عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

الموصليون ينتظرون الخلاص بتحرير محافظتهم

الامن 12 يونيو 2016 0 149
الموصليون ينتظرون الخلاص بتحرير محافظتهم
+ = -

 

 

 

 

الموصل ـ شروق ماهر مرت أمس الذكرى الثانية ليوم سيطرة عصابات داعش على الموصل حيث أذاقت عناصره الاجرامية الأهالي اسوأ أنواع القسوة والوحشية خلال توليهم مقاليد ادارة المدينة. محافظة نينوى هي ثاني أكبر مدن العراق وأبرزها من حيث التنوع الديني والمذهبي والقومي، يقطنها اكثر من مليوني نسمة، وخلال العامين المنصرمين مارست قوى الظلام شتى صنوف الظلم ولم تنج حتى صروح المدينة الدينية والمعمارية والحضارية من وحشيتهم بذرائع وحجج مختلفة.

تدمير الجوامع الأثرية فقد اقدموا على تدمير جوامع النبي يونس والنبي شيت والنبي جرجيس فضلا عن تدمير عشرات المزارات الدينية التي تعود لأولياء مسلمين ومسيحيين وديانات أخرى، واستولوا على محتوياتها، ودمروا معالم نينوى المعمارية والحضارية مثل متحف الموصل ومدينة النمرود ومدينة الحضر وبوابة نركال وقصر سنحاريب وآثار منطقة خورسباد، كما قاموا بتهريب عشرات القطع الآثارية النفيسة التي لا تقدر بثمن الى الخارج. وتدهور وضع الموصل الاقتصادي جراء سطوة الدواعش، ويقول الأكاديمي في كلية الاداب جامعة الموصل علي الطحان: ان توقف أغلب المهن جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وقلة الوقود ومضايقات الدواعش دفع أصحاب المصانع لتسريح العاملين واغلاق مصانعهم ما ادى إلى ارتفاع نسب البطالة ثم زيادة نسبة الفقر حتى وصلت الى 70 بالمئة خلال الأشهر الستة الأخيرة من هذا العام بعد ان كانت 19 بالمئة العام 2014 حسب الاحصائية الاخيرة الرسمية الصادرة عن وزارة التخطيط العراقية. لم تسلم حتى المؤسسات الصحية ويواصل: مشافي نينوى ومراكزها الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج المرضى بعد ان بدأت عصابات داعش باستغلالها لعلاج جرحاهم خلال عمليات استهدافهم داخل المحافظة وكذلك المحافظات المجاورة ما يدعو للقلق على الوضع الصحي وينذر بكارثة لا تحمد عقباها، وشهادات الأطباء تؤكد تعذر اجراء عمليات جراحية كبرى للمرضى جراء نفاد مواد التخدير ومحاليل غسيل الكلى والأدوية. الدكتور احمد الدوبرداني مدير عام صحة نينوى وكالة يتواجد بمقر بديل في محافظة دهوك قال: ان الوضع الصحي في الموصل في تدهور مستمر وداعش يستخدم مستشفيات المدينة التي تعاني الأهمال. وأضاف الدوبرداني أن مستشفيات الموصل تشكو نقصا حادا في الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، وعن طريقة وصول تلك الادوية يقول الدوبرداني: ان الدواعش يرفضون التعامل مع منظمات محايدة كما كان في بادئ الأمر من أجل توفير اللقاحات أو الأدوية.

اقرأ أيضا…

الواقع الاجتماعي الواقع الاجتماعي في الموصل لم يسلم من الآثار السلبية التي اوجدها الدواعش، فبعد ايقاف عمل شبكات الهاتف النقال اصبحت المدينة معزولة عن العالم بشكل شبة تام ليعتمد الأهالي للتواصل مع مدن العراق والعالم على الانترنت الذي اصبح يعرف عند السكان بـ»الفضائي» لرداءة الخدمة، وهي مهددة أيضا بالقطع كما تلاشت الى حد كبير العلاقات الاجتماعية كالزيارات والاحتفال بالمناسبات داخل المحافظة لصعوبة التواصل بين الأهالي. واقع نينوى التعليمي يعد من أكبر القطاعات المتضررة اذ اصبح مستقبل طلبة نينوى مهددا بالضياع، وقد أكدت وزارة التربية عدم اعترافها بمجمل العملية التربوية في الموصل جراء سيطرة الدواعش، كذلك يعاني الطلبة النازحون خارج الموصل من عدم توفر مدارس تحتضنهم، ليصبح مستقبل الطلبة محفوفا بالخطر. خالد وليد معلم في إحدى مدارس الموصل التي رفض تحديدها خشية على حياته فهو متواجد بالموصل قال: ان «نسبة الأمية بالموصل ارتفعت بشكل ملحوظ وهناك طلبة عزفوا عن الدوام في المدارس منذ عامين إذ يخشى ذووهم عليهم من الدوام بمدارس تخضع لسيطرة الدواعش من تغذية اطفالهم بفكر متطرف من خلال مناهج التعليم التي وضعها الأشرار حتى باتت تؤثر في سلوكية الاطفال من خلال موضوعات وصور تحرض على العنف وتدعو للإرهاب».

الهجرة إلى خارج الموصل كل هذه الممارسات دفعت الموصليين للهجرة إلى خارج مدينتهم، اذ تؤكد الأمم المتحدة ان اعداد المتقدمين من الموصليين للحصول على لجوء ارتفعت بشكل كبير جدا حتى بلغت نحو 70 موصليا يتقدمون كل يوم، لتمثل هذه الاحصائيات اكبر موجة نزوح تعرضت لها مدينة الموصل  على مر تاريخها. فيما يقول احد موظفي الطب العدلي الشرعي بالموصل رفض الكشف هو الاخر عن اسمه لتواجده بالموصل: « إن عصابات داعش سلمت فقط للطب العدلي خلال عامين جثث مدنيين عزل بينهم نساء وأطفال وصلت إلى ما بين (600-800) جثة، يضاف إلى ذلك المغدورون الذين يدفنون في مقابر جماعية. من جانبها تروي لنا أم محمد التي حولت عصابات داعش حياتها إلى جحيم وقد انتقمت منهم وتمكنت من قتل داعشي بالقرب من منزلها، وتقول أم محمد: ان الدواعش قتلوا ثلاثة من اشقائي وزوجي لمجرد كونهم عمال بلدية يعملون في مبنى محافظة نينوى وهم بالعشرينيات من العمر، وتقول: أما زوجي الذي اختفى لمدة أربعة أشهر فقد عثرت على جثته في الطب العدلي بعد قتله لكونه يعمل طباخا لدى قناة الفضائية الموصلية.

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار