تتبنى الفضائيات العراقية خطابات متباينة، وربما كانت متناقضة في بعض منها، لأنها لم تستطع الابتعاد عن خطاب الجهة السياسية التي تملكها، وترتب على هذا بطبيعة الحال أن تكون القناة لسان حال هذه الجهة أو تلك.
وقد يبدو هذا أمراً طبيعياً لدى السياسيين الذين يتحركون وفق مصالح حزبية، وبرامج خاصة تتعلق بالكتلة التي ينتمون لها، فكانت لعبة التنافس والشد والجذب ماثلة في خطاب هذه القنوات في السنوات الماضية، وتبني وجهة نظر وحيدة تفسر واقع العراق ومستقبله ولا تحيد عنها، الأمر الذي جعل من هذه القنوات مقيدة برؤية أقل ما يقال عنها أنها انتقائية وغير موضوعية، فضلا عن إغفالها للجانب الثقافي والفني اللذين يتطلبان أفقاً واسعاً، لأن منطق الإعلام الحر – كما يفترض به أن
يكون – يتطلب أكثر مما يسمح به رجال السياسة عندنا، وحينها فقط يمكنه أن يدخل في التنافس مع الفضائيات الكثيرة،
ولابد له كذلك من أن يمتلك المقومات المطلوبة، أو ينحسر تأثيره ولايصيب من النجاح الا قدراً يسيراً، مقارنة ببعض الفضائيات التي اجتذبت الملايين من المشاهدين، وبالنظر الى طبيعة الثقافة العربية والعراقية كجزء منها، وماتواجهه هذه الثقافة من إشكاليات يطول الحديث عنها بسبب طابعها
التاريخي والحضاري، فإن وجود قصور في فضائياتها
وما تتبناه من خطاب إعلامي متناقض، سيغدو ولاشك أمراً مفهوماً، إذ لا يمكن للإعلام -أي إعلام – من أن يتبنى خطاباً ما يعكس جوهر الاشكاليات التي تتجلى للمراقب المطلع على خلفيات المظاهر وما تتضمنه من قراءات ثقافية، ولم تخرج الفضائيات العراقية عن هذا الوصف، بل إن الفضائيات العالمية وإعلامها
قد تعرضا للنقد من مفكرين رأوا في ذلك الإعلام
إنعكاساً ومؤشراً لأزمة المجتمعات الغربية، ومحاولات للانحراف به بعيداً عن حقيقة ما تواجهه تلك المجتمعات من أزمات داخلية، وطبيعة سياساتها الخارجية، وكأن الإعلام بأشكاله المتنوعة قد أصبح الوسيلة لإنتاج المعنى أو الوعي المزيف كما أطلق عليه ( ماركوز ) قبل عقود، فهل استطاع الإعلام العربي والعراقي تحديداً من أن يتخطى كونه وسيلة للتواطؤ مع إخفاقات الواقع، وأزماته المتوارية خلف شتى العناوين؟
لقد جسدت القنوات الفضائية العراقية حجم التباينات في الرؤى وطريقة التعامل مع التحديات الماثلة، نلاحظ ذلك من خلال التزام الفضائيات برؤية الجهة السياسية التي
تملكها ولم تحد عنها، فلا غرابة في ان يصبح عدد الذين يشاهدون الفضائيات التي تعرض البرامج
الترفيهية أكبر بما لايقاس بمن يشاهدون البرامج الاخرى،
ولو أجريت إحصائية دقيقة لعدد المتابعين لأي عمل فني مع غيره من البرامج لأدركنا أهمية الجانب الفني، ولعل في مقاطعة معظم الناس للفضائيات التي
تجاهلت معطيات الواقع خير رسالة لو كان لهذه الفضائيات من يهتم فعلاً برأي الناس ومبادئ العمل الإعلامي،
ويسعى الى تقديم رؤية تناسب ما يواجهه العراقيون من مشكلات وتحديات، ويمتلك القدرة على مجاراة الفضائيات التي تستحوذ على اهتمام الملايين من المشاهدين.
وقد يبدو هذا أمراً طبيعياً لدى السياسيين الذين يتحركون وفق مصالح حزبية، وبرامج خاصة تتعلق بالكتلة التي ينتمون لها، فكانت لعبة التنافس والشد والجذب ماثلة في خطاب هذه القنوات في السنوات الماضية، وتبني وجهة نظر وحيدة تفسر واقع العراق ومستقبله ولا تحيد عنها، الأمر الذي جعل من هذه القنوات مقيدة برؤية أقل ما يقال عنها أنها انتقائية وغير موضوعية، فضلا عن إغفالها للجانب الثقافي والفني اللذين يتطلبان أفقاً واسعاً، لأن منطق الإعلام الحر – كما يفترض به أن
يكون – يتطلب أكثر مما يسمح به رجال السياسة عندنا، وحينها فقط يمكنه أن يدخل في التنافس مع الفضائيات الكثيرة،
ولابد له كذلك من أن يمتلك المقومات المطلوبة، أو ينحسر تأثيره ولايصيب من النجاح الا قدراً يسيراً، مقارنة ببعض الفضائيات التي اجتذبت الملايين من المشاهدين، وبالنظر الى طبيعة الثقافة العربية والعراقية كجزء منها، وماتواجهه هذه الثقافة من إشكاليات يطول الحديث عنها بسبب طابعها
التاريخي والحضاري، فإن وجود قصور في فضائياتها
وما تتبناه من خطاب إعلامي متناقض، سيغدو ولاشك أمراً مفهوماً، إذ لا يمكن للإعلام -أي إعلام – من أن يتبنى خطاباً ما يعكس جوهر الاشكاليات التي تتجلى للمراقب المطلع على خلفيات المظاهر وما تتضمنه من قراءات ثقافية، ولم تخرج الفضائيات العراقية عن هذا الوصف، بل إن الفضائيات العالمية وإعلامها
قد تعرضا للنقد من مفكرين رأوا في ذلك الإعلام
إنعكاساً ومؤشراً لأزمة المجتمعات الغربية، ومحاولات للانحراف به بعيداً عن حقيقة ما تواجهه تلك المجتمعات من أزمات داخلية، وطبيعة سياساتها الخارجية، وكأن الإعلام بأشكاله المتنوعة قد أصبح الوسيلة لإنتاج المعنى أو الوعي المزيف كما أطلق عليه ( ماركوز ) قبل عقود، فهل استطاع الإعلام العربي والعراقي تحديداً من أن يتخطى كونه وسيلة للتواطؤ مع إخفاقات الواقع، وأزماته المتوارية خلف شتى العناوين؟
لقد جسدت القنوات الفضائية العراقية حجم التباينات في الرؤى وطريقة التعامل مع التحديات الماثلة، نلاحظ ذلك من خلال التزام الفضائيات برؤية الجهة السياسية التي
تملكها ولم تحد عنها، فلا غرابة في ان يصبح عدد الذين يشاهدون الفضائيات التي تعرض البرامج
الترفيهية أكبر بما لايقاس بمن يشاهدون البرامج الاخرى،
ولو أجريت إحصائية دقيقة لعدد المتابعين لأي عمل فني مع غيره من البرامج لأدركنا أهمية الجانب الفني، ولعل في مقاطعة معظم الناس للفضائيات التي
تجاهلت معطيات الواقع خير رسالة لو كان لهذه الفضائيات من يهتم فعلاً برأي الناس ومبادئ العمل الإعلامي،
ويسعى الى تقديم رؤية تناسب ما يواجهه العراقيون من مشكلات وتحديات، ويمتلك القدرة على مجاراة الفضائيات التي تستحوذ على اهتمام الملايين من المشاهدين.