«كهرمانة» والأربعون ألف فضائي
بقلم: حمزة مصطفى
بدأ الفضائيون بإثنين فقط أحدهما روسي «غاغارين», والثاني أميركي «أرمسترونغ».
الأول أول رائد فضاء والثاني أول إنسان هبط على سطح القمر. طوال أكثر من ثلاثة عقود بقي الفضاء حكرأ على العملاقين الأميركي والروسي أثناء فترة الحرب الباردة. في مقابل ذلك انشغلت دول كثيرة إما بمحاولة مجاراتهما في ميادين مختلفة لا سيما في الصناعة والعلم والتسليح أو التفوق عليهما في بعض هذه الميادين, ولا كلام عن
الفضائيين.
من جهتنا بقينا في كل عهودنا الدكتاتورية أو الديمقراطية لا «خال وليد ولا عم بنية» على صعيد الطفرات التي بدأت تشهدها دول بعضها لا يملك عشر معشار ما نملك من إمكانيات وقدرات وثروات. اقتصادنا من «قالوا بلى» وحيد الجانب يعتمد على واردات النفط فقط. ارتفعت الأسعار امتلأت جيوبنا. انخفضت الأسعار عادت خاوية يغني فيها داخل حسن «يا قلبي صبرا على ما كنت
تهوى».
حين نسافر ونقول لسائلينا إننا من العراق تنهال علامات الإعجاب علينا.. بلاد ما بين النهرين.. ميزوبوتاميا .. الف ليلة وليلة .. أو كهرمانة والأربعون حرامي وهنا تسكب العبرات. أسماء ضخمة والقاب رنانة لكن لم ينعكس منها شيء علينا باستثناء حكاية كهرمانة التي لم تعد مجرد حكاية من الماضي التليد تروى للملك السعيد من اول الليل حتى صياح الديك فتمتنع شهرزاد عند انبلاج الصباح عن الكلام
المباح.
شهريار لم يكن ديمقراطيا, بل كان دكتاتوريا «يذبح بالقطنة». اليوم وفي زمن الديمقراطية كل شيء أصبح مباحا «صبح وليل» كما يقول عادل امام بما في ذلك الكشف يوميا عن فضائيين جدد بدأت أعدادهم بعد اكتشاف أعداد فضائيي أفواج الحماية الخاصة والتي تبلغ عشرات الآلاف. قبلهم كانت قصة الخمسين الف فضائي الذين اكتشفهم رئيس الوزراء حيدر العبادي بجرة قلم.
طبعا بجرة قلم، لأن المسألة لا تتعلق باكتشاف خطير. الجميع كان يتحدث عن هذه الظاهرة، لكن المشكلة كانت في
التسمية.
ماذا نسميهم.. وهميون؟ التسمية غير دقيقة بالنسبة لهؤلاء، فالوهميون موجودون أيضا لكن ربما بدرجة أقل.
الوهميون لا وجود لهم أصلا.
مع ذلك يتقاضى من تولى صناعتهم رواتبهم وامتيازاتهم «على داير المليم». فضائيون؟ نعم.. وجدتها.. وجدتها كما قال أرخميدس. الفضائيون بشر مثل غاغارين وارمسترونغ من لحم ودم لكنهم لا يحلقون في الفضاء وليست خطواتهم الصغيرة كبشر عظيمة للبشرية بل هؤلاء مثل «البعوض, والبك والحرمس» يعتاشون على دمائنا ويطنون في آذاننا ويزعمون حمايتنا من الجني وابو
بريص.
اليس أمرا معيبا أن تتكرر ملفات الفضائيين في دوائر الدولة ومؤسساتها وفي المقدمة منها المؤسسة العسكرية التي أول وآخر مهمة لها هي حماية الوطن والمواطن؟ ماذا يعني أن تكتشف اللجان المكلفة بالإصلاح المزيد من هؤلاء الفضائيين وصولا الى حمايات كبار المسؤولين وربما صغارهم؟.
ما أخشاه أن يطالب الفضائيون يوما ما بحقوقهم..
المهدورة.
بدأ الفضائيون بإثنين فقط أحدهما روسي «غاغارين», والثاني أميركي «أرمسترونغ».
الأول أول رائد فضاء والثاني أول إنسان هبط على سطح القمر. طوال أكثر من ثلاثة عقود بقي الفضاء حكرأ على العملاقين الأميركي والروسي أثناء فترة الحرب الباردة. في مقابل ذلك انشغلت دول كثيرة إما بمحاولة مجاراتهما في ميادين مختلفة لا سيما في الصناعة والعلم والتسليح أو التفوق عليهما في بعض هذه الميادين, ولا كلام عن
الفضائيين.
من جهتنا بقينا في كل عهودنا الدكتاتورية أو الديمقراطية لا «خال وليد ولا عم بنية» على صعيد الطفرات التي بدأت تشهدها دول بعضها لا يملك عشر معشار ما نملك من إمكانيات وقدرات وثروات. اقتصادنا من «قالوا بلى» وحيد الجانب يعتمد على واردات النفط فقط. ارتفعت الأسعار امتلأت جيوبنا. انخفضت الأسعار عادت خاوية يغني فيها داخل حسن «يا قلبي صبرا على ما كنت
تهوى».
حين نسافر ونقول لسائلينا إننا من العراق تنهال علامات الإعجاب علينا.. بلاد ما بين النهرين.. ميزوبوتاميا .. الف ليلة وليلة .. أو كهرمانة والأربعون حرامي وهنا تسكب العبرات. أسماء ضخمة والقاب رنانة لكن لم ينعكس منها شيء علينا باستثناء حكاية كهرمانة التي لم تعد مجرد حكاية من الماضي التليد تروى للملك السعيد من اول الليل حتى صياح الديك فتمتنع شهرزاد عند انبلاج الصباح عن الكلام
المباح.
شهريار لم يكن ديمقراطيا, بل كان دكتاتوريا «يذبح بالقطنة». اليوم وفي زمن الديمقراطية كل شيء أصبح مباحا «صبح وليل» كما يقول عادل امام بما في ذلك الكشف يوميا عن فضائيين جدد بدأت أعدادهم بعد اكتشاف أعداد فضائيي أفواج الحماية الخاصة والتي تبلغ عشرات الآلاف. قبلهم كانت قصة الخمسين الف فضائي الذين اكتشفهم رئيس الوزراء حيدر العبادي بجرة قلم.
طبعا بجرة قلم، لأن المسألة لا تتعلق باكتشاف خطير. الجميع كان يتحدث عن هذه الظاهرة، لكن المشكلة كانت في
التسمية.
ماذا نسميهم.. وهميون؟ التسمية غير دقيقة بالنسبة لهؤلاء، فالوهميون موجودون أيضا لكن ربما بدرجة أقل.
الوهميون لا وجود لهم أصلا.
مع ذلك يتقاضى من تولى صناعتهم رواتبهم وامتيازاتهم «على داير المليم». فضائيون؟ نعم.. وجدتها.. وجدتها كما قال أرخميدس. الفضائيون بشر مثل غاغارين وارمسترونغ من لحم ودم لكنهم لا يحلقون في الفضاء وليست خطواتهم الصغيرة كبشر عظيمة للبشرية بل هؤلاء مثل «البعوض, والبك والحرمس» يعتاشون على دمائنا ويطنون في آذاننا ويزعمون حمايتنا من الجني وابو
بريص.
اليس أمرا معيبا أن تتكرر ملفات الفضائيين في دوائر الدولة ومؤسساتها وفي المقدمة منها المؤسسة العسكرية التي أول وآخر مهمة لها هي حماية الوطن والمواطن؟ ماذا يعني أن تكتشف اللجان المكلفة بالإصلاح المزيد من هؤلاء الفضائيين وصولا الى حمايات كبار المسؤولين وربما صغارهم؟.
ما أخشاه أن يطالب الفضائيون يوما ما بحقوقهم..
المهدورة.