عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

الجمهور السياسي

المقالات 29 أغسطس 2017 0 178
الجمهور السياسي
+ = -

 

16 views مشاهدةآخر تحديث : الثلاثاء 29 أغسطس 2017 – 10:30 صباحًا
الجمهور السياسي
نجاح العلي

من بديهيات علم الاتصال والاعلام ان عملية الاتصال المقروء والسمعي والبصري تتكون من مرسل او قائم بالاتصال ورسالة ووسيلة لنقلها ومن ثم الجمهور او المستقبل لمحتوى الرسالة ومن ثم رجع الصدى المعبر عنه بالتأثيرات وردود الافعال التي احدثتها الرسائل الاعلامية، وهكذا تستمر عملية الاتصال بحلقة دائرية ديناميكية تتطلب التحديث والتغيير في الرسالة الاعلامية وصولا الى احداث التأثير في الجمهور. لكن مع الاسف الشديد اغلب الدراسات الاعلامية وفي علم السياسة والاجتماع تهمل الجمهور رغم اهميته في احداث التغيير في المجتمع وفي الاصلاح السياسي المنشود، والتجارب الاقليمية والعالمية كثيرة لما لدور الجمهور من القدرة في تغيير الانظمة السياسية او الغاء قوانين او تعديلها او شحذ الهمم والتعبئة الجماهيرية لتحرير الارض واعطاء تدفق مستمر من رفع الروح المعنوية للمواطنين والمقاتلين كما حصل في عمليات تحرير الاراضي العراقية من دنس التنظيمات الارهابية تزامنا مع توحيد الخطاب الاعلامي المحلي والاقليمي والدولي ضد العنف والارهاب وهو عامل اساسي مهم ومؤثر في دعم زخم المعركة. بعض الاحزاب السياسية العراقية وفي التفاتة ذكية منها بدأت بتلمس مزاج الناخب العراقي لتعدل من خطابها السياسي واجراء اصلاحات في هياكلها التنظيمية لكسب المزيد من المؤيدين لها، وبعضها الاخر بقي مستمرا في خطابه القومي والديني والفئوي والمذهبي المتزمت، ظنا منها ان مؤيديها ومسانديها مثل جمهور كرة القدم يبقون مستمرين بالتمسك بها رغم خساراتهم المتلاحقة وسوء ادائهم، وهو امر ينم عن قصور رؤية وجهل باشتراطات اللعبة السياسية ومتطلبات مراحلها، فالجمهور السياسي متغير وديناميكي يتأثر بالاداء السياسي في تحسين ظروف المعيشة والحياة الحرة الكريمة والاستقرار والازدهار الاقتصادي في المجتمع، اما جمهور كرة القدم فهو ثابت لان عامل الفوز والخسارة في المباراة رغم اهميته لكنه ليس اساسا لتحقيق الولاء للفريق وقد ينسى هذا الجمهور المباراة بعد ساعات من انتهائها كما انها لاتؤثر في حياته اليومية ومعيشته مثلما يؤثر سوء الاداء السياسي الذي لايمكن نسيانه بسهولة. النظرة  الاولية للجمهور العراقي انه جمهور متقلب وصعب المراس لايمكن ترويضه، وبدأ شيئا فشيئا ينسلخ عن التمسك بالعاطفة والدين والمذهب ليتحول الى جمهور براغماتي يعي اهمية دوره في احداث التأثيرات والتغييرات الجوهرية في رسم العملية السياسية المقبلة وبدأ يبحث عن مصالحه في توجهات وطروحات الاحزاب السياسية وادائها وكفاءتها ونزاهتها ومهنيتها رغم عدم قناعته التامة بتسمياتها او جذورها التاريخية او طروحاتها الايديولوجية والفكرية. مراكز ابحاث وجامعات واجهزة مخابرات عالمية تتابع باهتمام وتركيز عاليين التغيرات السياسية الجوهرية الجارية في بلدنا ومحركها الاساس والعامل المؤثر فيها هو الجمهور، يقابلها عدم اكتراث ولامبالاة من جامعاتنا ومراكز الابحاث والباحثين والمهتمين بالشأن السياسي بل حتى من قبل الاحزاب السياسية العراقية نفسها،  رغم ان الاخيرة تستند وتعتمد بشكل كامل على الجمهور لحصد اكبر عدد ممكن من مقاعد مجلس النواب ومجالس المحافظات.

شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار