
حظيت زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي للبصرة أمس الأول، باهتمام بالغ على الصعيد المحلي، وكذلك على الصعيد الاعلامي حيث افردت وسائل اعلام مختلفة (مرئية، مسموعة، مقروءة) مساحات مناسبة لتغطية هذه الزيارة «المفاجئة».
الهدف المعلن من الزيارة التي استغرقت عدة ساعات تجول خلالها رئيس الحكومة كعادته في الرحلات الداخلية بين السكان وزار فيها مقرات حكومية وشركات نفطية، كان لمتابعة الوضع الامني في المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط التي تشهد كغيرها من مدن الوسط والجنوب احتجاجات شعبية منددة بنقص وسوء الخدمات، وكذلك تطمين شركات النفط الأجنبية العاملة هناك، بعد تعرضها لمضايقات وتهديدات.
تصريح مكتوب صادر عن مكتب العبادي مساء الثلاثاء، نقل عنه ان «امن البصرة امر مهم واساسي بالنسبة لنا، والامن منظومة متكاملة لا يمكن ان تتجزأ»، مبديا دعمه لـ»الفيحاء» واهلها لانها «تستحق كل الخير من اجل الارتقاء بواقعها في جميع القطاعات».
وأضاف خلال اجتماعه باعضاء مجلس محافظة البصرة، ان «البلد يواجه تحديات عديدة ومنها محاربة عصابات داعش الارهابية ولا ينبغي ان نعطيه الفرصة لان يفرح لخلافاتنا ونزاعاتنا».
وتابع في هذا الصدد: «نحن نجحنا بتحقيق الانتصارات عليه (داعش) وحذرنا المنطقة من خطره وبدات هذه الدول بادراك حجم خطره بعد ان طالها الارهاب، ولذلك فاختلاف وجهات النظر فيما بيننا يجب ان لايؤثر على مصلحة البلاد».رئيس السلطة التنفيذية، دعا جميع الأطراف لـ»حفظ أمن واستقرار البصرة، والابتعاد عن المهاترات السياسية»، مبينا أن» البصرة مهمة لكل العراق ولا ينبغي التصعيد وجر البلاد إلى مالا تحمد عقباه».
وجدد عزمه على محاربة الفساد بكافة اشكاله وفق استراتيجية خاصة، مبينا ان «البعض يريد الاستفادة من سقوط العملية السياسية، وهناك وعي من قبل المواطنين لهذا الخطر».
كما اشار الى ان «الاصلاحات سائرة ولكن البعض ستتضرر مصالحه والبعض الاخر مرتبط باجندات خارجية وهؤلاء يحاولون عرقلة هذه الاصلاحات، ولكننا ماضون بقوة في الاصلاحات والوقوف بوجه الفساد».
وفيما حض رئيس الوزراء محافظ البصرة على الاستمرار في اجراء الإصلاحات، شدد على ضرورة «فسح المجال امام الاشخاص المهنيين لشغل المناصب»، متسائلا «من الذي اعطانا الحق لتوزيع المناصب بين الكتل».
من جهته، اوضح رئيس مجلس المحافظة صباح البزوني خلال مؤتمر صحافي عقده في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، إن سبب زيارة رئيس الوزراء للبصرة يعود «لأهميتها الاقتصادية الكبيرة.. وكذلك ليطلع على أوضاع الشركات النفطية العاملة فيها بعد تعرضها الى تهديدات ومضايقات».
المسؤول المحلي، بين أن «التهديدات والمضايقات التي تعرضت لها الشركات النفطية الأجنبية، وبخاصة شركة (لوك أويل) ، تضمنت قطع طرق مؤدية الى مواقع عملها من قبل محتجين يطالبون بالتوظيف».
ولفت البزوني الى أن «الشركة الروسية سبق وأن هددت بالرحيل عن البصرة بسبب المضايقات التي طالتها»، مضيفاً أن «رئيس الوزراء تمكن من طمأنة الشركات النفطية الأجنبية، كما انه وجه القوات الأمنية في المحافظة بتكثيف جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار في المناطق التي توجد فيها منشآت نفطية».
وأعلنت رئاسة مجلس المحافظة، أن زيارة رئيس الوزراء «جاءت لطمأنة الشركات النفطية الأجنبية العاملة في البصرة بعد تعرض بعض تلك الشركات الى مضايقات وتهديدات»، وكشفت عن تعهد العبادي بـ»تمويل مشاريع لتخليص البصريين من أزمة ملوحة المياه التي عصفت بالواقع الزراعي وتسببت بمعاناة إنسانية كبيرة».