الادارة، قائلةً: ان فشل الشركات يأتي في كثير من الاحيان بسب اختفاء اسواقها بالكامل، وتضرب مثلاً محددا عن ظاهرة اختفاء محال تاجير اشرطة الفيديو التي كانت شائعة جداً في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي والتي لم يعد لها وجود اليوم .
وان الشركات المنتجة لتلك الاشرطة قد اختفى اكثرها بسبب تدهور نموها ،وان السبب الغالب وراء ذلك الاختفاء هو تدني قدرتها على تنمية مبتكراتها التي اوصلتها الى قمة نجاحاتها ،وهي تماثل في ذلك التدهور، حالة الافراد او المجموعات البشرية التي تنحصر بمسارات ضيقة وتنتهي بنهايات واقدار محتومة من الفناء .و ترجح جيليان تيت ذلك الفشل الى ظاهرة السايلو التي تفشت داخل منظمات الاعمال وادت الى خلق عوازل قوية داخلية ضعيفة التكامل على التطوير والبحث والابتكار داخل الشركة الواحدة .فتضرب مثلا واقعيا عن انعزال الطبيب الجراح عن طبيب الباطنية،وان ضعف التنسيق والتبادل المعرفي بينهما سيعطل تدريجياً التفكير التفاعلي الخلاق ويشجع على تنمية ظاهرة مايسمى بحروب العصابات او اقتلاع البعض للبعض الاخر على حساب المريض والمستشفى.
وبهذا تتوصل الكاتبة الى ان الشركات هي بحاجة الى تطوير اعمالها التفاعلية دون عزل بعضها البعض، وان صوامع العمل تؤدي لامحالة الى ضعف العمل الجماعي وفقدان الستراتيجيات الموحدة القادرة على تجميع عناصر القوة والتفكير لدى جميع اقسام الشركة والعاملين فيها.وتلحظ الكاتبة ان التزمت الذي تشهده سايلوات العمل ازاء التمسك بقوالب عمل قديمة او الترويج لمنتجات بعينها دون غيرها، معتقدين انها تعبر عن افكارهم في ازمنة النجاح، امست لاتلائم تبدل الطلب وتغير انماطه، الامر الذي ادى بالكثير من الشركات التكنولوجية الى الافلاس واصبحت منتجاتها عائقاً امام تطورها ومن ثم تدهور ارباح الشركات نفسها.
وبذلك تنتهي الكاتبة انه لامناص من تفكيك تلك السايلوات اوالصوامع العمل وتحويلها الى قدرات متحركة مبتكرة بدلا من كونها قوى انعزالية. بالصدفة وقعت بين يدي رسالة ماجستير متميزة للباحث العراقي المبدع بسام باسم جميل و التي تتناول واحدة من نظريات علم الادارة وتطبيقاتها على العراق وتحمل عنوانا مفاده:تباين المخاطر الاستراتيجية دالة للذكاء التنافسي التي استنتجتُ منها ان الكاتبة البريطانية جيليان تيت لو اطلعت على مفهوم الذكاء التنافسي وطورته في التصدي للمخاطر الستراتيجية الداخلية لمنظمات الاعمال اضافة الى المخاطر الستراتيجية الخارجية، لوجدت اثراءً آخر لفكرة( اثر السايلو) وتفسير ظاهرة تدهور منظمات الاعمال.
لماذا تفشل بعض منــــــظـمات الاعــــــــــمال وتــــــخـــــتفي كيــــاناتها كظــاهرة مــــــــــــــــستمرة على الدوام في حراك الاسواق التنافسية ؟هذه العبارة اطلقتها الكاتبة البريطانية جيليان تيت صاحبة العمود الدائم في الصحيفة اللندنية (ذي فاينانشيال تايمز) في كتابها الاخير الذي حمل عنوانا اسمه :(أثر السايلو). ابتدأت الكاتبة وهي تتطلع الى برهان نظريتها في علم الادارة، قائلةً: ان فشل الشركات يأتي في كثير من الاحيان بسب اختفاء اسواقها بالكامل، وتضرب مثلاً محددا عن ظاهرة اختفاء محال تاجير اشرطة الفيديو التي كانت شائعة جداً في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي والتي لم يعد لها وجود اليوم .
وان الشركات المنتجة لتلك الاشرطة قد اختفى اكثرها بسبب تدهور نموها ،وان السبب الغالب وراء ذلك الاختفاء هو تدني قدرتها على تنمية مبتكراتها التي اوصلتها الى قمة نجاحاتها ،وهي تماثل في ذلك التدهور، حالة الافراد او المجموعات البشرية التي تنحصر بمسارات ضيقة وتنتهي بنهايات واقدار محتومة من الفناء .و ترجح جيليان تيت ذلك الفشل الى ظاهرة السايلو التي تفشت داخل منظمات الاعمال وادت الى خلق عوازل قوية داخلية ضعيفة التكامل على التطوير والبحث والابتكار داخل الشركة الواحدة .فتضرب مثلا واقعيا عن انعزال الطبيب الجراح عن طبيب الباطنية،وان ضعف التنسيق والتبادل المعرفي بينهما سيعطل تدريجياً التفكير التفاعلي الخلاق ويشجع على تنمية ظاهرة مايسمى بحروب العصابات او اقتلاع البعض للبعض الاخر على حساب المريض والمستشفى.
وبهذا تتوصل الكاتبة الى ان الشركات هي بحاجة الى تطوير اعمالها التفاعلية دون عزل بعضها البعض، وان صوامع العمل تؤدي لامحالة الى ضعف العمل الجماعي وفقدان الستراتيجيات الموحدة القادرة على تجميع عناصر القوة والتفكير لدى جميع اقسام الشركة والعاملين فيها.وتلحظ الكاتبة ان التزمت الذي تشهده سايلوات العمل ازاء التمسك بقوالب عمل قديمة او الترويج لمنتجات بعينها دون غيرها، معتقدين انها تعبر عن افكارهم في ازمنة النجاح، امست لاتلائم تبدل الطلب وتغير انماطه، الامر الذي ادى بالكثير من الشركات التكنولوجية الى الافلاس واصبحت منتجاتها عائقاً امام تطورها ومن ثم تدهور ارباح الشركات نفسها.
وبذلك تنتهي الكاتبة انه لامناص من تفكيك تلك السايلوات اوالصوامع العمل وتحويلها الى قدرات متحركة مبتكرة بدلا من كونها قوى انعزالية. بالصدفة وقعت بين يدي رسالة ماجستير متميزة للباحث العراقي المبدع بسام باسم جميل و التي تتناول واحدة من نظريات علم الادارة وتطبيقاتها على العراق وتحمل عنوانا مفاده:تباين المخاطر الاستراتيجية دالة للذكاء التنافسي التي استنتجتُ منها ان الكاتبة البريطانية جيليان تيت لو اطلعت على مفهوم الذكاء التنافسي وطورته في التصدي للمخاطر الستراتيجية الداخلية لمنظمات الاعمال اضافة الى المخاطر الستراتيجية الخارجية، لوجدت اثراءً آخر لفكرة( اثر السايلو) وتفسير ظاهرة تدهور منظمات الاعمال.