بعد أحداث باريس، بات العالم الأوروبي أمام لعبة التحديات الكبرى، ولم يعد الأمن الوقائي الذي تتباهى به دوله كافيا لحماية الأمن الداخلي من العنف والإرهاب، فطبيعة التفجيرات، وطرق تنفيذها كشفت عن وقائع من الصعب تحديدها، ووضعها تحت المراقبة!!ولعل معطى خطورة ماجرى وضع الجميع في حالة استنفار دائم، إذ انعكست وقائعها على مواقف دول التحالف الأوروبي، وعلى مجريات الحوارات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، مثلما كشفت عن هشاشة الإجراءات التي ظلت تتخبط بها الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وهو مادعا الفيلسوف الفرنسي (برنار هنري ليفي الى التصريح العلني من خلال قناة CNN: إن على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن يتحرك بشكل فوري لأخذ القيادة في الحرب العالمية ضد داعش، داعيا إياه إلى ترك إرث إيجابي في مسيرته السياسية وإرسال القوات لمحاربة التنظيم قبل أن تغرق نيويورك وباريس بالدماء).هذا التصريح يستدعي قراءة عميقة، إذ أن المباهاة بالنظام العالمي وبحقوق الإنسان في فرنسا لم يعد كافيا، لأن آليات تطبيقه، والتساهل ودعم بعض الدول المساندة للإرهاب، هو من وضع الخطاب السياسي/ الأمني في مأزق خطير، فطبيعة التهديدات كشفت من جانب آخر عن فشل في الإدارة وفي اجراء الإدماج الحقيقي للكثير من الهويات الوافدة داخل المجتمع الثقافي الفرنسي، وليس المجتمع السياسي، وهو ما أطلق اليد للعديد من الجماعات الأصولية المحمية لأن تكون خلايا نائمة للإرهاب، ولكي تجد في هامش الحرية ملاذا للحواضن الإرهابية، وهو ماكشفت عنه التحقيقات الخاصة بملف التفجيرات..تداعيات هذه التفجيرات أحرجت العديد من الدول التي تموّل الجماعات الارهابية لاسيما السعودية وقطر وتركيا، وهو بدا واضحا في خطابها الإعلامي الذي يحاول أن يدفع التهمة عن هذه الدول، وعن دور العديد من مؤسساتها في التحريض على الكراهية والتكفير والعنف، لكن ضغط الرأي العام الفرنسي، وحراك القوى السياسية الفرنسية تحول الى نوع من المواجهة الحادة مع سياسية الرئيس هولاند، وهو ماصرّح به الرئيس السابق ساركوزي متهما السياسة الخارجية للحكومة بالفشل، والضعف في التعاطي الأمني مع الملفات السياسية والأمنية في الداخل والخارج، لاسيما مايتعلق بالملف السوري، والذي وضع الرئيس هولاند في موقف العاجز، والخاضع لضغوطات الولايات المتحدة، والحلفاء الاقليميين من دول الخليج، والتي عززت علاقاتها مع فرنسا عبر صفقات أسلحة كبيرة، وعبر زيارة تاريخية الى الرياض..
يتابع الفيلسوف الفرنسي ليفي القول: بأن عدم فوزنا بالحرب في العراق وسوريا يعني أن هناك حروبا ستحدث في نيويورك وباريس، وطالما بقيت قوة أولئك الأشرار فسيكون هناك دماء على الأرض، وهذا ما حصل بالأمس في باريس وما حصل قبل 14 عاما في نيويورك.مفهوم النصر كما يتصوره ليفي يعني الحسم العسكري، وليس التواطؤ مع مجموعة من الحكّام العرب الضعفاء، ومع معارضين سوريين لا حضور لهم في الداخل السوري، وفي إطار سياسة تحكمها المصالح والحساسيات والاصطفافات التي تُدير ملفاتها الولايات المتحدة..الفشل في السيطرة على المعطيات الأمنية سيكون عتبة انتخابية تهدد مصائر الانتخابات المقبلة في فرنسا وفي أميركا، وهذا ما تعالت حوله الأصوات المنددة والمهددة، والتي وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول المرجعيات السياسية للأزمة، وحول محدودية الاجراءات العسكرية التي اتخذتها دول التحالف الدولي، والتي لم تنجز شيئا على الأرض.إن الحديث عن المواجهة، وعن التحدي الحقيقي مع الإرهاب، وعن مفهوم العدو المشترك هو الخطاب العلني لأغلب سياسيي المعارضة في أوروبا، فضلا عن دعوة الكثيرين لتفهم وإدراك خطورة جذور الفكر والتمويل للجماعات الارهابية، وهو ماينبغي اتخاذ اجراءات رادعة ضد دول معينة مسؤولة عن تمويل الجماعات الارهابية، وعن ممراتها وتسليحها، وبالتالي فإن ماحدث في فرنسا يمكن أن يتكرر في دول أخرى، وستتسع معها دائرة المآسي التي ستعاني منها، وإعطاء دول الشرق الأوسط ضحايا ماسُمّي بثورات الربيع العربي فرصا حقيقية للتنمية السياسية والاقتصادية، ولاحترام سيادتها وأمنها المجتمعي، وتعزيز قيم الحريات والديمقراطية، وبالتالي التقليل من مُهَجّري الحروب والأعمال الارهابية التي تشنّها داعش والجماعات الاصولية الأخرى..كما أن خطاب الرئيس الفرنسي أمام الجمعية الوطنية الفرنسية/ البرلمان كشف عن طبيعة الرعب الذي عاشته فرنسا، وإمكانية انعكاس ذلك على مستقبل التعايش بين مكونات المجتمع المتنوع، وعلى تفاقم الاخطار الأمنية، ولعل تقديمه طلبا للمصادقة على تمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، ودعوته لتوسيع اختصاصات المؤسسات الأمنية، وسحب الجنسية ممن له صلات بالجماعات الارهابية، سيضع الفرنسيين أمام واقع جديد ومن الصعب التكيّف معه…
إن فشل السياسات الداخلية للحكومة الفرنسية سيُعطي درسا للعديد من الدول، فضلا عن دوره في دفع الجهات المعنية في هذه الدول لإعادة النظر في الكثير من الخطط، على المستوى الأمني، وعلى مستوى مواجهة أزمات اللاجئين الهاربين من بلدانهم، فضلا عن ضرورة تَفهّم ماتعانيه الدول الأخرى من أعمال ارهابية خطيرة مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر، والذي ينبغي دعم نظامها الأمني، واحترام سيادتها، لأن الأرهاب عدو مشترك للجميع، وأن الارهابيين الذي فجروا أنفسهم في ملعب باريس الدولي وفي مسرح الكاتابلان هم أنفسهم الذين فجّروا أنفسهم في برج البراجنة في الجنوب اللبناني، وفي مدينة الصدر وحي العامل وغيرها.
يتابع الفيلسوف الفرنسي ليفي القول: بأن عدم فوزنا بالحرب في العراق وسوريا يعني أن هناك حروبا ستحدث في نيويورك وباريس، وطالما بقيت قوة أولئك الأشرار فسيكون هناك دماء على الأرض، وهذا ما حصل بالأمس في باريس وما حصل قبل 14 عاما في نيويورك.مفهوم النصر كما يتصوره ليفي يعني الحسم العسكري، وليس التواطؤ مع مجموعة من الحكّام العرب الضعفاء، ومع معارضين سوريين لا حضور لهم في الداخل السوري، وفي إطار سياسة تحكمها المصالح والحساسيات والاصطفافات التي تُدير ملفاتها الولايات المتحدة..الفشل في السيطرة على المعطيات الأمنية سيكون عتبة انتخابية تهدد مصائر الانتخابات المقبلة في فرنسا وفي أميركا، وهذا ما تعالت حوله الأصوات المنددة والمهددة، والتي وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول المرجعيات السياسية للأزمة، وحول محدودية الاجراءات العسكرية التي اتخذتها دول التحالف الدولي، والتي لم تنجز شيئا على الأرض.إن الحديث عن المواجهة، وعن التحدي الحقيقي مع الإرهاب، وعن مفهوم العدو المشترك هو الخطاب العلني لأغلب سياسيي المعارضة في أوروبا، فضلا عن دعوة الكثيرين لتفهم وإدراك خطورة جذور الفكر والتمويل للجماعات الارهابية، وهو ماينبغي اتخاذ اجراءات رادعة ضد دول معينة مسؤولة عن تمويل الجماعات الارهابية، وعن ممراتها وتسليحها، وبالتالي فإن ماحدث في فرنسا يمكن أن يتكرر في دول أخرى، وستتسع معها دائرة المآسي التي ستعاني منها، وإعطاء دول الشرق الأوسط ضحايا ماسُمّي بثورات الربيع العربي فرصا حقيقية للتنمية السياسية والاقتصادية، ولاحترام سيادتها وأمنها المجتمعي، وتعزيز قيم الحريات والديمقراطية، وبالتالي التقليل من مُهَجّري الحروب والأعمال الارهابية التي تشنّها داعش والجماعات الاصولية الأخرى..كما أن خطاب الرئيس الفرنسي أمام الجمعية الوطنية الفرنسية/ البرلمان كشف عن طبيعة الرعب الذي عاشته فرنسا، وإمكانية انعكاس ذلك على مستقبل التعايش بين مكونات المجتمع المتنوع، وعلى تفاقم الاخطار الأمنية، ولعل تقديمه طلبا للمصادقة على تمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، ودعوته لتوسيع اختصاصات المؤسسات الأمنية، وسحب الجنسية ممن له صلات بالجماعات الارهابية، سيضع الفرنسيين أمام واقع جديد ومن الصعب التكيّف معه…
إن فشل السياسات الداخلية للحكومة الفرنسية سيُعطي درسا للعديد من الدول، فضلا عن دوره في دفع الجهات المعنية في هذه الدول لإعادة النظر في الكثير من الخطط، على المستوى الأمني، وعلى مستوى مواجهة أزمات اللاجئين الهاربين من بلدانهم، فضلا عن ضرورة تَفهّم ماتعانيه الدول الأخرى من أعمال ارهابية خطيرة مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر، والذي ينبغي دعم نظامها الأمني، واحترام سيادتها، لأن الأرهاب عدو مشترك للجميع، وأن الارهابيين الذي فجروا أنفسهم في ملعب باريس الدولي وفي مسرح الكاتابلان هم أنفسهم الذين فجّروا أنفسهم في برج البراجنة في الجنوب اللبناني، وفي مدينة الصدر وحي العامل وغيرها.