عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي
عقيل جمعه عبد الحسين الموسوي

تركيا في مرمى الإرهاب بقلم: علي هاشم علوان

المقالات 14 أكتوبر 2015 0 213
تركيا في مرمى الإرهاب بقلم: علي هاشم علوان
+ = -
تركيا في مرمى الإرهاب

بقلم: علي هاشم علوان
  
  بغض النظر عن الطرف المسؤول عن التفجيرات التي ضربت العاصمة التركية وخلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى، نجد أن هذه التفجيرات جاءت بسبب التخبط التركي تجاه مجريات الأحداث في المنطقة، فالسياسة التركية الداخلية والخارجية صنعت الكثير من الاعداء للدولة التركية التي يقودها اردوغان منذ اكثر من عقد من الزمن.
وبدلا من تطبيق شعار تصفير المشاكل مع الدول اصبحت لتركيا اكثر من مشكلة مع دول مجاورة كسوريا والعراق ومصر وقبرص واليونان ودول اخرى لأن السياسة التركية كانت ولا تزال مبنية على اساس التدخل في شؤون الآخرين وعدم احترام المواثيق والاتفاقات الدولية وخرق مبادئ حسن الجوار مع اكثر من دولة.
لقد اخطأت تركيا بالتعامل مع الدول الاخرى وفق الانتماءات الطائفية والقومية وشجعت على الاستقطاب الطائفي ونسيت او تناست بأن تركيا هي الاخرى فيها تنوع اثني ومذهبي وقومي وها هي اليوم تدفع الثمن من خلال وجود صراعات داخلية تقف وراءها السياسة الحمقاء لسنوات من التدخل في شؤون الآخرين.
ولا بد من الإشارة هنا الى ان الدولة التركية كانت ولا تزال وباعتراف الدول الكبرى ممرا للارهاب الذي يستخدم اراضيها للعبور الى سوريا ومنها الى العراق وان دخول تركيا المتردد في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب لم يكن مقنعا لأنها بقيت ممرا آمنا للمقاتلين وبقيت الحكومة التركية معارضة للحل السياسي في سوريا اضافة الى رفضها التغيير في مصر ووقوفها ضد ارادة الشعب المصري وكل هذا ساهم في تدهور العلاقات الخارجية مع بعض الدول، هذا من جانب, ومن جانب آخر فشلت الحكومة التركية في استيعاب جميع مكونات الشعب التركي لا سيما الاكراد الذين فازوا في الانتخابات الاخيرة بنسبة جيدة من المقاعد وينتظرون دورا مهما لهم في المستقبل. تركيا كانت لاعبا اساسيا في دعم المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا وبصورة معلنة حيث تم تدريب المقاتلين على اراضيها, اما التدخلات التركية في الشأن العراقي فهي كثيرة ولا حصر لها حيث اقيمت على ارضها الكثير من المؤتمرات الطائفية التي تحرض على الاقتتال الداخلي إضافة الى خروقات تركية كثيرة للأجواء العراقية والتجاوز على حصة العراق المائية عبر انشاء السدود والاهم من كل ذلك فتح ابوابها وحدودها لمرور الارهابيين الى سوريا والعراق.
ما نريد ان نقوله هنا هو ان على تركيا ان تدرك بأن هذه التفجيرات والدماء التركية التي سالت كانت بسبب سياسات الحكومة التركية وعليها ان تقوم بتغيير سياساتها تجاه القضايا الاقليمية والدولية وان تكون داعمة حقيقية للجهود التي تريد القضاء على الارهاب وإلا ستتلقى ضربات جديدة وسيدفع المواطن التركي ثمنا باهظا لسياسات حزب العدالة والتنمية الذي يقوده اردوغان الذي يحلم باستعادة الحلم العثماني على حساب أرواح الابرياء في تركيا وفي الدول الاخرى وعلى حساب امن واستقرار المنطقة والعالم.
شاركنا الخبر
احدث الاضافات
آخر الأخبار