حربنا مع داعش ذات أوجه متعددة ومستويات مختلفة أسخنها الوجه العسكري الذي يستهدف حصرا قتل الدواعش. لا خيار سوى ذلك. فقد اختزل الدواعش معركتهم معنا بالقتل. فهم لا يدعوننا الى دينهم ولا يحاججوننا في ديننا. ولا يرغبون في ان يخوضوا حوارا دينيا او فكريا معنا. كما انهم لا يرغبون في ان يجلسوا على طاولة مفاوضات معنا للتوصل الى تسوية سياسية ما. نحن وهم اما قاتل أو مقتول. داعش ينطلق من منظومة فكرية تعلن صراحة الحرب على العالم. هذه هي المنظومة الفكرية الوهابية التي يشكل داعش ذراعها العسكري الضارب.وعلى العالم ان يرد على هذا بإعلان تجريم وتحريم الوهابية فضلا عن شن الحرب العسكرية على داعش. في معركتنا المصيرية ضد داعش الذراع العسكري للوهابية لا بد من تفكيك المنظومة الفكرية والفقهية الوهابية. داعش ينشط عسكريا في بلاد يقطنها مسلمون. وهو يجند في هذه الحرب شبابا تعرضوا الى غسيل دماغ بشع جعل منهم قتلة محترفين. الفقه الداعشي الوهابي لا ينتمي الى الاسلام. بل هو انحراف خطير عن الاسلام.
رب الاسلام يحب الناس ويفتح أبواب الرحمة الإلهية أمامهم. هذا هو الله «يلتمس اية مناسبة ليمطر الناس برحمته ويعلن انه يحبهم قبل ان يحبوه»، كما يلاحظ المفكر عبد الجبار الرفاعي. لكن الداعشي يكره الناس ويتقرب الى ربه المزيف بقتلهم. لا يقرآ الداعشي القرآن الكريم؛ لان هذا الكتاب كتاب هداية ورحمة وحب وسلام. وهذه مفردات لا تروق للداعشي فيحفظ نصوصا بعد اقتطاعها من سياقها لتصبح بين يديه أوامر بالقتل والذبح وقطع الرؤوس. المقاتلون من ابناء شعبنا يحملون السلاح ويقتلون الدواعش ويطهرون الارض التي دنسها الدواعش. في المقابل يتعين على حملة القلم وأصحاب الفكر وارباب العلم الديني الاسلامي ان يشنوا حربا فكرية لا هوادة فيها ضد الوهابية الداعشية وبيان فسادها وانحرافها عن الاسلام وارتداد المؤمنين بها من الذين كانوا مسلمين بحكم الولادة من أبوين مسلمين.
قلت في مقال سابق ان السعودية تعاني من الوهابية ما نعانيه نحن. فقد انقلبت الداعشية الوهابية على السعودية وأعلنت انها تريد السيطرة على مكة والمدينة وإخراجهما من سلطة السعودية. على السعودية ان ترد بإغلاق حقول التفريخ والتفقيس الداعشية الموجودة في السعودية باسم الوهابية. تجفيف منابع الوهابية في السعودية خطوة مهمة لضرب ذراعها العسكري الذي يضرب في سوريا والعراق ولبنان وليبيا وفرنسا وغيرها من البلدان.