حينما تعجز مختبرات منطقتنا العربية عن إنتاج خلطة سياسية تجعل من المنطقة العربية والشرق أوسطية على وجه التحديد كمنطقة هادئة وحاضنة لشعوبها حتى بدت من اكبر مناطق الاضطراب ومسرحا لحروب مستمرة فان ذلك ناتج من أسباب محددة تماما لا يمكن تجاوزها حيث أنها في الغالب من تراكمات العقل الطائفي الذي انغلق على نفسه وبات يرى في الآخر المختلف عدوا لا يمكن التعايش معه ومن ثم لا بد من إقصائه من الحياة تماما. إن الحروب التي تشهدها المنطقة ليست لها علاقة كبيرة بالاختلافات السياسية بل هي انعكاس لخلاف طائفي بحت، فالمعتاد أن الخلافات السياسية دائما ما تكون في متناول اليد إن رأت الأطراف المختلفة ضرورة حل الإشكالات الحاصلة بالحوار، ولأن محور الخلاف بين حكومات المنطقة هو طائفي وليس سياسيا فإن أمد هذه الحروب مستمر، فالخلافات الطائفية لن تبرد لأنها تملك من المغذيات ما يجعلها تستعر على الدوام، وبذلك تلج دول المنطقة شعوبا وحكومات في دائرة صراع طائفي لن ينتهي مع وجود استعدادات اقتصادية للاستمرار. لا شك ان توصيف الحروب التي تخوضها دول المنطقة بأنها ليست حروبا طائفية هو نوع من الخداع ومحاولة لحرف مسار الحقيقة التي أقيمت في ضوئها الحروب الحالية، فاندفاع دول الخليج (السعودية وقطر والإمارات) في دفاعها عن الرئيس اليمني هادي ليس لإعادة الشرعية كما هو واضح بل لان الطرف الآخر الذي طرد هادي (الطرف الحوثي) هو من طائفة أخرى وإلا لو كانت تبحث عن الشرعية لكانت تحركت لإعادتها إلى مرسي في مصر، وهو ذات السبب الذي يجعل اغلب دول المنطقة تدعم داعش الإرهابي وما شابهه في حروبه في سوريا والعراق ، فالاكتشاف المتأخر لدكتاتورية بشار الأسد والتي تساق كأسباب غير مقنعة وهو لا ينطبق على العراق الدولة الديمقراطية الناشئة، وكلاهما الدكتاتورية والديمقراطية دخلت في حسابات الحرب وتأجيجها من دول المنطقة، مثلما تكون معاداة حزب الله في لبنان واجبة.
العداء بين دول الخليج وإيران هو عداء طائفي وليس عداءً سياسيا إذ ان من المعتاد أن الخلافات السياسية مهما تصاعدت وتضخمت فأنها دائما تكون جاهزة على طاولة البحث لحلها، وهي ليست أعظم من الخلافات بين أميركا وإيران اللتين تمكنتا من إيجاد صيغ للتفاهم من خلال الحوار.
ان ما يصعب الأمر ويجعل من الحلول عقيمة هو إن السبب ذاته غير قابل للزوال وهو العقل والتفكير الطائفي فالعقليات هنا لم تستطع الفصل بين الطائفة والسياسة.
الحروب بهذه الشاكلة ستدخل المنطقة بالمزيد من العداء خصوصا أنها حروب قابلة للنمو بوجود اقتصاديات قوية تغذي الحروب مع فكر يقصي الآخر بسهولة ويرى فيه عدوا لا بد له من الزوال يضاف إلى ذلك وجود مجتمع دولي استأنس واستفاد كثيرا من توظيف هذا الصراع لمصالحه.
حروبنا هي انعكاس لفكر مأزوم اختصر العالم بلوحة الدفاع عن الطائفة مهما كان الثمن وبهذا المقدار ستغرق دول الخليج بالذات نفسها في حروب لم تعتد عليها بعدما شهدنا رغبة في خوض الحرب ليس بالنيابة بل إنها دخلتها فعليا من خلال جيوشها بالطائرات ومن ثم بالمقاتلين.
الحروب محرقة للاقتصاديات حينما لا تكون هنالك بوادر لانتهائها وبالذات تلك التي أثبتت التجارب أنها (أي الحروب) غير قادرة على أن ترسم نهايتها من خلال القضاء على الآخر وإقصائه.
العداء بين دول الخليج وإيران هو عداء طائفي وليس عداءً سياسيا إذ ان من المعتاد أن الخلافات السياسية مهما تصاعدت وتضخمت فأنها دائما تكون جاهزة على طاولة البحث لحلها، وهي ليست أعظم من الخلافات بين أميركا وإيران اللتين تمكنتا من إيجاد صيغ للتفاهم من خلال الحوار.
ان ما يصعب الأمر ويجعل من الحلول عقيمة هو إن السبب ذاته غير قابل للزوال وهو العقل والتفكير الطائفي فالعقليات هنا لم تستطع الفصل بين الطائفة والسياسة.
الحروب بهذه الشاكلة ستدخل المنطقة بالمزيد من العداء خصوصا أنها حروب قابلة للنمو بوجود اقتصاديات قوية تغذي الحروب مع فكر يقصي الآخر بسهولة ويرى فيه عدوا لا بد له من الزوال يضاف إلى ذلك وجود مجتمع دولي استأنس واستفاد كثيرا من توظيف هذا الصراع لمصالحه.
حروبنا هي انعكاس لفكر مأزوم اختصر العالم بلوحة الدفاع عن الطائفة مهما كان الثمن وبهذا المقدار ستغرق دول الخليج بالذات نفسها في حروب لم تعتد عليها بعدما شهدنا رغبة في خوض الحرب ليس بالنيابة بل إنها دخلتها فعليا من خلال جيوشها بالطائرات ومن ثم بالمقاتلين.
الحروب محرقة للاقتصاديات حينما لا تكون هنالك بوادر لانتهائها وبالذات تلك التي أثبتت التجارب أنها (أي الحروب) غير قادرة على أن ترسم نهايتها من خلال القضاء على الآخر وإقصائه.