بغداد/ شكران الفتلاوي استقرار يرافقه ارتفاع طفيف بالاسعار شهدته الاسواق المحلية مع حلول شهر رمضان الكريم ، وبحسب مراقبين فان هذه الظاهرة تعد بادرة جيدة تشهدها الاسواق لتكون الاسعار متناغمة مع اقتصاد العائلة. وكيل وزارة الزراعة د. مهدي القيسي قال لـ” الصباح” ان اسعار الفواكه والخضراوات مستقرة الى حد كبير، عازيا السبب الى عاملي الدعم والحماية، موضحا بان الكثير من هذه المنتجات ممنوعة من الدخول الى العراق لحماية المنتج المحلي وتشجيع المزارعين، مايعني ان الخطط المقرة من قبل الوزارة تسير بالاتجاه الصحيح. وتابع القيسي ان الدعم الحكومي للبساتين بشكل عام متواصل لاسيما الحمضيات والفواكه والنخيل، فضلا عن ان دعم محاصيل الخضر بالجرع السمادية بنسبة 50 بالمئة من كلفة السماد، اثر هو الاخر في نوعية وكمية المواد، كونها الجرعة المثالية المحفزة في زيادة الانتاج كما ونوعا فضلا عن مساعدتها في استقرار الاسعار وبالتالي انعكاسه على المنتج النهائي. يذكر ان وزارة الزراعة اصدرت قرارا من باب حماية المنتج المحلي ودعم الإنتاج العراقي، يمنع استيراد عدد من المنتجات الزراعية، لوفرة المحاصيل، فضلا عن انتهاجها سياسة لمراقبة السوق ومنع استيراد المحاصيل التي يمكن الاستغناء عنها عند وفرة المحصول المحلي البديل.

أسعار المواد من جانبه اوضح الخبير الاقتصادي مناف الصائغ في حديثه لـ” الصباح” ان عدم وجود منافذ تسويقية منافسة كمراكز التسويق الغذائي كما معمول به في أغلب دول العالم، الى جانب انعدام الثقافة التجارية التي تهتم بكسب الزبون مع الحفاظ على بيع المنتج ذي النوعية عالية الجودة والسعر المعتدل.

المراكز التسويقية الصائغ اقترح ضرورة استثمار المراكز التسويقية المتروكة كالاسواق المركزية وفتح مجالات تسويقية متعددة تحفز على المنافسة والتنوع واعتدال الأسعار ليس في رمضان فحسب، مع مراعاة تشجيع المؤسسات الحكومية على إنشاء الجمعيات الاستهلاكية لاسيما أن قانونها مازال قائماً وسيكون أثر ذلك زيادة المنافذ التسويقية وبأسعار تنافسية، يرافق ذلك قيام وزارة التجارة قبل شهر رمضان بتوفير المواد الغذائية التي يحتاجها المواطن في هذا الشهر الكريم بالتنسيق مع غرفة التجارة وطرحها في الأسواق بأسعار تنافسية.ولفت الى اهمية قيام غرفة تجارة بغداد بعمل ندوات توعوية طيلة أيام السنة مع التجار ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والجامعات لنشر ثقافة التكامل الاجتماعي وبناء أسس ثقافة تجارية تعتمد احترام حاجات المجتمع وجودة المواد المباعة.

محدودو الدخل مواطنون اشروا اسباب الخلل في ارتفاع بعض اسعار المواد الغذائية، فالمواطنة عواطف سلمان متقاعدة قالت في حديثها لـ” الصباح” ان الارتفاع ناجم من زيادة الطلب على بعض المواد وخاصة اللحوم، البقوليات والبيض، الامر الذي قاد الى ارتفاع طفيف في اسعارها. وبيّنت ان اصحاب الدخل المحدود والمتقاعدين يعانون كثيرا ولو كان الارتفاع طفيفا، مؤكدة اهمية ان تكون تلك المناسبات حافزا لتخفيض الاسعار وليس العكس لمساعدة الطبقات محدودة الدخل والفقيرة للتمتع بالشهر الكريم. يذكر ان اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة بغداد، اكدت عدم تسجيل ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية خلال شهر رمضان الحالي كما في السنوات السابقة. ونوهت اللجنة بان إجراءات التقشف في البلد أسهمت بالحفاظ على استقرار الأسعار كون المواطن قلل من نسبة مصروفاته بالنسبة الى السنين السابقة، مشيرة الى ان توفر المنتوج الزراعي المحلي وقلة ثمنه ساهم ايضاً في تقليل الطلب على الأسواق المحلية.