حسين علي الحمداني
في الوقت الذي تخوض فيه القوات العراقية سواء منتسبي وزارة الدفاع أم الداخلية أم قوات الحشد الشعبي معركة تحرير الموصل بالكامل من براثن تنظيم”داعش”الإرهابي وتقدم التضحيات من أجل تحرير المدينة ومن يسكنها من المواطنين الذين كانوا ضحية منصات الإعتصامات التي أنتجت فيما بعد”داعش”،في هذا الوقت بالذات عقد مؤتمر جنيف للقوى السنية أو بعضها في ظل رفض بعض القوى السياسية الأخرى لهذا المؤتمر الذي في إعلانه الرسمي على إنه يبحث مرحلة إعمار المدن بعد تحريرها فيما كانت ملفاته التي نوقشت تتمثل بمحاولة نيل موافقة دولية وخاصة أمريكا من أجل إعلان الإقليم السني في المنطقة الغربية من العراق.
وعقد هذا المؤتمر في جنيف لن يعطيه صفة قوية لأن الكثير من هذه المؤتمرات كانت قد عقدت لذات الغرض في السنوات الماضية في تركيا والأردن والدوحة ولم تكن ذات صدى مقبول حتى لدى المكون الذي يمثلونه بل كانت مجرد تنفيس رغبات لسياسيين ظلت تراود أصحاب مشاريع التقسيم الذين كانوا يراهنون على ذلك منذ عام 2005 وحتى ما قبل احتلال”داعش” لهذه المدن.
السؤال الذي يطرح نفسه هل يقبل أبناء المحافظات التي تحدثوا عنها في جنيف بإقليم؟وهل أولويات المواطنين هي الأقليم؟بالتأكيد الإجابة كلا،لأن أولويات مواطني نينوى تكمن في أمور أكثر ضرورة أبرزها تحرير مدنهم وقراهم من جهة ،وتحرير الإنسان من هواجس الخوف التي عاشها في السنوات الماضية التي سيطر فيها الفكر التكفيري عليهم مما يتطلب الأمر تأهيل سكان هذه المناطق وخاصة الأطفال منهم ليتكيفوا مع الحياة بعيدا عن الفكر الأحادي الذي ظل يسيطر عليهم في السنوات الماضية، والجانب الثاني في الأولوية يكمن في عودتهم لبيوتهم وانتظام حياتهم الطبيعية وعودتهم لمزاولة أعمالهم التي حرموا منها عندما احتلتم قوى الشر التي كانت مدعومة من بعض السياسيين الذين كانوا في جنيف وهو لا يمثلون إلا أنفسهم بعد أن رفضهم أبناء المحافظات التي أصبحت بسببهم ضحية للإرهاب.
وهذا ما يقودنا للقول إن أولويات من حضر جنيف تختلف كثيرا وجذريا عن أولويات المواطن في نينوى والأنبار وصلاح الدين،وإن وجهة نظر أبناء هذه المحافظات لمرحلة ما بعد”داعش” ليست إقامة إقليم طائفي يعزز الفكر التكفيري ،بل من أولوياتهم التعايش السلمي خاصة وإن هذه المحافظات تضم طيفاً عراقياً تعايش لآف السنين دون قتل أو تهجير أو تكفير للطرف الآخر وهذه النقطة بالذات غابت عن عقلية من فكر بالإقليم وفق الطائفة أو المذهب وتناسوا إن من مقومات إقامة الإقليم هي القبول الشعبي به وفق الدستور.
أما الجانب الثاني والمهم جدا إن كل العالم بما فيه أمريكا تريد عراقا موحدا وهذا الأمر ذاته أكد عليه الجميع في مؤتمر ميونخ الذي هو عبارة عن رسالة دعم سياسي وعسكري للعراق من قبل المجتمع الدولي .





