عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

نوبل لتونس بقلم: منية الصخي

المقالات 11 أكتوبر 2015 0 257
نوبل لتونس بقلم: منية الصخي
+ = -
نوبل لتونس

بقلم: منية الصخي*
 لم يكن أحد يتوقع أن تؤول جائزة نوبل للسلام لعام 2015 لتونس التي شهدت أحداثا إرهابية كبيرة ونوعية هذا العام، وفي الوقت نفسه أيضا شهدت حوارا سياسيا مكنها في نهاية المطاف من أن تتجاوز مرحلة مهمة في تاريخها والانتقال لمرحلة جديدة هي مرحلة التعددية الحزبية والانتخابات التشريعية والدستور الدائم.
ووجدنا أن نوبل ينصف الديمقراطية في تونس عبر منحه الرباعي الراعي للحوار التونسي جائزة نوبل للسلام لعام 2015 وهذا يمثل اعترافا عالميا بالجهود الكبيرة التي بذلها هذا الرباعي المؤلف من أربع منظمات هي: الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والحرف والصناعات اليدوية، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونقابة المحامين التونسيين.
ويعرف الجميع أن تونس مرت بمرحلة حرجة بعد الإطاحة بنظام بن علي حيث تردت الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية بشكل كبير جدا. وجائزة نوبل للسلام في قيمتها العليا ورمزيتها توجه رسائل عديدة لهذا العالم الذي تعكره الحروب والعمليات الإرهابية من إن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول للأهداف، والحوار التونسي الذي رعاه الرباعي كانت ثماره إنتاج ديمقراطية تونسية في زمن وجيز كانت قادرة فيه على إحداث انتقالة في تونس والتأسيس لحكومة ديمقراطية، وهذا الأمر بحد ذاته يشكل إنجازا كبيرا ليس للقوى المتحاورة فقط التي تجاوزت خلافاتها بل لمن رعى هذا الحوار ووجد قواسم مشتركة كثيرة ارتكز عليها في إنهاء مرحلة والدخول في مرحلة جديدة.
إن منح تونس جائزة نوبل للسلام هو تتويج لجهود الشعب التونسي في بناء الدولة المدنية ومؤسساتها وتجاوز المرحلة الانتقالية بجداولها التي وضعت لها وأيضا تشكل هذه الجائزة ضربة قوية للقوى الإرهابية التي حاولت ولا تزال تحاول ضرب تونس اجتماعيا واقتصاديا عبر العديد من العمليات الإرهابية التي طالت المرافق السياحية ولا تزال هنالك تهديدات من هذا القبيل. المجتمع الدولي أشاد كثيرا بالتجربة التونسية، وهذا الأمر هو العامل المهم الذي دفع بلجنة منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام للشعب التونسي ممثلا باللجنة الراعية للحوار الوطني والتي تمثل كل شرائح الشعب التونسي الذي وجد أن هذه الجائزة وقيمتها التاريخية حافز كبير للمضي قدما في بناء دولة مدنية وتجاوز الإخفاقات الاقتصادية. وكذلك هي رسالة تضامن مع تونس من العالم ومفكريه ومبدعيه الذين فضلوا رعاة الحوار لمنحهم جائزة السلام من بين عشرات الشخصيات السياسية والمدنية التي رشحت لهذه الجائزة، ولكن اللجنة في تفكيرها العميق منحت العمل الجماعي أولوية على العمل الفردي وهذا ما دفعها لأن تمنح جائزتها لعام 2015 لهذه النخب التونسية الواعية المثقفة والمدركة في الوقت نفسه لأهمية الحوار وقبل هذا أهمية العمل الجماعي المخلص والهادف لبناء دولة قوية. وتجدر الاشارة الى ان تونس حصلت على جائزة نوبل للمرة الأولى في تاريخها، مما يؤكد أن الحوار والتوافق الوطني هو السبيل الوحيد للوصول بقافلة الوطن إلى بر الأمان.
*كاتبة تونسية
شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار