يترقب المستثمرون إعلان الشركات عن نتائج أعمالها من فصل إلى آخر، خاصة فيما يتعلق بالمؤسسات الكبرى التي يبحث مساهموها عن إعلانات الأرباح وتوزيعها، في حين تستهدف بعض الشركات العمل بمبدأ “البحث عن تعظيم قيمة المنشأة” بشكل يفوق الاهتمام بتحقيق أرباح في الفترة الحالية، مفضلة التركيز على النمو المستقبلي. ارتفاع الخسائر وتبرز العديد من الشركات الأميركية الكبرى التي تسجل خسائر فصلية قوية، لكنها ترفع درجة استثماراتها المستقبلية بحثاً عن النمو. خسائر قوية تحققها شركة “تسلا” بالرغم من أنها أكبر شركة سيارات أميركية من حيث القيمة السوقية. ولا تهتم الشركة حتى بتقليص خسائرها، حيث كشفت نتائج أعمالها عن ارتفاع تلك الخسائر بنحو 40 بالمئة خلال الربع الثاني من العام الجاري عند 401.42 مليون دولار. وعلى الرغم من إخفاق “تسلا” فيما يخص الأرباح، فإنها على مستوى الإيرادات حققت نمواً بنحو 120 بالمئة، خلال الثلاثة أشهر المنتهية في حزيران الماضي إلى 2.78 مليار دولار. ويبدو أن الشركة الأميركية تتطلع للمستقبل بصورة أكبر من الحاضر، فهي تؤسس مصانع سوف تخرج للنور بعد فترة من الوقت وبتكاليف ضخمة، كما أنها تهتم بالاستثمارات في مجالها الرئيس وتنفق مليارات الدولارات لتمويل تطلعاتها بشأن صناعتها. وفي الشهر الماضي قررت الشركة بناء أكبر محطة في العالم لإنتاج بطاريات “ليثيوم أيون” لتخزين الطاقة، في جنوب أستراليا، وفي غضون 100 يوم. وقال “إيلون موسك”، رئيس “تسلا” عن المشروع: “يمكنك شحن البطارية بشكل أساسي عندما تكون لديك طاقة زائدة وتكلفة الإنتاج منخفضة جداً، ثم تصريفها عندما تكون تكلفة إنتاج الطاقة عالية”، مشيراً إلى أن هذا سيخفض بشكل فعّال متوسط التكلفة للعميل النهائي. كما أن الشركة تعمل على تطوير صناعة سياراتها وتبذل كل مجهودها لتوفير التمويل الازم، فهي خلال شهر تموز أطلقت نموذج سيارات “تسلا3”، ومنذ إصدارها تسلمت “تسلا” 1800 طلب يوميا. وبعد ذلك النجاح قررت الشركة الأميركية طرح سندات بقيمة 1.5 مليار دولار، لتعزيز ميزانيتها العمومية، وللأغراض العامة بالشركة. كما يُبدي دائماً رئيس الشركة تطلعات بشأن المستقبل، حيث صرح بأن الروبوتات سيعتمد عليها “لتفعل كل شيء بصورة أفضل من البشر في المستقبل”. وتبلغ القيمة السوقية لأكبر شركة سيارات أميركية 60.28 مليار دولار، ومنذ بداية العام ارتفع سهم “تسلا” 70.3 بالمئة.

نظرة للمستقبل تكبدت شركة “أوبر” خسائر بقيمة 708 ملايين دولار خلال الربع الأول من العام الحالي. كما سجلت الشركة الأ ميركية العاملة في مجال تكنولوجيا النقل خسائر بنحو 2.8 مليار دولار في عام 2016. وبالرغم من ذلك فإن الشركة تسير في إضافة المزيد من إجراءات تطويرها، حيث تخطط لإصدار بطاقات ائتمانية خاصة بها عبر بنك “باركليز”. وتسعى إلى تحسين علاقتها بموظفيها فأعلنت الشهر الماضي أنها ستسمح للسائقين بالحصول على “بقشيش” أو إكرامية، كما أنها حددت المملكة المتحدة كدولة يستقبل سائقوها “البقشيش”، لتحسين أحوال أكثر من 50 ألفاً من سائقيها ببريطانيا. ولم تمنع خسائر “أوبر”، ومشاكلها الإدارية بسبب الاستقالات المتعددة من مسؤولين داخلها، الشركة من إجراء المشروعات الاستثمارية، اذ صوت مجلس إدارتها بالموافقة على بدء الإجراءات بشأن عرض شراء “سوفت بنك” لأسهمها، كما وافقت الشركة على التحالف نفسه والمقدم من مجموعة “دراغونير إنفستمنت جروب”.