عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

يوم العازبين بقلم: د. مظهر محمد صالح

المقالات 18 نوفمبر 2015 0 148
يوم العازبين  بقلم: د. مظهر محمد صالح
+ = -

ما يجري اليوم في الصين من تغيرات بشرية وتبدلات في اساليب الحياة وطراز المعيشة ، جعل هذه البلاد تحتفل بيوم مميز اطلقت عليه : يوم العازبين او العِصي العارية ( كوانج كون جي ) الذي يصادف تاريخه 11/11 من كل عام.
فثمة رابطة بين الانسان الاعزب، سواء أكان ذكراً ام انثى في احادية العيش، والرقم (1) الذي يتكرر في التاريخ اعلاه (وهو الحادي عشر من تشرين الثاني) وبواقع اربع مرات، ليؤكد حقيقة واحدة مفادها ان الاعزب هو شخص يعيش احادياً بمفرده. فالاحتفالات السنوية التي يُقدم عليها العزاب في كل عام والتي ابتدعتها جامعة نانجنغ الصينية منذ العام 1993 ،امست تقليداً وطنياً في العالم الصيني ربما يماثل يوم الحب (فالانتاين) في العالم الغربي.
ولايخلو يوم العازبين من كشف المشاعر العاطفية بين كلا الجنسين ما قد يقلل من مشكلات العزوبية والتوجه نحو الزواج.وبالرغم من ذلك فان هذا اليوم قد يخفي مضامين اقتصادية كبيرة تعبر عن تبدل انماط العيش وطرازات المعيشة في هذه البلاد التي يشكل سكانها اليوم قرابة 20بالمئة من سكان الارض.فالتدافع على شراء السلع الاستهلاكية من خلال الشبكة العنكبوتية سجل في 11 تشرين الثاني 2015 رقما قياسيا ،بعد ان باعت واحدة من المتاجر المشهورة عبر تلك الشبكة بنحو ملياري دولار من الملابس والاحذية والعطور خلال الدقائق الاربعين الاولى من يوم العازبين وهو الامر الذي تحبذه القيادة الصينية في تشجيع الاستثمار الخاص لولوج مجالات الانتاج السلعي وانسحاب الحكومة تدريجياً من
السوق .
ولكن يبقى التساؤل :ما الذي دفع القيادة الصينية قبل اسابيع قليلة الى رفع معدلات الانجاب للاسرة الواحدة من طفل واحد الى طفلين؟.يلحظ ان تعاظم الاحتفالات بيوم العازبين في 11/11 من العام الجاري 2015 قد أشر حقائق قوية عن التبدل الاسري وتدني درجة الاستعداد للزواج المبكر في الصين.ففي العام 1950 كان معدل زواج الفتاة لاسيما في الحواضر والمدن يبلغ20 عاماً بالغالب .الا ان ذلك المعدل في زواج الفتيات قد سجل ارتفاعاً عمرياً آخر في ثمانينيات القرن الماضي ليبلغ 25
عاماً.
اما في العام 2013 فقد اخذت المعدلات العمرية لزواج الفتيات بالتصاعد .اذ سجل الزواج بين الفتيات ارتفاعا عمرياً بلغ متوسطه في العام 2013 بنحو 30 عاماً لاسيما في مدن الصين الكبرى مثل شنغهاي وبكين وغيرهما ذلك بناءً على رغباتهن الشخصية المتأخرة نسبياً في الزواج.
ختاما، سيشهد العام 2030 تغيراً واسعاً يعبر عن استعدادات مختلفة للزواج في الصين.فامام كل 160 رجلاً راغباً بالزواج سيكون هناك 100 فتاة راغبة بالمقابل فقط.وهو الامر الذي سيجعل من يوم العازبين يوماً للكآبة وليس للسعادة كما يعتقده الكثير….! انها غرائب الشعوب الكبيرة والامم الصاعدة
اقتصادياً. 

 

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار