عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

إنَهّم طلاّب مدرسةٍ واحدة بقلم: حسين الصدر

المقالات 22 نوفمبر 2015 0 184
إنَهّم طلاّب مدرسةٍ واحدة  بقلم: حسين الصدر
+ = -

 

1 –
قرأت في الاخبار:
انّ عجوزاً نمساوية بلغت من الكِبَرِ عتيّا (ناهز عمرُها 85 عاماً) عَمَدَتْ الى تمزيق كلَّ ما لديها من الأوراق النقدية وإتلافها، ولم تكن تلك الاوراق النقدية بالقليلة.
انها لامست سقف (المليون يورو) – كانت تحديداً 950 ألف يورو-.
والسؤال الآن:
لماذا قامت هذه العجوز – التي تم التحفظ على هويتها – بتمزيق تلك الكميّة الضخمة من الاوراق النقدية؟
هل كانت مجنونة مثلا؟ أم أنّ وراء العملية سرّاً معيّناً؟
والجواب: انها قامت بتمزيق الاوراق النقدية قبل أنْ تموت وهي في احدى دُور المسنين.
إنّ وجودها في دار المسنين يشي بأنّ أقرب الناس إليها كانوا قد تخلوا عن رعايتها، مما اضطرها الى اللجوء الى دار المسنين. ومن حقها أنْ تتألم
وتتأثر بما لاقَتْهُ من أقربائها من الجفاء وقلة الاهتمام.
ومن هنا:
قررتْ حرمانهم من الميراث، وأرادتْ أنْ يلعقوا كأس الحرمان مما كانت تملكه من الأموال.
لقد وجدها القائمون على دار
المسنين جُثةً هامدة على الفراش، محاطة بالاوراق النقدية الممزقة، والمستندات
المصرفية الممزقة ايضا!!.

– 2 –
ولعلّ الكثيرين يستغربون مما قامت به المرأة العجوز ويقولون:
لماذا لم تُوصِ بهذه الأموال الى
بعض الجمعيات الخيرية والانسانية مثلاً؟

والجواب:
انها أرادت الانتقام ممن أهمل رعايتها، وتخلّى عنهــا وهي في أمس الحاجــة الى الرعاية.

– 3 –
وليست العجوز النمساوية المُسِنَّة بفريدة في هذا الباب، وانما هي من مدرسةٍ ليستْ بقليلة الطلاّب.
إنّ ناهبي المال العام في العراق الجديد، هم ايضا من هذه المدرسة. لقد اضافوا الى جرائمهم النكراء في اختلاس المال العام، وعقد الصفقات الوهمية، وقبض العمولات الكبيرة، جريمة تهريب هذه الأموال الى خارج العراق.
ومعنى ذلك:
انهم أرادوا الانتقام من العراق والعراقيين، حيث لم يُقدموا على تأسيس المشاريع ذات النفع العام، ولم يفكروا على الاطلاق، بأيَّ لونٍ من ألوان الاستثمار الايجابي داخل الوطن.انهم أصحاب أعمال سوداءٍ، وقلوب قاسية حالكة السواد.

– 4 –
لقد سمعت الراحل الدكتور أحمد الجلبي يقول:
انّ هناك 10 ترليون و 880 مليار دينار حصلت عليها احدى الجهات خلال 3 سنوات فقط من خلال تعاطيها شراء الدولار من البنك المركزي العراقي ..!!
هذا مثال واحد من امثلة لا تُعدّ ولا تحصى على ما جرى من تلاعب ونهب للثروة الوطنية.انّ على هيئة النزاهة المسارعة الى تدقيق ما أحيل اليها من ملفات خطيرة، واحالتها الى القضاء ليباشر عمله في محاكمة المفسدين وانتزاع ما نهبوه من الثروة الوطنية، مدعوماً من قبل الشعب العراقي والمرجعية الدينية العليا وهو ما يترقبهُ الجميع ببالغ اللهفة.
وهذا هو الطريق الحقيقي لسد العجز المالي وتجاوز المآزق المالية الراهنة.
وواهمٌ من يتصور أنّ فساداً ماليا بهذا الحجم يمكن أنْ يكون محلاً للتساهل أو النسيان من قبل المواطنين العراقيين. 

 

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار