ينبري المتحدثون الى الحديث عن الهجرة والغربة عن البلد كانها منحة ومكرمة لا يحظى بها الا المباركون وانها لتستحق المجازفة بالارواح والمال والغالي والنفيس كي يعيش بنو ادم عيشة كريمة في بلاد المهجر ، وشاع في الاونة الاخيرة تطبيل ومديح للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل بعد ان قالت اننا لن نرجع لاجئا يصل الى المانيا ، قالت انها لن ترجع من يصل ولم تقل فتحنا ابواب السماء للعراقيين والسوريين وغيرهم من الشعوب التي تعيش ظروفا استثنائية ، لكن كيف السبيل الى الوصول الى المانيا ، ولماذا لم يتطرق المداحون الى الصور المأساوية التي نشاهدونها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي؟ الم يروا الاطفال والاسر التي ازهقت ارواحها بالطريق الى الهجرة.صحيح ان الظروف صعبة في العراق وفي سوريا وتتحمل الحكومات الجزء الكبير منها لكن لماذا لا نتساءل عن اسباب الازمات التي تمر بها البلاد العربية اليس الغرب سببا فيها؟ واقصد الحكومات لا الشعوب ، اليست اسرائيل وامريكا اللاعبان الابرزان على الساحة ومعهما دول الاستعمار المعروفة بريطانيا وفرنسا وغيرهما؟ لماذا النظر الى نتائج الازمات وليس البحث عن مسبباتها واساسها ومحاولة البحث عن حلول جذرية لها.ومن يعتقد ان العيش في الغربة راحة فهو مخطىء تماما ولاسيما اذا كان ليس من ذوي الخبرات والشهادات العليا ، فذل الغربة ولاسيما لغير المتمكنين ماليا لا توازيها مذلة ، فهناك تخسر كرامتك وشخصيتك وكبرياءك ونفسك ، وحتى من يتربص ويقول انها ضائعة في بلدي فانه متوهم ومتسرع بالحكم وهو غير ملام لكثرة الضغوطات المعيشية وتردي الخدمات وغيرها من الاوضاع المتردية التي نعيشها مجبرين على امل الاصلاح والتغيير وما التظاهرات الجماهيرية الشعبية الا خير دليل على استياء الشعب من الوضع المتردي لكن هل نخرج لنساند التظاهرات الاصلاحية الحقة ام نهرب من الواقع (وكلمن يكول ياروحي)؟