مع اعلان بيان النصر في الموصل المحررة من قبل رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، انطلقت في محافظات النجف وذي قار وميسان مسيرات الفرح بالقضاء على الارهابيين وتحرير الارض من دنسهم، مثمنة التضحيات الكبيرة التي بذلها ابطال القوات الامنية والحشد الشعبي بتحقيق هذا الانجاز الذي اشاد به العالم اجمع. لحظة انتظرها العراقيون بلهفة فقد خرج العشرات من الشباب والناشطين المدنيين في ساحة ثورة العشرين بالنجف، حاملين معهم الاعلام العراقية للاحتفال بتحرير مدينة الموصل من “داعش” الارهابي. وقال الاعلامي صباح التميمي لمراسل “الصباح” حسين الكعبي: “ان هذه اللحظة انتظرها كل العراقيين بشغف كبير، وقد تحققت بسواعد الابطال ودماء الشهداء وآهات الثكالى والايتام، ولا ينبغي التفريط بها تحت اي ظرف او عنوان” داعياً الى التوجه من هذه اللحظة لرسم الخطط والبرامج التي تضمن عدم عودة “داعش” او غيره. واضاف ان العراقيين ليس لديهم الان سوى الحوار والمصالحة واعمار ما دمرته الحرب لتجاوز ازمة الماضي وبناء عراق جديد قائم على تساوي جميع العراقيين بكل اطيافهم ومكوناتهم. من جانبه، قدم عضو المجلس المحلي لقضاء النجف (المركز) حسن الرشدي، التهنئة للشهداء الذين قدموا دماءهم الزكية في سبيل الوطن ولمرجعيتنا الرشيدة والحشد الشعبي وقواتنا البطلة بمختلف صنوفها، والدعوة بالشفاء العاجل للجرحى. وبين ان الجميع مطالب بدعم اسر الشهداء والجرحى وكل من ضحى من اجل انقاذ البلد من ارهاب “داعش” لان هؤلاء المضحين لهم الفضل بعد الله عز وجل بتحقيق النصر، موضحا ان هذا النصر يعد اختبارا لازالة هذا الفكر وتحقيق اللحمة بين ابناء البلد.
تنظيم مهرجان النصر ولم تقتصر الاحتفالات بالنصر على المسيرات العفوية التي اظهرت معالم الفرحة لدى جميع فئات وشرائح المواطنين، وانما هناك احتفالات تم تنظيمها من اللجنة التنسيقية لمنظمات المجتمع المدني في ساحة ثورة العشرين. وقال رئيس مركز (المرايا) للدراسات والاعلام حيدر الزركاني، ان الواجب يفرض علينا الاحتفال بهذا النصر الذي نشر الفرح بين جميع العراقيين، مشيرا الى ان ما نراه من احتفالات عبرت بصدق عن مشاعر المواطنين الذين يرفضون الظلم والتفريط بأي شبر من ارضهم. فيما نظم اتحاد الادباء والكتاب في النجف الاشرف مهرجاناً شعرياً بهذه المناسبة العظيمة. وقال مسؤول الاعلام في الاتحاد علي العبودي لـ”الصباح”: “ان الاتحاد اقام مهرجان النصر الشعري بمناسبة اعلان النصر على “داعش” الارهابي وتحرير مدينة الموصل”، مبيناً ان المهرجان حظي بمشاركة واسعة من الشعراء النجفيين. احتفالات شعبية الى ذلك، شهدت محافظة ذي قار احتفالات شعبية واسعة بمناسبة تحرير مدينة الموصل من العصابات الاجرامية، حيث تجمع المئات من المواطنين في مركز مدينة الناصرية وعدد من اقضية ونواحي المحافظة للتعبير عن فرحهم بالقضاء على زمر الارهاب وسقوط خرافة “داعش”.وقال النائب الاول لمحافظ ذي قار عادل الدخيلي لمراسل “الصباح” حازم محمد حبيب: “ان بزوغ نصر التحرير في الموصل لم يتحقق لولا تضحيات ودماء مقاتلينا الابطال التي سالت دفاعاً عن الوطن وتربته الطاهرة”. واضاف ان هؤلاء المقاتلين سطّروا اروع الملاحم والبطولات ضد قوى الشر والضلالة بفضل فتوى المرجعية الدينية الرشيدة، مثمنا البطولات التي قدمها رجال القوات المسلحة والحشد الشعبي وشهامتهم في استعادة كل ما اغتصبه الدواعش الأنجاس من تراب الوطن الغالي. وحيا الدخيلي عوائل الشهداء الذين لبّوا نداء الوطن وجادوا بأنفسهم عطاءً لبلدهم ودينهم دفاعاً عن مقدساتهم ومنحهم المنزلة التي يستحقونها، مشدداً على دعمه ومساندته لهم بمختلف الامكانات. من جانبه، قال محمد عطار العبودي (موظف): ان المئات من اهالي مدينة الناصرية تجمعوا بشكل عفوي وسط المدينة للمشاركة في احتفال تحرير مدينة الموصل وتخليص اهلها من الارهاب الداعشي، اذ تابع المواطنون عملية تحرير المدينة القديمة لحظة بلحظة وبعد اعلان التحرير نزلوا الى الشارع للتعبير عن فرحهم والاشادة ببطولات القوات الامنية التي خاضت معارك الشرف ضد الارهاب وعناصره المنهزمين.
مسيرات الفرح ولاقت الانتصارات المتلاحقة في نينوى ايضا ردود افعال العديد من ابناء ميسان وهم يباركون بنصر قواتنا المسلحة والحشد الشعبي، من خلال تجمعاتهم التي طافت مدينة العمارة والاقضية والنواحي مبتهجين بهذا الانجاز الذي اعلنه رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي. وهنأ محافظ ميسان علي دواي الشعب العراقي بمناسبة تحرير الموصل واعلان دولة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بيان النصر، معرجا بحديثه لمراسل “الصباح” سعد حسن بقوله: “لتعرج الحروف الى منازلكم في عليين لتعانق أرواحكم ابتهاجا بالنصر.. يا شهداء العراق.. يا من بلسمتم جراح وطنكم واهديتم تنهيدة آمنة ﻷطفاله.. نزف بشرى اﻻنتصار لكم يا شهداء بلدي الجريح فأنتم بدمائكم منحتموه العافية من جديد… لمدنه وقراه والموصل الحدباء”، مباركا نصر العراق والعراقيين بدماء شهدائه وجرحاه.
حد فاصل لنهاية الإرهاب اما مسؤول قسم الفنون في جامعة ميسان الدكتور محمد كريم الساعدي، فقد عبر عن دعمه للقوات الامنية والحشد الشعبي في حربهم ضد الارهاب الداعشي، مشيرا الى ان هؤلاء الابطال يقفون في مقدمة الركب للدفاع عن الوجود الانساني الذي بات “داعش” وحركات الارهاب العالمي تهدده. من جانبه، بارك رئيس المكتب الاقليمي لحماية الحياة البرية والبحرية جاسب المرسومي، الشعب العراقي بانتصارات قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي في تحرير مدينة الموصل، اذ تعد هذه المعركة بمثابة الحد الفاصل لنهاية الارهاب في العراق وعودة النازحين الى ديارهم. الى ذلك، هنأ الاعلامي باسم الشيخ علي، القوات الامنية وابطال الحشد الشعبي واهالي الموصل بتحريرها من رجس الدواعش، فضلا عن بسالة صقور الجو وطيران الجيش الابطال، الى جانب الاجهزة الامنية الاخرى كمديرية الاستخبارات والمخابرات والمدفعية والدور المشرف الذي ابداه الاعلاميون، مما اعطى هذا النصر مصداقية مطلقة وموثقة.