جاء ذلك في ندوة نظمها «معهد التقدم للسياسات الانمائية» ضيّف فيها وزير التعليم العالي والبحث العلمي وشارك فيها نخبة من السياسيين والباحثين والاكاديميين لمناقشة استراتيجية الوزارة في تطوير قطاع التعليم بالبلد، وبحث مستقبل التعليم في ظل الظروف الحالية، وسبل استعادة التعليم لمكانته السابقة وتطويره مع الاخذ بنظر الاعتبار الحاجات الوطنية والتقدم الذي يشهده العالم من حولنا. وعبر رئيس المركز، مهدي الحافظ، في مستهل الندوة التي حضرتها الــ»الصباح»، عن سعادته باستضافة وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. عبد الرزاق العيسى للحديث عن خطط وزارته لمستقبل التعليم العالي في البلاد، وضرورة ابعاد الجامعات عن التأثيرات السياسية، كونها موئلا للعلم والبناء، فضلاً عن البحث في اسباب تراجع مستوى التعليم في السنوات الاخيرة بعد انتشار الارهاب واحتلال اجزاء عديدة من البلاد.
إلغاء الوزارة وعد الحافظ، في كلمته، دعوة الوزير لالغاء وزارة التعليم العالي بأنها مهمة وجديرة بالمناقشة، متسائلا في ذات الوقت هل ان العراق بحاجة لهذه الوزارة في ظل الظروف الراهنة؟. وأضاف الحافظ ان هزيمة الإرهاب والانتصار على «داعش» يعيد مناقشة مستقبل التعليم في العراق إلى الواجهة، في الوقت الذي يشهد فيه العالم الدعوة لما يسمى بالمواطنة العالمية، مثنيا في الوقت ذاته على قرار الوزير بمنع العمل السياسي في الجامعات لتجنب الاحتراب بين الطلبة والعمل على تعزيز مسارات الحياة الجامعية لخلق مناخ تربوي بناء. وأشار الحافظ إلى ان الكثير منا يدعون الى الافادة من التفاعل مع العالم الخارجي، فهل يمكن للوزير ان يخطو خطوة كبيرة، يفتح من خلالها الابواب امام التعليم الخارجي في العراق اسوة بما هو حاصل في السليمانية، بوجود جامعة اميركية ناجحة، فلماذا لا نفكر بمشروع مماثل في بغداد؟.بدوره، شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبدالرزاق العيسى، على ضرورة ان يكون اختصاص الوزير متطابقا مع اختصاص الوزارة وليس منصبا سياسيا فحسب، عازيا اعتذاره عن اكمال مهمته في وزارة المالية إلى عدم مطابقتها لتوجهاته المهنية.وأعرب العيسى عن امله في أن يكون جميع الوزراء مهنيين في المراحل المقبلة، بوجود الكثير من العقول العراقية الكبيرة القادرة على ادارة الوزارات بحسب اختصاصها.وكشف العيسى عن توجه الوزارة إلى منح الجامعات العراقية الاستقلال الحقيقي في عملها والتفكير مستقبلا بالغاء وزارة التعليم العالي والاستعاضة عنها بمجلس التعليم ومنح الجامعات الاستقلالية في رسم سياساتها والعمل على منح الحريات الاكاديمية.
مخرجات التربية ودعا العيسى وزارة التربية إلى تولي دورها التربوي، لافتا الى ان مخرجات التربية ليست بمستوى التأهيل الذي ينبغي ان يكون عليه المتخرج من مدارس التربية. وأوضح العيسى ان التعليم العالي يتشكل من خمسة عناصر اساسية هي الطالب والتدريسي والبحث العلمي والمنهج والكادر الاداري بجميع مستوياته، لافتا الى ان الوزارة وضعت ستراتيجية لتطوير التعليم بدءا من الطالب، الى التدريسي الذي يشكل العنصر الفاعل في الجامعات.وأبدى وزير التعليم العالي اسفه ان عقدي الثمانينيات والتسعينيات شهدا زج تدريسيين غير مؤهلين الامر الذي ادى إلى تراجع مستوى التعليم بنحو عام، مشيرا الى وجود خطة لتصحيح المسارات الخاطئة من خلال تأهيل التدريسي واتخاذ اجراءات تتمثل باختيار الاوائل ليكونوا تدريسيين واختيار الكفاءات لابتعاثها إلى الخارج وفقا لضوابط علمية.
قاعدة بيانات وفي دراسة تقدم بها العيسى بين خلالها التقدم المحرز في محور البحث العلمي وأدى الى تحسن تصنيف جامعتي بغداد والكوفة ضمن تصنيف QS لعام 2017 الذي يعتمد قاعدة بيانات سكوبس، مبينا أن جامعة بغداد تقدمت مئة موقع ضمن تصنيف QS حيث أصبحت ضمن أفضل 501 إلى 550 جامعة، وجامعة الكوفةتقدمت مئة موقع أيضا ضمن نفس التصنيف وأصبحت ضمن أفضل 601 إلى 650 جامعة من أصل نحو 4000 جامعة عالمية. واستطرد العيسى ان الوزارة تمكنت وفي مجال تحديث المناهج من انجاز مشروع تطوير وتحديث مناهج لتخصصات الإعلام، علم الاجتماع، الفلسفة، العلوم التربوية والنفسية والقانون والعلوم السياسية، اللغة العربية، اللغة الانكليزية والجغرافية والتاريخ، العلوم الادارية والاقتصاد، التخطيط الحضري والاقليمي، بالاضافة إلى تشكيل لجان جديدة لتحديث مناهج الاثار وحقوق الانسان والديمقراطية واللغات. الموارد البشرية ونوه وزير التعليم العالي بأن الوزارة عملت على رفع كفاءة الموارد البشرية بعد المباشرة بتحديث مناهج التعليم التقني لاستحداث مهارات جديدة تتناسب مع متطلبات السوق، واطلاق 100 بعثة لدراسة الدكتوراه في الاختصاصات النادرة ضمن برنامج، بكالوريوس ـ دكتوراه، فضلا عن تفعيل برنامج التوأمة بين جامعة بابل وجامعة ليفربول جون موريس وكذلك مع نورثهامبتون البريطانيتين، والاهتمام ببرنامج التوأمة بين جامعة بغداد وجامعة سنوبرن الاسترالية، وتخصيص 30 بعثة في كل من تخصصي هندسة النفط والطب النفسي بواقع 15 بعثة لكل منهما، والعمل جار لانجاز فتح فروع لجامعتي نورثهامبتون والجامعة الالمانية. اما في مجال رفع كفاءة التعليم العالي، لفت العيسى الى تشريع قانون التعليم الاهلي 25 لسنة 2016، وتشريع معايير لجودة مؤسسات التعليم الاهلي، وتطوير امتحان الرصانة العلمية، ومعالجة حالات اكثر من 6000 طالب قبلوا في مؤسسات غير معترف بها، مع اتخاذ اجراءات لاغلاق كليات ومعاهد غير معترف بها، واعتماد الطاقة الاستيعابية وفق نسبة الطالب الى التدريسي وتعيين حملة الشهادات العليا، يرافق ذلك منح اجازات التأسيس للجامعات والكليات الاهلية ذات الطابع التخصصي ولا سيما في (هندسة الطاقة، التعليم التقني والفني).