الولوج الى التكنولوجيا المتطورة في الخدمات المالية ودفع مستحقات الموظفين، لاسيما الرواتب عبر خدمة توطين الرواتب التي تقدم من قبل (15 ) مصرفا عاما وخاصا، بات امرا واقعا واصبح للتقنية دور كبير في التحول من مجتمع نقدي الى الكتروني في التعاملات . وتعني عملية “توطين الرواتب” ان يمارس المصرفي دوره الفعلي في ادارة المال ونقله من وزارة المالية الى شريحة الموظفين وتقترن بهذه الخدمة بخدمات اخرى ساندة تقدم من المصارف تحت مظلة التنافس.
رأس المال مدير عام المدفوعات في البنك المركزي العراقي ضحى عبد الكريم قالت لـ “الصباح” :إن “الانتقال الى مرحلة جديدة اكثر تطورا بات واقعا، بعد ان كان عبارة عن خطط تنتظر التنفيذ “لافتة الى ان “هذه العملية تحقق جدوى اقتصادية الى القطاع المصرفي والاقتصاد الوطني من خلال دورة راس المال داخل الجهاز المصرفي، باعتماد تكنولوجيا متطورة في التعامل مع الراتب حيث يوطن في حساب خاص للموظف الذي يمتلك بطاقة الكترونية معبأة بمبالغ مالية يمكن ان يستخدمها في تعاملاته اليومية”.
تحويل المجتمع بينت عبد الكريم ان توطين الرواتب اول خطوة لتحويل المجتمع من مجتمع نقدي الى الكتروني من خلال الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة التي شهدها العالم وتم تبنيها محليا، حيث ينفق الموظف عبر البطاقة الاكترونية المبالغ التي يحتاجها ويوطن المبلغ الفائض عن الحاجة في الجهاز المصرفي”، مشيرة الى ان “هذه العملية تحرك النشاط الاقتصادي في البلد من خلال احتفاظ الجهاز المصرفي بمبالغ مالية كبيرة كأن يذهب الاكتناز دون فائدة اقتصادية”. واشارت الى ان “هناك شركات متخصصة مكلفة بنشر الاجهزة التي يمكن ان تتعامل معها البطاقات في جميع الاماكن، ويجري التداول مع الشركات المتخصصة بتوزيع اجهزة الاتمات المخصصة لهذا الغرض في جميع المناطق التجارية على ان تكون المسافة بين جهاز واخر 500 متر، وان عملية سحب الاموال تقدم دون اي نسبة فائدة”.
التقنية المتطورة مؤكدة انه تم “اختيار 15 مصرفا لتبنى عملية توطين الرواتب من قبل البنك المركزي الذي وضع ضوابط معينة لهذه العملية توفرت في هذه المصارف، حيث تمتلك التقنية المتطورة التي تم اختيارها، والبطاقة التي تصرف الى الموظف يمكن ان تستخدم محليا ودوليا”. ولفتت عبد الكريم الى ان “المصارف التي تحقق تكاملا في الانظمة والتقانات المطلوبة لعملية توطين الرواتب سيتم ادخالها الى هذه الخدمة الى جانب المصارف المشمولة، ويحق للموظف اختيار المصرف الذي يقدم الخدمة الافضل كالقروض والتسهيلات وغيرها من الخدمات والتي تعزز التنافس بين المصارف”. وبينت ان المصارف تتنافس وتقدم خدمات كثيرة منها على سبيل المثال قروض للحج بدون فوائد وغيرها من الخدمات الجاذبة للزبائن التي ستكون وفيرة، لاسيما مع اعطاء الموظف حرية اختيار المصرف لتوطين راتبه”.
موارد بشرية المدير التنفيذي لرابطة المصارف العراقية الخاصة علي طارق قال: ان”تبنى الانظمة المتطورة في قطاعنا المالي يتطلب موارد بشرية قادرة على التعامل مع هذه التقنية، وهنا يأتي دور الرابطة في تحقيق تكامل بين التقنية والخبرات اللازمة”. واكد طارق لـ” الصباح” ان “الرابطة عملت على تدريب اكثر من 2000 موظف خلال العام الحالي على مختلف الانظمة المتطورة التي مكنت من توفر الخبرات في اهم الاقسام لاتمام العمل المصرفي بالشكل الصحيح “.
ائتمان وخدمات مشيرا الى ان “الفائدة من توطين الرواتب للزبون اكثر منه للمصرف، حيث تقدم الى جانب هذه الخدمة ائتمان وخدمات كثيرة عرضتها المصارف خلال المعرض الذي نظم مؤخرا في فندق الرشيد واستقطب عددا من الموظفين وخبراء في الشأن المالي”. ونبه على ان “هذه العملية تقلل من مخاطر نقل الاموال، وتدعم القدرات المالية للجهاز البنكي”.