في غمرة احتفاء الأوساط الشعبية والحكومية بإدراج الاهوار في لائحة التراث العالمي لليونسكو وهو منجز حقيقي للعراق استمعنا إلى آراء قليلة تتخوف من تأثيرات ذلك في الأخلاق والسلوكيات العامة في الجنوب بعد هذا القرار ولا أدري لماذا هذا القلق؟ فالاهوار كانت مثار فخر العراقيين اخلاقا ومعارضة للطغيان ومدرسة للعلم والجهاد ومنبتا للفقهاء والمبدعين والعلماء والشعراء وشكلت جزءا رئيسا من ثروة العراق الفكرية والمعرفية ولا يمكن القلق منها او عليها. الاهوار لم تولد بعد قرار اليونسكو ولم تتكون ارتجالا من لجنة شكلت هنا او هناك بل كانت في موضع القلب من بلاد الرافدين منذ كانت وكان الحرف والكلمة والشرائع والأديان والمذاهب وستظل كذلك حتى يرث الله الارض ومن عليها ونحن قادرون على استيعاب الوافد إلينا ضمن منظومة قيمنا ومثلنا واعرافنا وسننطلق بهذا الاعتراف العالمي لوضع بصمة العراق وأخلاقه في ذاكرة القادمين. الاهوار .. سيدة تمنح الحياة والحياء ولا خوف منها الا على الطغاة.