بغداد – شيماء رشيد
بينت أوساط سياسية ان الرسائل التي بعثها رئيس مجلس الوزراء الى زعماء دول المنطقة هي لكشف حقيقة سير معارك تحرير الفلوجة من عصابات داعش الارهابية.حيث تداولت الكثير من وسائل الاعلام أخبارا وقصصا ملفقة مبالغا بها عن وجود انتهاكات وتجاوزات طالت مدنيين نزحوا جراء اشتداد المعركة التي انطلقت في الـ 23 من آيار الماضي.وكان العبادي قد أوفد كلا من وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ووزير الدفاع خالد العبيدي ووزير التخطيط سلمان الجميلي في الأيام القليلة الماضية إلى كل من مصر والأردن والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين والسعودية وسلموا زعماء ورؤساء هذه البلدان رسالة منه تضمنت شرحاً عن بعض القضايا الميدانية، ومنها إنقاذ المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا في قضاء الفلوجة، وكيف رعتهم القوات المسلحة العراقـية وأمنت حقوقهم المدنية، والابتعاد عن أي حالة ارتجال، مع الأخذ بنظر الاعتبار إصرار الدواعش على جعل المواطنين المدنيين دروعاً بشرية.
محيط العراق الإقليمي
النائب عن كتلة المواطن النيابية حبيب الطرفي أكد ان هنالك الكثير من المواقف التي يجب ان يطلع عليها محيط العراق الإقليمي والإسلامي كي يقف معه في محنته جراء محاربة عصابات داعش والذود عن حمى العراق وجواره من تطرف كل قوى الشر.
وقال الطرفي لـ «الصباح»: يجب ان يوضع العالم ومحيطنا الإقليمي في الصورة، حيث ان جميع العراقيين بكافة طوائفهم يقاتلون الإرهاب، وقد توحد العراقيون في معركتهم هذه ضد كل مخططات هذا العدو اللعين بكل ما فيه من شر.
وأضاف: انه من غير الممكن لدولة بهذا الوضع وصاحبة تجربة كبيرة وجيشها من أروع الجيوش ان تكون علاقاتها غير جيدة مع محيطها الاقليمي جراء سياسات النظام المباد برغم انها تقاتل نيابة عن الشرفاء في كل العالم.
وبين الطرفي ان الرسائل التي أرسلت إلى جميع الدول تضمنت ضرورة ان تتحمل هذه الدول مسؤوليتها في دعم العراق ماليا ولوجستيا، لاسيما ان العراق يعاني من أزمات عديدة منها أزمة النازحين و الأزمة المالية، مشيراً إلى ان عددا كبيرا من هؤلاء القتلة من عناصر عصابات داعش هم من الدول الاسلامية والمجاورة لذلك هنالك مسؤوليات تلقى على عاتق هذه الدول والتي زارها مبعوثو العبادي كي يطلعوا بشكل دقيق على ما يجري في العراق.
اعلام الدواعش أخطر من مسلحيه
وتابع: لا تخلو الرسائل من شرح لتفاصيل معارك الفلوجة خاصة وان الكثير من وسائل الاعلام الداعشية التي هي أخطر من عصاباته المسلحة على العراق ومنها قناة الجزيرة والعربية تبث من دول عربية وبلسان عربي وتحتاج الى ان تتخذ بحقها مواقف لردع حقدها وصفراوية سمومها التي تبثها بين متلقيها.
بدوره، بين النائب عن دولة القانون علي العلاق ان رسائل العبادي إلى زعماء دول المنطقة هي للتطمين عن ان معارك تحرير أرضنا المغتصبة ومنها مدينة الفلوجة تسير على وفق أفضل مبادئ المهنية العسكرية وتراعي كل حقوق المدنيين. وذكر العلاق في تصريح صحفي له: «ان هذه الرسائل هي لتطمين دول المنطقة على ان معركة الفلوجة بعيدة عن الطائفية وذات أبعاد وطنية لتخليص وانقاذ الأهالي في الفلوجة من ظلم وارهاب الدواعش».
الرد على الهجمة الاعلامية
وأضاف: أن الرسائل بلا شك رد على الحملة والهجمة الاعلامية المضادة على العراق ومحاولة شق الصف الوطني، مشيراً إلى ان الرسائل هي لوضع الرؤساء والملوك العرب في صورة الأحداث الجارية في عملية تحرير الفلوجة والاهداف الوطنية والانسانية التي عادة ما تقف وراء هذه العمليات وأولها انقاذ اهالي تلك المحافظات المنكوبة وتخليص العراق من الدواعش كما انها دعوة لتطويــر وتحســين العلاقات بـين العراق وهذه الدول». وكان المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي كشف في وقت سابق عن ان الرسائل أكدت اهمية دعم هذه الدول للعراق في اغاثة النازحين واعادة الاستقرار لمدنهم بعد تحريرها وتوضيح الموقف بشكل كامل في ما يتعلق بما يثار من وجود تجاوزات او انتهاكات كونها حالات ليست منهجية وانما تعبر عن سلوك فردي ان وجدت، مقابل المئات من حالات الايثار والبطولة التي قدمتها القوات المسلحة في تحرير المدنيين والتعامل معهم.
