عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

أسعار النفط.. و«الموت السريري» لـ أوبك! بقلم: عاصم جهاد

المقالات 17 ديسمبر 2015 0 213
أسعار النفط.. و«الموت السريري» لـ أوبك!  بقلم: عاصم جهاد
+ = -

تعيش السوق النفطية العالمية حالة من القلق والإرباك والاضطراب والترقب بعد تراجع كـبـير فـي أسـعار النـفط الـى مـسـتويـات دون الأربـعـيـن دولاراً للـبـرمـيـل الـواحـد.
ربما كانت بعض الدول تتنظر بصيص أمل من الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» الذي عُقد مؤخراً في العاصمة النمساوية «فيينا» لإنعاش أسعار النفط من جديد الى مستويات أفضل، لكن عدم اتفاق أعضاء المنظمة على تخفيض مستوى سقف إنتاجهم الى ما دون الـ 30 مليون برميل يومياً والإبقاء على المستويات الحالية التي تتجاوز 31 مليوناً و500 ألف برميل في اليوم حال دون ذلك.
ويبدو أن التبريرات التي تسوقها بعض الدول التي تتصدر قائمة الإنتاج النفطي لـ «أوبك» في الدفاع عن قرارات الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية ومنها تقويض إنتاج النفط الصخري في مناطق أخرى من العالم أو عدم تنازل «أوبك»عن حصصها في الأسواق العالمية للدول المنتجة من خارج «أوبك» باتت غير مقنعة للخبراء والمعنيين بشؤون النفط والطاقة لأن الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الدول المنتجة للنفط من داخل المنظمة وصلت الى أرقام خيالية.. لا تتناسب وحجم «التضحيات» التي تقدمها دول المنظمة في هذا الإطار!.
وإذا ما رجعنا في التاريخ الى عامي 1973 – 1974 نجد أن «أوبك» نجحت في غضون عام واحد في زيادة أسعار النفط بنسبة 50 بالمئة بعد قرار جماعي بخفض الإنتاج، كذلك حصل الأمر نفسه في المدة المحصورة بين عامي 1979 و1981.
من المستغرب أن تقف المنظمة اليوم عاجزة أمام التحديات والظروف التي أحاطت بالسوق النفطية التي أعقبت «الأزمة الاقتصادية» التي ضربت العالم، وأمام إصرار «شيوخ النفط» لم تحاول «أوبك» اتخاذ قرار جريء في الاجتماعات السابقة بخفض الإنتاج ولو لمرة واحدة، وبذلك أسهمت من حيث تدري أو لا تدري في انهيار أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية أكثر فأكثر.. ما أضر باقتصاديات الدول الأعضاء في المنظمة، وهذا يتناقض مع مبادئ «أوبك» عند التأسيس والتي نصت على أن أهم أهداف المنظمة الحفاظ على مصالح الأعضاء!.
واليوم «أوبك» في مفترق طرق، بعد أن دخلت مرحلة «الموت السريري» جراء خسارة قوتها كعامل مؤثر في السوق النفطية بعد فشلها في معالجة الأزمات السابقة وفقدانها لبوصلة القراءة الصحيحة لواقع الخام العالمي، فضلاً عن التحكم بأسعار النفط العالمية، وهذه نتيجة طبيعية تجنيها «أوبك» اليوم بفضل تزمت بعض الأعضاء ووقوفهم حائلاً دون اتخاذ قرارات حكيمة كانت ستصب في مصلحة الجميع!.

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار