العمارة – شيماء رشيد يواجه إدراج الاهوار في لائحة التراث العالمي عدداً من التحديات ابرزها الحصة المائية والضغوطات السياسية، إذ ان اتفاقية التراث العالمية التي تضم اكثر من 189 دولة ستكون ملزمة بحماية ما يتم ادراجه ضمن هذه اللائحة، وبذلك ستكون الدول المجاورة للعراق ملزمة بتوفير الحصص المائية الكافية لانعاش الاهوار وديمومة بقائها، فبعد ان أعيدت الحياة للأهوار التي حاول النظام السابق تجفيفها في ثمانينيات القرن الماضي، فانها تنكمش ثانية بسبب الجفاف وشح المياه المتأتي عن قيام الدول المجاورة للعراق ببناء السدود على نهري دجلة والفرات وروافدهما. وبشأن ما تواجهه الأهوار من تحديات تمثلت بالتجفيف في عهد النظام البائد إلى الجفاف الذي تعانيه الآن، قال النائب الاول لمحافظ ميسان جاسب كاظم الحجامي ان الاهوار شهدت نوعاً من الازدهار بعد عقود من الظلم الذي لحق بها، مشيرا الى أن إدراجها على لائحة التراث العالمي يواجه عدداً من التحديات. وأوضح الحجامي، في حديث لـ»الصباح»، ان الاهوار اليوم تواجه العديد من الصعاب أبرزها الحصة المائية التي قلت بسبب سياسات الدول المجاورة، مؤكداً الحاجة الى سياسة مائية من اجل تامين حصة كافية لانعاش الأهوار. واضاف الحجامي ان السنة الماضية حصل فيها جفاف للاهوار بسبب قلة المياه التي تصل اليها، داعيا الحكومة الاتحادية الى زيادة الإيرادات المائية، لان الإيرادات الحالية لا تكفي المحافظات إذ لا توجد موازنة بين المحافظات في توزيع المياه. وشدد الحجامي على ضرورة رسم سياسة مائية حقيقية بدءا من شمال العراق الى جنوبه، إذ ان هناك محافظة تتوفر لها حصة مائية تكفي لزراعة آلاف الدوانم ومحافظة اخرى تشح فيها المياه، مبينا ان محافظة ميسان لا تحتاج الى سدود فان فيها ناظم العمارة وناظم قلعة صالح لكن حصتها من المياه شحيحة. الحجامي دعا الحكومة الاتحادية الى التحرك دبلوماسيا على سفارات الدول للضغط وحشد التأييد لادراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي، معربا عن مخاوفه من دول الجوار المتشاطئة مع العراق لان نجاح التصويت على ادراج الاهوار في لائحة التراث العالمي سيلزم هذه الدول بحصص مائية لا ترغب بتوفيرها. وتساءل النائب الاول لمحافظ ميسان عمن سيمثل العراق في مؤتمر اليونسكو الذي سيعقد في اسطنبول هل سيكون من الحكومة المحلية أو الاتحادية؟، داعيا الى ان يكون هناك تمثيل كبير في هذا المؤتمر بأن يترأس الوفد رئيس الجمهورية او رئيس مجلس النواب او رئيس الوزراء ليكون تمثيل العراق حقيقياً. ووجه الحجامي عتباً شديدا على الإعلام الذي لم يعط لهذا الموضوع الحيوي الأهمية التي يستحقها ولم ينجح بتحريك الرأي العام إلا بشكل محدود، مؤكدا أن ادراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي بحاجة الى «ثورة اعلامية» تسهم فيها جميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة لإيصال الرسالة إلى الدول الأعضاء التي ستصوت على الملف. يذكر ان مؤتمرا سيعقد في أسطنبول في 14 من تموز المقبل للتصويت على ملف الاهوار وادراجها ضمن المواقع الاثارية في العالم لما تمثله هذه المناطق الرطبة من اهمية كبيرة في التنوع الاحيائي والبيئي. وكانت منطقة الاهوار تغطي تاريخيا مساحة تتجاوز الـ 15 الف كيلومتر مربع، وبعد ان تقلصت في العصور الحديثة الى حوالي تسعة آلاف كم مربع، تقلصت مرة أخرى بشكل كبير بعد ان نفذ نظام صدام خطة لتجفيفها بحيث أصبحت لا تتجاوز 760 كيلومترا مربعا فقط.
