نشر خالد ايما مقالا في جريدة الصباح الصادرة في يوم 7-9-2015، تحت عنوان « مقبرة براغ وسوء الترجمة» تناول في مستهله أنّه وجد نفسه قلقا وحائرا لهذه الرواية التي أعدّها مائزة بالعقد والخيوط المتشابكة. فوضى غير منظمة. وشكلت له إزعاجا وما سمّاه قطعا تاما لتيارالقراءة، والملل وربما الغثيان والضجر. وزعم ،أنّه قرأها ثلاث مرات بصفحاتها الـ 576 ، رغم الأحداث الملتوية . يوعز ذلك كله لسوء الترجمة لأنها لم تترجم بوعي ومعرفة على حد زعمه .
حسنا، دعونا نترك التعابير الإنشائية وتناقضاتها اعلاه، لأنها لا تستند الى مرجعية ؛ ويمكن أن ينطبق كلامه هذا على أية رواية مترجمة دون الرجوع للنص الأصلي، أي بمعنى أنه لم يسندها بأدلة في متن الرواية المترجمة ومقارنتها بالنص الاصلي، لنكتشف أين كل هذه التعابير المجانية لدى الروائي ايكو أم أنّ المترجم اخفق أن يوصل لنا ما نريد ؟ وكي نفيد من « نقده «هذا ؟!
لم يكتف كاتب المقال بمغالطاته هذه إنما أوغل ؛ في اتهام المترجم أنه قتل ايكو مع سبق الإصرار والترصد عندما حذف اسمه من غلاف الرواية لتظهرالرواية تأليفا لي معتبرا ذلك كارثة الكوارث. فهذا مثير للسخرية والضحك حقا، ويدل على تعمّده الإساءة للآخرين ، إذ كيف أجيز لنفسي أن انسب لي هذا القتل مع سبق الاصرار لمؤلف الرواية ايكو في حين تصدرت» مقدمة المترجم « متن الرواية والغلاف الداخلي كتب عليه « ترجمة خضيراللامي « ؛ ولكن كما يبدو أن مصمم الغلاف الخارجي في وزارة الثقافة في بغداد وقع في التباس فوضع عبارة: رواية خضير اللامي « بيد ان الوزارة تداركت الأمر في حينه قبل توزيعها، وصدرت الرواية بصورتها الطبيعية من دون قتل أو اغتيال ولا هم يحزنون . وارفق صحبة هذا المقال صورة الغلاف الخارجي لاطلاع القارئ على تخرصات ايما هذه ..
ويبدو ان كاتب المقال حاذق جدا في نسب ما ليس له ، ويوهم القارئ أن هذا من عندياته . فقد ذكر» ان المترجم وجد صعوبة كبيرة في هضم واستدراج النص وحقيقة ذلك ان اللامي لم يفهم ايكو وما يريده في هذا العمل الروائي الشائك .. الى هنا الكلام لايما . ليستعين بفقرة من مقدمة المترجم من دون أن يضعها بين قوسين أو يشير الى مصدرها وهي كما يلي: من حيث تداخل الأحداث وتشابكها وغموضها، وزمنها الاسترجاعي، وحبكتها المعقدة وأسلوبها الملتوي.
واخيرا ، كم كنت اتمنى لو كان ايما مترجما كي يدلني على الخلل وسوء الترجمة الذي زعم انه اكتشفه بعد قراءات ثلاث للرواية. ولكي اقطع الشك باليقين استعنت بالعم غوغل وبعض مصادر النشر الاخرى، فتأكد لي أنّ الرجل طارئ تماما على الترجمة ، ولم اجد الى ما يشير أنّه قد ترجم مقالا او كتابا او كراسا، وكل مافي الأمر أنّه معني بكتابات مسرحية وحوارات مع شخصيات أدبية وفنية ومقالات نقدية