وصل الى العاصمة السعودية أمس.. ويلتقي السيسي وشيخ الأزهر في القاهرة اليوم
اعلن رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي امس، مشروعاً ورؤية عراقية لمستقبل المنطقة تقوم على اساس التنمية وبسط الامن بدل الخلافات والحروب. ووصل رئيس الوزراء مساء امس السبت، الى المملكة العربية السعودية في جولة تشمل عددا من دول المنطقة. يأتي هذا في وقت اعلن فيه السفير العراقي لدى مصر حبيب الصدر لـ”الصباح” ان الدكتور العبادي سيزور القاهرة اليوم الاحد. وقال العبادي في كلمته قبيل زيارته الرياض: ان “العراق ومن تجربته الصعبة والناجحة في تجاوز خطر الارهاب والتقسيم ونهوضه منتصرا وقويا وموحدا دولة وشعبا يرى، ومن دافع الشعور بالمسؤولية أن دول وشعوب المنطقة لها تحديات واهداف مشتركة كثيرة، وضرورة ان نطرح مبادرة شاملة بأبعاد تنموية واقتصادية بالدرجة الاساس من شأنها اعادة صياغة العلاقات السياسية بين دولنا وشعوبنا على اسس سليمة ودائمة”. واوجز الدكتور العبادي المشروع والرؤية العراقية وفق الاسس الآتية: اولا : ان الصراعات الدائرة في المنطقة لم ولن تجلب لشعوبنا سوى الدمار والتخلف ، وقد تسببت بنزيف هائل للطاقات البشرية والطبيعية وضياع لفرص التنمية والتقدم . ان اطفاء هذه النزاعات المدمرة وحقن الدماء ووقف سياسات التدخل لإذكاء الصراعات هي القاعدة الصحيحة والبديل الوحيد للانطلاق لعهد جديد من التعاون والبناء. ان من الخطأ ان تنظر دول المنطقة لمصالحها بشكل منعزل عن مصالح الآخرين ، وان رؤيتنا تتمثل في ان نعمل بشكل مشترك لبناء مصالحنا واقتصادياتنا بشكل تكاملي دون معزل عن بعضنا البعض فكما اثبتت الظروف ان الامن لا يتجزأ فكذلك الاقتصاد والتنمية والرفاهية لا يمكن ان تتحقق في دولة دون اخرى ، ودون ان ننهض معا ستتعثر كل مشاريع التنمية والاستقرار . ان مجموعة جهودنا يجب ان تضاف بعضها لبعض لتكون محصلة مضافة لنا جميعا. ثانيا: نسعى لتأسيس علاقات دائمة وعميقة وراسخة بين شعوبنا وان لا نقصرها على العلاقة بين الحكومات لان العلاقة بين الشعوب تضمن استقرار العلاقات امام التحولات السياسية. ثالثا: يجب ان نعطي بارقة امل كبيرة للشباب والا يتركوا نهبا للارهاب والفكر المنحرف والدخيل الذي يستغل طاقاتهم بالاتجاه السلبي وينقلهم من خندق البناء الى خندق القتل والهدم . ان اعطاء الامل بدل اليأس من خلال برامج توفر فرص عمل للشباب من خلال التأهيل والمشاريع المنتجة يعطي قوة وزخما هائلين باتجاه اصلاح المجتمعات . رابعا: ان الاتفاق على برنامج تنمية شاملة والاستخدام الامثل للطاقات هو البديل الصحيح في ظل سياسات عادلة تقوم على اساس المواطنة والمساواة بالحقوق والواجبات دون تمييز . بالاضافة الى مشاريع التنمية على المستويات الوطنية، لا بد من العمل والتنسيق لنهوض المنطقة ككل حيث لا يمكن تحقيق الامن والسلام والرفاه في المنطقة اذا بقيت الهوة كبيرة بين شعوب غنية واخرى فقيرة. خامسا: ان انشغال دول المنطقة بالصراعات في ما بينها وعدم استثمارها لمواردها بالشكل الامثل همش دورها محليا وعلى المستوى العالمي. اننا نرى وجوب ان نعمل جديا بأن يكون لدول منطقتنا صوت مسموع ومؤثر في صناعة القرار على كل المستويات العالمية والمحلية من اجل ان يصبح العالم اكثر امنا وعدالة”. ومن المقرر ان يحضر الدكتور العبادي الاجتماع التنسيقي الاول بين العراق والسعودية، اضافة الى اجرائه عددا من اللقاءات مع قادة الدول. وتهدف الجولة، بحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي تلقت”الصباح” نسخة منه، الى “تعزيز التعاون بين العراق ودول المنطقة بما يخدم مصلحة العراق وشعبه، خصوصا بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية على عصابات داعش الارهابية واقترابها من حسم المعركة، ما يتطلب تضافر الجهود للشروع بمرحلة جديدة من التنسيق مع دول المنطقة لإعادة إعمار العراق والتعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والمجالات الاخرى”. ويرافق رئيس مجلس الوزراء لحضور الاجتماع التنسيقي في السعودية عدد من الوزراء والمسؤولين والمتخصصين في المجالات المختلفة. ويعد الاجتماع، ايذانا ببدء بمرحلة جديدة بين البلدين، بدأت بزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى بغداد، وزيارة الدكتور العبادي الى الرياض، لتبدأ مرحلة الزيارات واللقاءات الثنائية بين مسؤولي البلدين. وكان الدكتور العبادي قد تلقى الخميس الماضي، اتصالا هاتفيا من ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز. وبارك الملك سلمان بن عبد العزيز للعراق حكومة وشعبا الانتصارات المتحققة على الارهاب، مؤكدا رغبة المملكة العربية السعودية بتمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما وجه دعوة للدكتور العبادي لحضور الاجتماع التنسيقي الاول بين البلدين الذي سيعقد في السعودية مطلع الاسبوع المقبل. بدوره اكد رئيس الوزراء ان العراق يسعى الى تعزيز اواصر التعاون مع السعودية في مختلف المجالات، مشيرا الى ان المعركة مع الارهاب والقضاء على داعش باتت في نهايتها واقتربنا كثيرا من حسم المعركة ونتطلع لمساهمة الدول في اعادة الاستقرار . في غضون ذلك، يصل القاهرة اليوم الاحد رئيس الوزراء قادما من السعودية في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً يلتقي فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل، وشيخ الازهر الشريف احمد الطيب، اضافة الى امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط للتنسيق والتشاور في عدد من القضايا المشتركة . وقال سفير العراق لدى مصر والمندوب الدائم بالجامعة العربية حبيب الصدر في تصريح خاص لـ”الصباح” امس السبت: ان “هذه الزيارة تأتي ضمن جولة عربية يقوم بها رئيس الوزراء من أجل توضيح الحقائق بما يدور بالعراق، خاصة في ملف استعادة الامن والنظام وفرض القانون على المناطق المتنازع عليها مع اقليم كردستان، والتنسيق والتشاور بخصوص محاربة الارهاب والتبادل التجاري والتنسيق السياسي بمجالات عدة”. واضاف ان “رئيس الوزراء سيلتقي نظيره المصري من اجل التنسيق بما يخص اللجنة العراقية المصرية، التي من المفترض ان تنعقد الشهر المقبل برئاسة رئيسي وزراء البلدين والتوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية في شتى المجالات التي ستكون طفرة كبيرة في العلاقات بين مصر والعراق، والتي شهدت في الاونة الاخيرة تطورا ملحوظا، خاصة في مجال التبادل التجاري وتزويد مصر بمليون برميل نفط خام عراقي شهريا باسعار ميسرة للوقوف مع مصر اقتصاديا”. واشار السفير الصدر الى ان “زيارة العبادي سيكون لها اثر كبير واعتقد انها زيارة ناجحة بأمتياز