عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

المصالح الوطنية في زيارة العبادي للسعودية

المقالات 23 يونيو 2017 0 153
المصالح الوطنية في زيارة العبادي للسعودية
+ = -

 

 
 
عبد الحليم الرهيمي

الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي الى السعودية أمس الاول (الاثنين) تلبية لدعوات رسمية متكررة من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، تمثل حدثاً سياسياً تاريخياً كبير الاهمية في تاريخ العلاقة بين العراق والمملكة العربية السعودية يمكن البناء عليها وعلى نتائجها لتطوير هذه العلاقة لأعلى مستوياتها بما يخدم الاهداف والمصالح الوطنية العليا للبلدين والشعبين. كذلك، ورغم تأكيد العبادي على ان زيارة السعودية والزيارة التالية لايران يوم امس (الثلاثاء) ثم زيارة الكويت اليوم (الاربعاء) لا علاقة لها بالأزمة الخليجية الراهنة، وأن الدعوات لها قد وجهت قبل اندلاع هذه الأزمة لكنها، في الواقع، ستتطرق دون شك لهذه الأزمة وسيطلع ويتعرف العبادي من مضيفيه وبشكل اكبر على تفاصيل هذه الأزمة ومسبباتها وآفاق الحلول والتسويات المطروحة لمعالجتها ومنع التداعيات الاسوأ من استمرارها وتفاقمها. لا شك ان العبادي سيستمع الى رؤية السعودية التي تقود وتمثل بقية اطراف دول التعاون الخليجي المعنية بالازمة والجهود التي بذلت سابقاً مع قطر للاستجابة لمطالبها بوقف دعم الارهاب ووقف التدخل في شؤونها الداخلية وسيستمع ايضاً الى ما توصلت اليه وساطة الشيخ صباح الأحمد الصباح امير دولة الكويت واسباب عرقلتها وتوقفها. كما سيستمع ايضاً الى موقف ايران من هذه الأزمة التي جاءت في ظل توتر العلاقات بينها وبين السعودية وحلفائها واسباب وقوفها الى جانب الحكومة القطرية الطرف الآخر لأزمة الصراع الخليجي – الخليجي. وبالطبع فان تعرف العبادي على كل وجهات النظر للأطراف المعنية بالأزمة وخاصة السعودية سيمكنه وحكومته من اتخاذ المواقف الأكثر صحة وصواباً تجاه هذه الأزمة سواء في المرحلة التي وصلت اليها الآن او تجاه التداعيات المحتملة لها فيما لو لم يتم الاسراع بمعالجتها بتسوية بين الاطراف الرئيسية المعنية: السعودية وحلفاؤها من جهة وقطر من الجهة الآخرى. وفي ضوء استماع العبادي وتعرفه على طبيعة الأزمة الخليجية الراهنة وآفاقها واحتمالات تداعياتها، وفي ضوء بحثه المتوقع للعلاقات الثنائية بين العراق وهذه الدول، خاصة مع السعودية يطرح السؤال: بماذا تتمثل اهمية هذه الزيارة وما هي المصالح الوطنية العليا للعراق التي ستتحقق خلالها راهناً وفي المستقبل القريب؟. خلافاً للآراء والأصوات التي طرحت لبعض السياسيين والاعلاميين والتي انتقدت هذه الزيارة وشككت بجدواها وعدم أهميتها وتمنت ان لا يقوم العبادي بها فإنه يمكن القول، مقابل ذلك، ان هذه الزيارة حظيت باهتمام وتأييد الرأي العام العراقي ومعظم القوى السياسية وان اهميتها تعود لعدد من الاسباب التي من أهمها وابرزها: – انها تتم في ظل ازمة خليجية حادة مرشحة لمختلف التداعيات السلبية او الايجابية التي ستؤثر حتماً على العراق الذي يفترض وينبغي ان يكون مستعداً لتلقي آثارها وتوظيفها لمصلحته لا ان يكون غافلاً او بعيداً عنها. – كونها اول زيارة لرئيس وزراء عراقي، ينتمي بعد عراقيته للمذهب الشيعي، الى السعودية التي لها موقف سلبي (وخاصة المؤسسة الدينية الوهابية) تجاه المسلمين الشيعة، حيث حملت هذه الزيارة دلالة يمكن ان تؤسس لموقف يحد من الرؤية السلبية او الباردة تجاه الشيعة وتجاه العراق. – ان هذه الزيارة هي احد التعبيرات العملية المهمة لسياسة الانفتاح على دول الجوار والاقليم التي انتهجتها حكومة العبادي منذ تشكيلها في ايلول 2014 اما المصلحة او المصالح الوطنية التي سيحققها العراق من هذه الجولة الاقليمية للعبادي وخاصة زيارة السعودية فتتجلى في: – دفع السعودية الى تكثيف دعمها للعراق في حربه ضد داعش من خلال تفعيل قرارات قمة الرياض التي دعا بيانها الختامي الى محاربة الفكر المتطرف والارهاب وتجفيف منابعه المالية والبشرية في السعودية ذاتها وفي دول الخليج وغيرها من البلدان العربية والاسلامية. – السعي، بعد تطور العلاقة مع السعودية الى تقديم كل الدعم الممكن لمساعدة العراق في اعادة اعمار بنيته التحتية للمناطق التي هدمها ودمرها داعش. – بدء صفحة جديدة من تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السعودية والعراق وفسح المجالات للاستثمارات المتبادلة بين البلدين. – كسر حاجز عدم الثقة او العلاقة الباردة بين السعودية والعراق بما يؤسس لعلاقات ودية واخوية تبعد كل منهما ان يكون طرفاً في الصراعات الاقليمية خاصة تلك التي تتعمد في جعل العراق ساحة لها. – تمكن العراق، بعد تحسن علاقته بالسعودية من القيام بدور مهم في التوضيح للسعودية بأهمية تبريد العلاقة المتوترة بينها ودول مجلس التعاون الخليجي الاخرى مع ايران. – تمكن العراق، الذي يحظى بثقة السعودية وايران، ان يلعب دور الوسيط المهم في تخفيف حدة التوتر بين المجموعة الخليجية وايران وتحسين العلاقة بينهما بما يعزز دور العراق الاقليمي من جهة، وبما يبعده عن الاثار السلبية لتوتر تلك العلاقات وتداعياتها السلبية عليه من جهة اخرى.

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار