
دعت مستشارية الامن الوطني الى دمج التخطيط الأمني بالمعلوماتي في مجابهة عصابات «داعش» اعلامياً، وفي حين شدد التحالف الدولي على ضرورة أن يبرز الاعلام صورة واضحة لانتصارات القوات العراقية الكبيرة، كشفت وزارة الدفاع عن تشكيل لجنة «العمليات النفسية والاعلامية».
مستشار الامن الوطني صفاء الشيخ أوضح، في كلمته خلال المؤتمر الدولي العسكري للعمليات النفسية لمكافحة اعلام داعش الإرهابي حضرته «الصباح»، ان «التأمل في محاربة داعش نفسيا ومعلوماتيا يدعونا الى التفكير في دمج التخطيط الأمني والمعلوماتي للتعرض الى اعلام عصابات داعش الإرهابية المعلوماتية»، لافتاً إلى أن «عصابات داعش الإرهابية تفوقت معلوماتيا لمجموعة من الأسباب منها ان الدول لم تعط اهتماما للحرب النفسية، حيث انه كان هناك فراغ شبه كامل في هذا الجانب».
خلية للتواصل الجماهيري
ودعا الشيخ الى «تشكيل خلية للتواصل الجماهيري في جميع مؤسسات الدولة لمكافحة الإرهاب»، مبينا ان «داعش نجح في بيئة الانترنت وان الإجراءات الدولية المتخذة لحرمانهم منه كانت فقيرة».
وتابع مستشار الأمن الوطني ان «هذه العصابات استفادت من الشائعات التي تروجها لبث روح اليأس والإحباط لدعم وخدمة عملياتها الإرهابية التي تعتمدها في الحرب النفسية»، مبينا انها «اعتمدت على اتباعها المرشحين لاستقطاب الجمهور من خلال نشر رسالتهم الإعلامية على محاور مختلفة لتغرير الذين يعانون من التطرف بالرفاه والخير والعدل وتحقيق احلامهم ومتطلباتهم».
وأضاف الشيخ ان «الفكر الداعشي ينشر العداوة بين الديانات الأخرى وإظهار المسلمين غير المؤمنين بكفره بصورة ناهب للخيرات ما يعطي صورة ثنائية عن العالم وفق نظرية من ليس معنا فهو ضدنا»، لافتا الى «الإصدارات الداعشية المختصة في القتل ورفع روح الانتقام بين اتباعهم».
وختم الشيخ ان «الدواعش يستخدمون الانترنت وسيلة رئيسة في إيصال رسائلهم البشعة»، مشددا على ضرورة ان «يتناول المؤتمر كل ما يشمل التعليم الديني المتطرف ويعتمد على الطائفية والعرقية».
العمليات النفسية والاعلامية
بدوره، اعلن المتحدث المدني لوزارة الدفاع نصير نوري عن تشكيل لجنة (العمليات النفسية والاعلامية) لتعزيز الجهد النفسي للقوات العسكرية.
وقال نوري، في كلمته بالمؤتمر، ان «ارادة القتال بعثت من جديد واصبحت قوات الجيش العراقي هي المبادرة بشن الهجوم وبالتالي احباط هجمات الدواعش والانتقال الى مرحلة الهجوم الاستراتيجي الذي اثمر بشكل كبير وبنسب واقعية على سطح الارض عن انحسار تمدد داعش داخل أراضينا»، مؤكداً ان «هناك جهداً متكاملاً في منطقة بيجي باتجاه الشرقاط، ومعركة الرمادي بات حسمها قريبا، وبالتالي كان لدور الجهد النفسي والمعنويات اثر كبير في هذا المجال».واوضح نوري ان «الحرب ضد داعش هي حرب في مجال الاعلام، والحرب النفسية حرب احترازية، والوضع في مؤسسات الدولة يفتقر الى حد بعيد الى خبرات نفسية متكاملة بعد ان فقدنا رصيد الجيش العراقي السابق من الاطباء والمتخصصين النفسيين، وكانت هناك محاولة لترميم هذا الجهد النفسي»، مبيناً أن «مبادرة وزارة الدفاع وبدعم من وزيرها خالد العبيدي بتشكيل لجنة تسمى لجنة العمليات النفسية والاعلامية في الوزارة ضمت مجموعة من الخبراء المتخصصين من خارج وزارة الدفاع وعدد من ملاكها لدعم المجرى النفسي لهذه الوزارة ضمت تخصصات مختلفة من اساتذة في مجال العلاقات الدولية والاعلام والطب النفسي من جامعة بغداد، اضافة الى بعض الشخصيات الاعلامية المرموقة ذات التأثير في المجال الاعلامي، كلها انتظمت بلجنة ارتبطت بوزير الدفاع والتي بدورها ترفع المشورة له بهذا الخصوص».
دور الإعلام في إبراز الانتصار
في حين شدد نائب قائد قوات التحالف الدولي في مجال التدريب الجنرال شلاميرس، على ضرورة ابراز الاعلام صورة واضحة لانتصارات وعمليات القوات العراقية الكبيرة، مبينا ان «القوات العراقية عادلة في التعامل مع من تضرر من الارهاب، لكن الاعلام لا ينشر صورة واضحة عنها».
وذكر شلاميرس، في كلمة ألقاها بالمؤتمر الذي نظمته مستشارية الامن الوطني في مركز النهرين للدراسات الستراتيجية ببغداد، «أقف ممثلا عن 63 دولة، ونحن موحدون لدعم القوات العراقية في محاربتها وحشية الدواعش»، مؤكدا ان «قوات الجيش والشرطة العراقية تقوم بعمليات كبيرة، وبرحابة صدر وعدالة ومراعاة العراقيين الذين ضحوا وتأذوا من ظلم الدواعش لكن هذه الصورة غير واضحة في الاعلام».
واضاف ان «المؤتمر الثاني يظهر لكم التغيير والتقدم اللذين حصلا»، مشددا على اهمية ابراز النجاحات التي قام بها العراقيون بمساعدة التحالف للاعلام».
واكد ان «التحالف يدعم العراقيين في توضيح وابراز النجاحات واثبات ان الدواعش في خسارة مستمرة»، منبها على ان «اعلامنا يتمركز على الحقائق واعلام الدواعش يعتمد على الاكاذيب ويجب ان تنشر هذه الحقائق بسرعة».
تطابق وجهات النظر
وعلى هامش المؤتمر الذي شاركت فيه أكثر من عشرين دولة وحضره عدد من المتخصصين في الحرب النفسية وسبل مكافحتها، قال الناطق الرسمي للتحالف الدولي، في حديث لـ {الصباح»: ان «مشاركتنا في هذا المؤتمر جاءت لمقاربة وجهات النظر مع القادة العراقيين لمحاربة عصابات داعش الارهابية»، موضحاً أن «المؤتمر أثبت تطابق وجهات النظر بين العراقيين وقوات التحالف ليس فقط في سبيل هزيمة داعش ولكن في هزيمة افكاره المتطرفة».
فيما بين الناطق الرسمي لعمليات بغداد سعد معن، لـ {الصباح»، ان «توقيت ومكان عقد المؤتمر يؤكدان ان العراق هو رأس الحربة في الحرب العالمية ضد الارهاب»، مؤكداً أن «المجتمع الدولي يؤيد العراق ويدعمه لمحاربة داعش الارهابي».
وأضاف معن ان «العراق يمتلك الخبرة الميدانية والاكاديمية الكافيتين اللتين بامتزاجهما سيكون النتاج واضحا في نهاية حتمية للإرهاب».