عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

من سيعمل لنا حساباً !

المقالات 05 يونيو 2017 0 155
من سيعمل لنا حساباً !
+ = -

 

11 views مشاهدةآخر تحديث : الإثنين 5 يونيو 2017 – 9:37 صباحًا
 
محمد غازي الاخرس
كان الأمر سيكون طبيعيا لو إنه اقتصر على الدراما وتطورها أو البرامج وتميزها، لكن الأمر يصل إلى الاعلانات! نعم، هو ما أقول لكم؛ متعة ما بعدها متعة تعثر عليها مع إعلانات يصنعها المصريون لمنتجاتهم وأماكنهم السياحية. لاحظت الأمر منذ سنوات ووددت أن أكتب عنه دراسة مطولة ذات يوم وليس مجرد مقالة. أقول دراسة وأنا أعني الأمر جديا، فنحن أمام أعمال متكاملة تبدو لمن يحللها وكأنها أفلام قصيرة تقوم على حبكة وبناء درامي متقن. ثمة حوار وشخصية مبينة بدقة، ناهيك عن العناصر الأخرى كالتصوير وحركة الكاميرا. ولكي تتأكدوا تعالوا معي عند نماذج تشيع حاليا في القنوات المصرية. بعضها مثلا يتحدث عن بنك يقدم خدماته لزبائنه بحيث يجعلهم يشعرون بأن ثمة من سيعمل لهم «حسابا» حتى لو كانوا غير محسوبين بالحسبان. التورية واضحة، فالحساب يشير لمعنيين، الأول هو الحساب البنكي والآخر هو «الشأن» بين الناس. هذه هي الفكرة، بسيطة وواضحة، ولكن تعال استمتع معي بكيفية صياغتها في إعلان لا يستغرق أكثر من دقيقتين أو أقل. بطل الإعلان شاب صغير اسمه رؤوف ومعه أبوه الضخم. يُطرق الباب فيفتح الشاب وإذا بموظف حكومي يقول له ـ أنده لي واحد كبير. فيقول له الشاب ـ أيوه..في حاجة. فيقول له وهو يحاول التطلع وراءه ـ أنده لي حد كبير..حد مسؤول..ماما ..بابا! وهنا يأتي الأب من خلف الشاب ويزيحه ليتحدث إلى الموظف وكأنه «ولا حاجه». ثم تكتب عبارة «أنت محدش بيعملك حساب»، ثم يأتي الإعلان عن افتتاح بنك معين سيجعل للزبون «حسابا». في إعلان آخر، يظهر الشاب رؤوف نفسه نائما على كنبة، ثم يدخل الأب ومعه ثلاثة رجال، ثم يوقظه بشيء من عدم الاحترام. يوقظه وكأنه «ولا حاجة» ويقول له ـ روفه ..روفه ..قوم يبني خوش جوه ..معايه ضيوف! فيستيقظ رؤوف محتقرا نفسه ثم يحمل مخدته ويغادر مع عبارة تكتب «أنت محدش بيعملك حساب». ثم يأتي الإعلان عن فتح البنك الذي سيعمل لرؤوف وغيره «حسابا». الحال إنني اختصرت لكم الفيلم الكوميدي القصير الذي يضج بالمؤثرات، إنارة وباكرواند موسيقي، أداء مبهر وتقطيع يحبس الأنفاس. اختصرته واختصرت تأثيره إذ كلما عرض ضحكت من كل قلبي. لن أحدثكم عن سلسلة إعلانات الممثلين أحمد عز وماجد الكدواني الرائعة وهي عديدة وتعرض في جميع القنوات المصرية وتروج لمنطقة سكنية ذات بعد سياحي في القاهرة. كما قلت لكم. كان الأمر سيكون طبيعيا لو اقتصر على المسلسلات ولكن الإبداع يصل معهم إلى الإعلان. فماذا عنا نحن؟ أين وصلنا في الإنتاج التلفزيوني؟ من يحسب لنا «حسابا» ويمتعنا! هذه تستحق وقفة أخرى فانتظروا.
شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار