عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

عقدة طائفية

المقالات 12 مارس 2016 0 229
عقدة طائفية
+ = -

 

 

20 مشاهدة آخر تحديث : السبت 12 مارس 2016 – 8:01 صباحًا

 

نشوان محمد حسين لا يبدو أن الأحداث في المنطقة تسير لصالح السعودية وحلفائها، فالأميركيون والروس – ومن خلفهم الأوروبيون- اقتربوا كثيرا من الاتفاق على مستقبل سوريا والعراق وربما اتفقوا بخطوط عريضة أخرى على دور اللاعبين الإقليميين في المنطقة. الروس استطاعوا بخطواتهم السياسية والعسكرية إقناع الغرب بأن التعاون معهم أفضل من التعاون مع دول الخليج وتركيا، كما إن الغرب يرى من جهته أن دول الخليج وتركيا قد أدوا ما هو مناسب وأن دورهم يجب أن ينتهي في هذه المرحلة. الأتراك أدركوا هذا مبكرا بل وأدركوا خطورة السيناريوهات القادمة التي ستكون أرضهم مسرحا لها خصوصا فيما يتعلق بالحلقة الكردية وان كل ما جنوه من الأزمة السورية والعراقية سيدفعون أضعاف ثمنه. الخليج بريادته السعودية تأكد انه تعرض للخذلان وربما للخدعة منذ أن رفضت أميركا التدخل العسكري ضد نظام الأسد قبل أكثر من سنتين وازداد يقينها بذلك بعد الاتفاق النووي الغربي مع غريمتها إيران ورفع العقوبات.. فلم يكن أمامها سوى تصعيد الموقف في سوريا لمحاولة تجاوز كل الخلافات مع شريكتها بالخسارة تركيا فقامت بتشكيل تحالف إسلامي ضد داعش ولكنه خال من العراق وسوريا وإيران!! قبل أن ترسل طائراتها إلى قاعدة انجرليك التركية وتتحدث عن تدخل بري في سوريا. ولكن الغرب تحفظ على هذه الخطوة الارتجالية كونه كان يسير في طريق آخر مع الجانب الروسي والإيراني يوصل إلى الهدنة التي تضمنت وقفا لإطلاق النار في سوريا.. هدنة قضت على الأحلام البرية السعودية خصوصا حين استثنت من الهدنة ذراعها الداعشي و النصروي في سوريا فاستمرت الطائرات الروسية والجيش العربي السوري في سحقهم ولم يبق أمام حليفتها تركيا سوى قصف المدنين الكرد على طول الحدود، في حين عادت السعودية إلى استكمال الحرب الكلامية والإعلامية من منصات المؤتمرات، حيث سبق وأن قطعت علاقاتها الدبلوماسية بإيران ولكنها أعادتها مع العراق.. ومع تزايد قلقها من عدم حسم حربها في اليمن ركزت من جديد على تصعيد المواقف الطائفية في المنطقة وذلك بغية خلط اكبر عدد من الأوراق لتحقيق مكاسب داخلية كانت آخرها إصدارها لقرار عبر مجلس التعاون الخليجي ووزراء داخلية الجامعة العربية يعتبر حزب الله اللبناني منظمة إرهابية. وإذا ما توقفنا قليلا أمام هذا القرار فسنجد أن السعودية باتت تعي جيدا أن ليس أمامها سوى إقناع الرأي السعودي والعربي بأن إيران والشيعة هم سبب كل الحروب وان هذه الحروب لا تستهدف سوى السنة وفي الوقت ذاته تقدم نفسها كراعية وحامية للسنة من أجل كسب داخلي وخارجي اسلامي في ظل حكم عائلي ديكتاتوري جاء للسلطة على حساب مجازر بحق أهل السنة وبعد أن أقصى كل النظراء الدينين والعشائريين ليحكم بقبضة من حديد لأكثر من تسعين سنة دون أية حريات سياسية أو حتى مدنية.. كما إن السعودية بهذه القرار تعمل على كسب أكثر لود «إسرائيل» فكل قراراتها تصب في مصلحة الأخيرة التي لا يستطيع احد أن ينكر التحالف السري بينهما، ومثلما كانت السعودية تساعد «إسرائيل» على هزيمة عبد الناصر هي اليوم تعمل الشيء ذاته ضد حزب الله.. ولا أريد هنا أن أتكلم عن التنظيمات الإرهابية من قاعدة وداعش التي أخذت دستورها التكفيري ودولاراتها من تحت العباءة السعودية ولكن سأكتفي بالإشارة إلى إن كل هذه التنظيمات «الإسلامية!» حرقت الكثير من البلدان الإسلامية برصاصها وبأجسادها المفخخة ولم تطلق حتى الآن رصاصة واحدة لأجل فلسطين.

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار