طالبت لجنة التربية والتعليم النيابية، الحكومة والجهات المعنية كافة، بالالتفات الى “الخطر الكبير” المتربص بعقول الاطفال وطلبة المدارس جراء تكريس تنظيم “داعش” للفكر الارهابي المتطرف وتضمينه في المناهج الدراسية التي ابتدعها في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته قبل تحريرها من قبل القوات الامنية العراقية.
أفكار ظلامية وقال عضو اللجنة علي شكري في تصريح لـ”الصباح”: انه “من المؤسف ان يتحول فكر التنظيم الارهابي الى عقيدة، بدليل اقتران البعض به من شتى المستويات من غير المتعلمين صعودا الى بعض المتعلمين الذين تشددوا بايمانهم بهذا التنظيم الارهابي الذي طوق عقول هؤلاء وسممها بافكار ظلامية “. واضاف ان “على الحكومة ومؤسساتها ان تجهد في القضاء على هذا الفكر الظلامي من خلال تغيير المناهج التربوية كخطوة اولى في المدارس الابتدائية التي عمل تنظيم”داعش” على التأثير في طلابها، لكونهم اطفالا ومن الممكن ان يتأثروا بهذا الفكر المسموم “. وتابع ان “على الحكومة ومن خلال وزارة التربية ان تكرس كل الجهود الفكرية والتربوية للقضاء على الفكر الارهابي لداعش لذلك يجب ان تهيئ وزارة التربية وتعمل على تنظيم واعداد دورات مكثفة لمحاربة الفكر المنحرف، فضلا عن عرض بعض الاعمال الارهابية والاجرامية التي ترتبط بفكر داعش ليرتبط الفكر بالممارسة ويقضى على كل الافكار الارهابية التي حاولت العصابات الارهابية ان تزرعها في عقول النشء الاجتماعي الجديد “. ولفت شكري الى “اهمية ان يكون المشروع الوطني بمواجهة الفكر المنحرف لحماية البلاد، ونرى ان اي عملية لتصحيح المسار الفكري المنحرف الذي بثه داعش يجب ان يبدأ بالمستوى الفكري “. واشار الى ان البنى التحتية التي دمرها تنظيم”داعش” صعبت الوضع التعليمي في مدينة الموصل.. وهو ما ترك فرقا شاسعا بين عدد الطلبة المتزايد والبنى التحتية المعدة لاستيعاب هذا العدد من الطلبة وبالتالي نجد ان اشكالية البناء اليوم ليست هي الاشكالية الاولى بقدر ماهي اشكالية الفكر الارهابي” . خطط مدروسة من جانبها، دعت عضو اللجنة زينب الخزرجي، وزارة التربية والتعليم الى اتخاذ كل الاجراءات التي من شأنها ان تحارب “ الفكر والخطر الكبير” لعصابات “داعش” التي اجبرت الاطفال في المدارس الابتدائية على تعلمه.واكدت الخزرجي في تصريح لــ”الصباح” ان “على الجهات الحكومية والدولية المعنية بالجانب التربوي والتعليمي اعداد خطط مهنية مدروسة للقضاء على الفكر الداعشي في تلك المناطق التي سيطر عليها التنظيم المتطرف”. واضافت ان “مرحلة ما بعد “داعش” تحتم الاستعداد لها بشكل جيد، وذلك لتصحيح كل المسارات والتركات السلبية التي خلفها التنظيم الارهابي طوال المدة الماضية التي كانت فيها الكثير من المناطق ترزخ تحت وطأته، وهذا يتم بالاعتماد على كثير من البرامج، منها البرامج التربوية، وذلك باعداد مناهج تربوية تحارب العادات والفكر الارهابي المنحرف الذي رسخة داعش في عقول الاطفال “. وطالبت “ وزارة التربية بان تعد مناهج تقاوم الفكر الارهابي من خلال الندوات والحوارات والورش الفنية والمهنية لفضح داعش امام الطلبة من خلال التجارب العملية النظرية “. واشارت “ الى وجود خطط موضوعية لاعادة بناء المدارس وتهيئة البنى التحتية لاستيعاب الطلبة وهو واجب مهم ومسؤولية كبيرة يجب ان تتحملها وزارة التربية “. ودعت “ الحكومة الى دعم المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني من اجل القضاء على كل الممارسات التي رسخها “داعش” في عقول الطلبة واعداد مناهج فكرية وعلمية جديدة تحارب الافكار المسمومة لداعش لتحقيق وبناء التنشئة الاجتماعية الصحيحة على اساسه “.
تعاون دولي لاعادة البناء وفي السياق نفسه، بين رئيس لجنة الخدمات النيابية ناظم الساعدي “ ان التنظيم الارهابي تقصد تخريب البنى التحتية للموصل وكل المدن التي سيطر عليها، بهدف اعادتها الى عصور التخلف والظلام”. واشار في تصريح خاص لـ”الصباح” الى ان “الحكومة العراقية ملزمة بعد اكمال عمليات التحرير لكل تلك المدن والمناطق، ان تعيد بناء المدارس والمؤسسات والمنشآت التي دمرها داعش “. ولفت الى “وجود خطط بتعاون دولي واممي لاعادة بناء تلك المؤسسات التي دمرها داعش”، مطالبا في الوقت نفسه بـ”ايجاد منهج لادارة الموارد البشرية لمرحلة ما بعد “داعش” في تلك المدن وهو ما يوجب على الحكومة اعادة تاهيل ابناء تلك المناطق وبخاصة الجيل الناشئ “.