عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

ورقتان !!

المقالات 07 أغسطس 2017 0 209
ورقتان !!
+ = -

 

13 views مشاهدةآخر تحديث : الإثنين 7 أغسطس 2017 – 8:45 صباحًا
ورقتان !!
حسن العاني

لا تكاد الشعوب في عالمنا المعاصر تجهل شيئاً مثل جهلها بتنظيم (داعش)، كيف نشأ وأين ولد وما هي عقيدته ومن يموله، ولماذا اختار (العراق والشام) لقيام دولته، وهل ينوي توسيع هذه الدولة مستقبلاً لتشمل الوطن العربي مثلاً، ثم البلدان الاسلامية وصولاً الى اخضاع الكرة الارضية لهيمنته، ومن أين استقى فكرة الانتحار والتفجير، وهل هذه الفكرة تقوم على اساس شرعي ام لا تقوم، وماذا تقول الاديان جميعها وفي مقدمتها الدين الاسلامي، ما الذي يدفع الداعشي الى الموت بهذه الطريقة البشعة، هل الدافع هو الحصول على بضعة دولارات، هل هناك عملية غسيل ادمغة، هل هي قناعة، هل يجري تخدير الانتحاري قبل تنفيذ مهمته، هل الانتحاري شجاع ام جبان، تحت أي عذر وأية ذريعة يرفع التنظيم راية “محمد رسول الله”، وفي أية آية كريمة وأي حديث نبوي شريف يجوز تفجير الاسواق والمدارس ورياض الاطفال ومستشفيات الولادة ومراكز الشرطة وثكنات الجيش والحسينيات والجوامع والكنائس ودور العبادة، ولو – لا سمح الله – نجح التنظيم واقام دولته في سوريا والعراق فلماذا انضوى تحت جناحيه آلاف المقاتلين من الصين والمانيا ولندن وكوريا وباريس واميركا والفلبين وايطاليا و.. و.. هل ضجروا من العيش في فرنسا مثلاً او السويد او كندا او نيويورك وقرروا المجيء الى العراق وسوريا للاصطياف والعيش بأمان؟! ما زالت أمامي عشرات الاسئلة التي تتضمنها الورقة الاولى، ولكن الورقة الثانية هي الاهم، ويكفي ان هذا التنظيم الذي اخترق كبريات البلدان المعروفة بقوتها الامنية والاستخبارية والعسكرية والتكنولوجية، لقي حتفه في العراق، وداست رأسه بساطيل ابطالنا الذين انهوا بعبع داعش واسطورته الخرافية… وإذن كان من حق العراقيين جميعاً، أن يحتفوا بهذا النصر الذي رسمته دماء الشهداء، ويحتفلوا به احتفالاً يليق بحجمه ونوعه ومنزلته التاريخية، ولكننا – بدون استثناء – وكالعادة لم نحسن الاحتفاء ولا الاحتفال، فمنذ ثأر الابطال لاغتيال (الحدباء) ونحن نصفق ونزغرد ونغني على الفطرة، وهو أمر مطلوب، ولكن المطلوب الاول هو ان ننقل للناس دلالة هذا النصر ومعانيه، وننقل لمحيطنا العربي والاقليمي، ولدول العالم كلها، إن العراق تاريخ وحضارة وحاضر وكفاءة ووطنية، نريد أن نسمع من القادة العسكريين كيف تم النصر، ونسمع قصصاً حقيقية من الجنود، نريد رؤية أسرى الدواعش  يقدمون لنا كشفاً لافكارهم وعوالمهم وخصوصياتهم، نريد محللين سياسيين وعلماء نفس ومفكرين ونريد ونريد اجابات على اسئلة الورقة الاولى، لان انتصار الموصل يدعونا الى الاحتفال بما يوازي مكانته، فهو ليس حفلة ختان او ليلة زفاف او فرحة عريس، بل هو وطن اثبت للكون انه عند الشدائد قادر على النهوض من كبوته ورفع الراية الى عنان السماء.

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار