رداً على زيارة العبادي الأخيرة
يأتي ذلك في وقت شهدت علاقات البلدين تطوراً كبيراً منذ تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة التي كان من أبرز عناوينها الانفتاح على دول العالم وبخاصة العربية والإقليمية منها مع الابتعاد عن سياسة المحاور، وتحول الخطاب الرسمي العراقي نحو دبلوماسية أكثر مرونة مع دول الجوار اتسمت برغبة العبادي في إعادة بناء علاقات العراق مع محيطه العربي، إضافة الى تغير الستراتيجية التي اتبعتها المملكة تجاه العراق. وقال القيادي، في التحالف الوطني والنائب عن كتلة بدر، عبد الحسين الازيرجاوي، في تصريح خص به “الصباح”: إن “زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى السعودية شكلت منعطفا سوف ينعكس ايجابا على علاقات البلدين، مبيناً ان الزيارة التي جاءت ضمن جولة شملت عدداً من الدول ليست اصطفافا ضد أحد بل كانت منسجمة مع ستراتيجية الحكومة في إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول هاجسها المصالح المشتركة والابتعاد عن سياسة المحاور. واضاف الازيرجاوي ان كلا من المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الاسلامية تعاملتا مع العراق بصفته منتصراً على الإرهاب وله حق استعادة مكانته وهيبته بين الدول الاخرى وضرورة دعمه وعدم زجه في مشاكل جمة وتجاذبات قد تنعكس سلباً عليه بشكل أو بآخر، لافتاً إلى أن زيارة ولي العهد السعودي تأتي ردا على الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الحكومة العراقية وللمحافظة على المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين. وأشار الازيرجاوي إلى أن السعودية بلد عربي شقيق له ثقله وتاثيره السياسي والاقتصادي والزيارات المتبادلة بين البلدين تسهم في حل المشاكل والاختناقات خصوصا وأن المسائل الخلافية بينهما ليست عميقة أو غير قابلة للحل، لافتاً إلى ان زيارة ابن سلمان المرتقبة ستفتح افاقا جديدة تختلف عن الماضي ومشاكله، كما ان من مصلحة العراق التواصل مع القيادة الشابة التي يمثلها ولي العهد. ويرى القيادي في التحالف الوطني أن من الضروري الابتعاد عن طرح الامور عن كل ما يشكل فجوة بين البلدين أو يثير حساسية أحدهما، فبالنسبة للمصلحة العراقية فان إقامة علاقات طيبة مع الرياض يعني تحسين علاقاته مع دول أخرى كثيرة ومهمة على اعتبار أن المملكة لديها علاقات متينة بدول مهمة في المنطقة وخارجها، أما السعودية فستستفيد من علاقتها الطيبة بالعراق في تخفيف التوتر مع إيران وربما إيجاد حل لأزمتها مع قطر. بدوره ذكر الخبير الستراتيجي، الدكتور علي العامري، ان الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي ستلاقي نجاحاً كبيراً خصوصا أن محمد بن سلمان يسعى لإقامة مملكة دستورية ويقود حملة لتغيير الخطاب الذي شاع في سنوات خلت. واضاف العامري، في حديث لـ”الصباح”، ان الجيل الثالث من الأسرة الحاكمة السعودية يعمل منذ تسعينيات القرن الماضي شكليا على الاقل باتجاه التحديث والتغيير الاقتصادي والسياسي، مبيناً أن ولي العهد محمد بن سلمان هو امتداد لهذا الجيل وهناك كثيرون يدفعون به بهذا الاتجاه، اضافة الى ضغوط حلفاء الرياض الستراتيجيين. وأشار العامري الى ان الحكومة العراقية تعمل بدأب على إقامة أفضل العلاقات بين البلدين، لمعرفتها ان المملكة دولة مهمة وتقود التفاعلات على الساحتين العربية والاقليمية، منوهاً بان المعادلة الاقليمية الجديدة تحتم على المملكة ان تختار العراق ليكون الاساس فيها. ونصح العامري السياسيين العراقيين بالتهيؤ للزيارة المرتقبة، مبيناً ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الفاعل الأهم في دائرة صناع قرار الرياض.