عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

صوت العقل والحكمة

المقالات 12 مارس 2016 0 170
صوت العقل والحكمة
+ = -

 

 

20 مشاهدة آخر تحديث : السبت 12 مارس 2016 – 8:03 صباحًا

 

محمد عبد الجبار الشبوط الشعب الواعي يدعم حكومته في اجراءاتها الإصلاحية. الشعب يطالب بالإصلاح. الحكومة تطرح برنامجا إصلاحيا شاملا. من الحالات النادرة ان تتوافق إرادة الشعب مع  نهج الحكومة الإصلاحي بالشكل الذي نراه متحققا في العراق. لا يجوز ان ننسى ان الحكومة الحالية تشكلت بالأصل على اساس برنامج إصلاحي وافق عليه البرلمان. وفي حينها قلت انها المرة الاولى التي تقدم فيها حكومة عراقية برنامج عمل متكامل و بمضمون  إصلاحي يشمل مختلف مجالات الحياة والمجتمع. وفي حينها وضعت شبكة الاعلام العراقي خطة إعلامية للترويج للبرنامج الحكومي على مدى عام كامل وقد تم إنجاز هذه الخطة بمختلف مفرداتها. واليوم يطرح رئيس مجلس الوزراء وثيقته الإصلاحية لتشكيل حكومة تكنوقراط بعد ان دعا قبل أكثر من شهر الى اجراء تعديل وزاري جوهري. والوثيقة كتبت بلغة علمية تجعلها الاولى من نوعها في تاريخ الحكومات العراقية. فقد وضعت الوثيقة منهجا علنيا لتقويم الوزراء والوزارات يعتمد على الارقام والمعايير العلمية المتبعة عالميا بشكل يحد من الذاتية بدرجة كبيرة. هذا هو النهج الإصلاحي القائم على أساس العلم الحديث. في مرات كثيرة جعلت العلم الحديث الركيزة الخامسة من ركائز الدولة المدنية الحديثة اضافة الى المواطنة والديمقراطية والمؤسسات والقانون.  الدولة الان تسير بهذا الاتجاه. ومن هنا اقول ان الشعب الواعي المطالب بالإصلاح يجب ان يدعم حكومته التي تتبنى نهجا إصلاحيا علميا في إطار الدولة ومؤسساتها الدستورية وشرعيتها الديمقراطية. وهذا هو الطريق الى الإصلاح؛ الطريق الذي يوصل الى الإصلاح فعلا ولا يهدر الطاقات ولا يعرض الدولة الى الاخطار. اي طريق غير هذا لا يؤدي الى شيء. لا يتحقق الإصلاح من خلال اسقاط هيبة الدولة وسلطتها الشرعية. ولا يتحقق الإصلاح من خلال انتهاك القوانين. ولا يتحقق الإصلاح من خلال حمل السلاح غير المرخص. ولا يتحقق الإصلاح من خلال مخالفة تعليمات الدولة وأنظمتها. ولا يتحقق الإصلاح من خلال الاضرار بمصالح الناس. ولا يتحقق الإصلاح من خلال الخروج على الشرعية. ولا يتحقق الإصلاح من خلال تجاوز مؤسسات الدولة الدستورية. ولا يتحقق الإصلاح من خلال اشاعة الفوضى وتدمير النظام العام في المجتمع. النهج الإصلاحي يحتاج الى دعم الشعب وتأييده والالتفاف حوله. يستطيع ابناء الشعب التعبير عن تأييدهم للخطوات الإصلاحية بمختلف الطرق والوسائل ومنها التظاهر السلمي المنضبط والمرخص وفي الأماكن المحددة.  ويستطيع ابناء الشعب دعم الخطة الإصلاحية من خلال الانخراط فيها والانغماس في الاعمال والنشاطات التي تتطلبها. كما يستطيع ابناء الشعب دعم الخطة الإصلاحية من خلال التفرغ للعمل الجاد المنتج كل في مجاله وموقعه في الدولة والمجتمع. أطلقت الدولة الان ثورة مركبة ضد الفساد والفقر ومن اجل الإصلاح. وعلى الشعب الواعي ان يدرك ذلك ويدعمه.هذا هو صوت العقل والحكمة والمصلحة العليا.

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار