عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

الهويَّة الضائعة!!

المقالات 21 سبتمبر 2016 0 154
الهويَّة الضائعة!!
+ = -

 

13 مشاهدة آخر تحديث : الأربعاء 21 سبتمبر 2016 – 8:41 صباحًا

في تجمع ضم مختلف التخصصات قدم الجميع نفسه للآخرين موجزا ببضع كلمات، وحين وصل الأمر إليه عرف عن نفسه بصفة «مثقف» استدار الأغلب الأعم إليه وكتم البعض الآخر ضحكة حاولت أن تجلجل، ولم يفهم بعضهم ماذا يقصد، وحين شعر بأنهم في متاهة أجابهم ببساطة مؤكدا عبارته الأولى، مهنتي «مثقف» !! لم يقل له أحد من الحضور بأنها ليست مهنة، بل حاولوا أن يصلوا إلى المعنى الحقيقي لما قال عبر أسئلة فرعية أخرى قادتهم إلى أن الرجل يقصد أن لديه مؤلفات ويحضر جلسات ثقافية ويدلي بدلوه في المناقشات الأدبية والثقافية ويصول ويجول في البحث عن  شاشات الكاميرات المتوقفة في نهاية الأسبوع تحت «نصب الحرية» بحثا عن رأي هنا أو هناك بغض النظر عن خلفيته الثقافية أو عطائه الإبداعي أو واقعه الاجتماعي، يكفي أنه مواطن يريد ان يصل صوته للآخر !!.وقد نتفق على أن كلمة ثقافة لها أكثر من 100 تعريف، وربما كلمة «مثقف» تمتزج معها لتشير إلى الوعي المتحقق في التعامل مع المعطيات بعقل يعرف أين يضع بوصلته، قبل أن تشرع الجهات الأربع أذرعها لتقوده إلى زواياها  المختلفة، ولم تشر أغلب التفسيرات إلى أن الثقافة تعد «مهنة» بقدر ما هي وعي يتنامى كلما أردنا الاكتمال فيه، فنقف مراجعين لحصيلتنا المعرفية ونكتشف بأننا ما زلنا بحاجة إلى نمو أكبر واستيعاب أعمق لما حولنا لنستحق بعدها كلمة «مثقف» من دون أن  نسمع صدى ضحكات من حولنا المكبوتة أو المجلجلة. الثقافة التي نتحدث عنها لم تعد هوية يمكن أن تحمل ونقدمها في نقاط تفتيش مفارز البحث والاستقصاء، وهو ما يفعله أغلب من لديهم قصة أو قصيدة نشرت هنا أو هناك في صحف لم تعد أغلبها تحمل شرعية حمل كلمة صحيفة، بل هي أشبه بدكاكين إعلامية أسهمت بطريقة أو بأخرى في تخريب المشهد الثقافي والإعلامي اعتمادا على قصور المهنية الحقيقية وضعف الوعي العلمي لمموليها الذين كل همهم تحقيق مصالح شخصية، غالبا ما تكون لا علاقة لها بتحسين أداء الإعلام والكلمة الحرة. لكن ذلك النشر «المؤذي» هو من يجعل الأسماء تسعى إلى اتحاد الأدباء لتحصل على صفة انتماء لمؤسسة ثقافية وادبية مهمة ليقال عنها انها اسماء «مثقفة» بغض النظر عن أحقية الكلمة من عدمها وبغض النظر عن حقيقة أن اتحاد الأدباء لا يعطي شرعية إبداعية لمن لا تتوافر لديه وبالعكس، فالمؤسسة الثقافية لا يمكن لها أن تحقق اعترافا ثابتا لأي شخص ما لم يكن هو قد أجاد الاعتراف بنفسه وتميزه وإبداعه، وأيضا لا يمكن أن نتغافل عن كارثة هذا الانتماء فيما لو  سفح دمه هباء دون فحص وتمحيص وأهلية تحقق مصداقية البحث عن الهوية الضائعة!!

 

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار