شدد الرئيس معصوم على إنجاح المصالحة المجتمعية باعتبارها الطريق إلى دولة ديمقراطية متقدمة وحديثة بالاستفادة من التجارب التاريخية في هذا الشأن، في مقدمتها تجربة إقليم كردستان، داعيا إلى ضرورة أن يشعر المواطن بان علاقته بالدولة حيوية وايجابية، فيما استذكر خلال لقائه عائلة السياسي الراحل الدكتور الجلبي سيرة الفقيد، حاثا عائلته على مواصلة مسيرته.
وأشار الرئيس معصوم خلال لقائه جمعا من الأكاديميين الإيرانيين بمكتبه إلى أن الأحداث التي مرت بها البلاد منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة أثبتت تصميم العراقيين على تأسيس دولة ديمقراطية حقيقية محورها مبدأ المواطنة،مؤكدا أن الحراك الشعبي الحالي الذي تشهده العديد من المدن العراقية ما هو الا تعبير ملموس لهذه الإرادة، منوها بالدور المحوري للمواطنين في إنجاح الإصلاحات ومكافحة الفساد ورفض المحاصصة، وصولا إلى الهدف المنشود في إقامة النظام الديمقراطي الرصين.
وشدد الرئيس معصوم على لزوم انجاز مشروع المصالحة الوطنية ضمن فترة زمنية منظورة وبشفافية عالية، عادا ان المصالحة المجتمعية أساس متين لنشر السلم الأهلي، وهي المصالحة القائمة على التحليل الموضوعي لطبيعة العوائق التي تواجه تماسك المجتمع وتعيق انطلاقه الحيوي في شتى المجالات، وهي الأسس الواقعية الأهم لنجاح مشروع المصالحة الوطنية.
وأعرب معصوم عن ثقته بأن العراق سائر نحو نظام ديمقراطي تكون فيه المواطنة الأساس في التعامل مع الدولة ومؤسساتها وليس الانتماء إلى الدين أو المذهب أو القومية أو العشيرة، مثمناً دور المرجعيات الدينية في الدفاع عن مصالح الشعب العراقي، لاسيما الفئات الأكثر تعرضا للصعوبات المعيشية. إلى ذلك استذكر رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم سيرة السياسي الراحل الدكتور احمد الجلبي خلال استقباله لعائلته والمحطات الكبرى في حياته وعمله ضد الدكتاتورية ودوره المهم في بلوغ الهدف المنشود بتحرير العراق من طغيان الدكتاتورية وتعسفها والشروع ببناء الدولة الديمقراطية . وذكر بيان لمكتب معصوم تلقت «الصباح» نسخة منه أن رئيس الجمهورية دعا عائلة الجلبي إلى مواصلة الطريق النضالي الوطني الذي اختطه الراحل من أجل خدمة العراق والعراقيين وتطلعهم إلى مستقبل ديمقراطي حر، مشيدا بدور الفقيد في التأسيس للدولة الديمقراطية وما عُرف عنه من تضحية وإيثار في خدمة العراق والعراقيين.
من جهتها بينت الدكتورة تمارا الجلبي اعتزاز العائلة بالسيرة النضالية للمغفور له والعزم على مواصلة المسير مع جميع الأحرار العراقيين من أجل تحقيق الأهداف العظيمة التي عمل من أجلها الفقيد في إقامة الدولة الديمقراطية الحرة المتقدمة.
