بغداد / شيماء رشيد / مهند عبد الوهاب قوبل القرار التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع الحظر عن سفر العراقيين إلى بلاده بترحيب وثناء الأوساط النيابية، ورأوا فيه تصويباً للخطأ السابق، اذ أن العراق يعد في طليعة الدول المحاربة للإرهاب نيابة عن العالم وحقق انتصارات كبيرة عليه. وفيما أشاروا إلى أن القوات الأمنية العراقية توشك على طيّ صفحة الإرهاب والقضاء تماماً على عصابات “داعش”، أكدوا أن هذا القرار انتصار آخر جديد للدبلوماسية العراقية.
دور العراق المهم وأوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، عباس البياتي، ان قرار رفع الحظر الاميركي عن العراقيين رسالة ايجابية وتصحيح لمسار العلاقات الثنائية بين البلدين واقرار بدور العراق المهم والبطولي في جهود مكافحة الارهاب. واكد البياتي في حديث لـ”الصباح”، ان الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة العراقية وضغط مجلس النواب وتدخل اصدقاء العراق في واشنطن في عدة مؤسسات ووزارات ومنهم عاملون في فريق الرئيس ترامب أسهمت في رفع اسم العراق من قائمة الممنوعين من الدخول الى الاراضي الاميركية”، مبيناً أن “وضع العراق في القائمة كان امرا مستغربا لاسباب عديدة منها ان العراق كان وما زال ضحية للارهاب وقدم تضحيات غالية في التصدي للارهابيين الذين كانت تتغير مسمياتهم ولكن حقيقتهم واحدة”. ودعا البياتي إلى “التعامل مع الشعوب بمقاييس تراعي حقوق الانسان والاتفاقيات والمعاهدات الدولية بعيداً عن الموقف السياسي من أنظمة وحكومات هذه الشعوب”، مشيراً إلى أن “القرار الأميركي مرحب به في الاوساط العراقية لأنه يعكس حرصاً على إدامة وتطوير علاقة البلدين”. وحققت الدبلوماسية العراقية امس الاول (الاثنين)، انتصارا جديدا يواكب الانتصارات الأمنية، اذ تمكنت من اقناع الرئيس الاميركي دونالد ترامب باستثناء العراق من قرار حظر السفر للولايات المتحدة، ووقع ترامب امس الاول القرار الجديد، الذي شمل ست دول مسلمة. وجاء استثناء العراق نتيجة استحصال رئيس الوزراء حيدر العبادي وعدا من الرئيس الاميركي خلال مكالمة هاتفية جرت بين الزعيمين مؤخرا.
عودة الى الصواب في حين رحب عضو مجلس النواب سليم شوقي بقرار الرئيس الاميركي القاضي باستثناء العراق من حظر السفر، معربا عن امله بعدم تكرار مثل هذه القرارات مستقبلاً. وقال شوقي، في حديث لـ”الصباح”: ان “القرار أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح والمنطقي فالعراق أكثر البلدان تضرراً من الإرهاب ويحاربه نيابة عن العالم ولم يثبت أن عراقياً قام بعمل إرهابي سواء في أوروبا أو أميركا”، مشيراً إلى ان “العراق اعتبر القرار سياسيا وليس قرارا مهنيا او قانونيا وهو ما أوجب الاعتراض عليه”. واضاف شوقي ان “الحكومة الاميركية أدركت خطأ قرارها السابق فلديها اتفاقات ستراتيجية مع العراق ولديها تواجد في العراق لذلك ليس من المنطقي ان تعده من الدول المحسوبة على الارهاب وهو يمثل الجبهة المتقدمة في الحرب ضده” .
قرار صحيح بدوره رأى النائب حسن خلاطي، في حديثه لـ”الصباح”، ان “تراجع ترامب عن قرار حظر سفر العراقيين إلى بلاده قرار صحيح”، مشيراً إلى ان “العراق مارس ضغطاً كبيراً لاستثنائه من لائحة الدول الممنوعة من دخول الولايات المتحدة”. واضاف خلاطي ان “القرار أعاد الأمور إلى نصابها السليم والمنطقي وهو يصبّ في صالح العلاقات بين البلدين”. عضو البرلمان جميلة العبيدي، من جهتها، أشارت الى ان قرار الرئيس الاميركي قرار سياسي يصب في المصلحة الأميركية في المقام الأول، موضحة، في حديث لـ”الصباح”، ان “القرار الأميركي يتناغم مع مصالحها العليا وهي تعلم أن العراق اليوم ضحية للارهاب وضحية لسياساتهم ولهذا اضطروا لإعادة النظر بقرار الحظر الذي يتعارض مع المصلحة الأميركية”.
بناء الثقة بين البلدين كما أبدت النائبة عن التحالف الكردستاني بيروان خيلاني ترحيبها بقرار الرئيس الأميركي الأخير، عادة إياه بأنه جاء لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين وهو من متطلبات بناء الثقة بينهما. واكدت خيلاني، لـ”الصباح”، ان وضع العراق على لائحة الدول الممنوعة من دخول اميركا سبب صدمة في البداية لكن التراجع عن القرار جاء بناء على تفهم أن العراق هو الجبهة المتقدمة والرئيسة في مواجهة الإرهاب”. واشارت خيلاني الى ان “العراق عنصر مهم في التحالف الدولي ضد الارهاب الذي تقوده اميركا”، لافتة الى ان “قرار رفع الحظر استقبل بترحيب من قبل الاوساط العراقية”.
منسجم مع التضحيات بينما يرى النائب عن التحالف الوطني جواد البولاني ان العراق يشكل امة ريادية في مكافحة الارهاب وقد تصدى نيابة عن العالم لمحاربته وقدم تضحيات كبيرة في سبيل ذلك. واضاف البولاني، لـ”الصباح”، ان قرار الرئيس الأميركي جاء منسجما مع التضحيات التي يقدمها العراقيون”، مبينا ” ان “العراقيين المهاجرين الى اميركا والعالم يعدون من الشعوب المثالية التي قدمت للعالم الكثير من الانجازات النوعية التي أضافت أشياء مهمة للمجتمعات التي هاجرت إليها”.
علاقات تعاون مشترك على صعيد ذي صلة، لفت الباحث والمراقب للشأن السياسي رحيم الشمري الى أن قرار الرئيس الاميركي جاء بعد مراجعة واعادة نظر بالعلاقات التجارية والاقتصادية والعسكرية والمعاهدات الموقعة بين البلدين. واوضح الشمري، في حديث لـ”الصباح”، ان “وجود ما يقارب نصف مليون عراقي في مدن الولايات المتحدة الاميركية بعقود وإقامات عمل وسكن رسمية، وطلبة بعثات، ومصالح اميركية كبيرة في العراق وبلدان المنطقة، جعل الرئيس الاميركي يتيقن ان العراقيين ينشدون الاستقرار ولا يمكن ان يكونوا غير ذلك ولولاهم لما تقهقر الارهاب والتطرف”. وأضاف الشمري أن “موقع العراق المهم في الشرق الأوسط وصلابة وحنكة وقدرة قواته الأمنية في التصدي للإرهاب وتحجيمه تمهيداً للانتصار عليه ودحره شكلت عامل ضغط كبير على الإدارة الأميركية للتراجع عن قرارها السابق البعيد عن المنطق”، مبيناً ان “معظم الكفاءات العراقية تعمل في هذه البلدان وهي كفاءات كبيرة وتسهم اسهاماً مهماً في المجتمعات التي تعيش فيها”
.






